آراء رجالية في المرأة المتكاملة أو المثالية

كل رجل يرسم في مخيلته صورة أو طبيعة للمرأة، التي يحلم بأن تكون شريكة حياته، ولكل ذوقه الخاص، والأذواق ذاتها تختلف من مجتمع لآخر. فما يرسمه الرجل العربي في مخيلته حول المرأة التي يرغب في الارتباط بها، يختلف عما يرسمه البرازيلي أو البريطاني أو الفرنسي. ولكن هناك دائماً قواسم مشتركة عندما يتعلق الأمر باختيار شريكة حياة، يكون حاضراً في الذهن والعاطفة والأحاسيس العمر كله. فنحن ننتمي لبني البشر، وما أكثر القواسم المشتركة بيننا، كما هي الاختلافات.
بروفايل المرأة المرغوبة للزواج
أجرى معهد، فاسكو دو غاما، المختص باستطلاعات الرأي في مدينة ريو دي جانيرو استطلاعاً للرأي بين رجال برازيليين، بعضهم يتحدر من جذور عربية؛ لمعرفة آرائهم في بروفايل المرأة المرغوبة كزوجة والمرأة المتكاملة والمثالية كأنثى. شمل الاستطلاع الذي دام ثلاثة أشهر مجموعات من الرجال ينتمون لمختلف الطبقات الاجتماعية، وكانت النتائج بمثابة مفاجأة للكثيرين.
40 % ركزوا على الناحية المادية للمرأة.
60 % ركزوا على أمور أخرى أصبحت مهمة في وقتنا الحاضر بعد أن كانت مغفلة، أو مهملة مع بدء الحياة العصرية.
مالها أهم من جمالها!
40 % من الرجال المشاركين في الاستطلاع، أكدوا أن مال المرأة هو أهم من جمالها؛ لأن المال يدوم أما الجمال فيختفي مع مرور الزمن، أو يصبح عادياً بعد سنوات من العشرة علماً بأنه قد يكون خارقاً بالنسبة للآخرين. طبقاً لهؤلاء الرجال فإن المال يقدم الراحة والطمأنينة، أما الجمال فلا يجلب سوى المشاكل والصداع للرجل. فالمتزوج من امرأة جميلة ومتكاملة يشعر بالغيرة، ويظن أن كل الرجال يرغبونها وإن لم يكن غيوراً، فهو يتعود على هذا الجمال بحيث يصبح من المنسيات مع مرور الوقت.
آراء غير مادية
رجال آخرون لم يعطوا أهمية لا لجمال المرأة ولا لمالها، وإنما لتصرفاتها وشخصيتها وطريقة معاملتها للرجل الذي ترتبط به. ولمعرفة المزيد عن هذه الآراء التي اعتبرت الأهم في هذا الاستطلاع، تحدثت «سيدتي» مع عدد من البرازيليين العرب في مدينة ساو باولو؛ ليبدوا بآرائهم حول المرأة المثالية.
الجمال الكلاسيكي
قال برونو دياس (28 عاماً) مدرس مادة التاريخ في ثانويات ساو باولو إن الجمال الكلاسيكي للمرأة أهم شيء بالنسبة له. والمقصود بالجمال الكلاسيكي، حسب رأيه، هو تناسق الشكل والحشمة والأخلاق والأناقة. فالمرأة المتكاملة بالنسبة له، هي التي تستطيع أن تصبح رفيقة وصديقة وزوجة في نفس الوقت، أي أن تكون قادرة على الجمع بين كل هذه الأمور في التعامل مع الزوج.

وأضاف برونو الذي مازال عازباً، ويبحث عن أنثاه المثالية: "سيكون شيئاً رائعاً إذا كانت المرأة التي سأرتبط بها تتمتع بذوق قريب من ذوقي في اختيار وفعل الأشياء".
الذكاء
أما فرناندو دوغويرا (30 عاماً) فاعتبر أن ذكاء المرأة هو أجمل شيء فيها. حيث ينبغي أن تتوفر عندها الفطرة السليمة والاستقلال الثقافي عن الرجل إضافة إلى الاستقلالية في اتخاذ المواقف. فالمرأة التي تجامل زوجها في فعل ما يريد هو فقط إنما تخدع نفسها، وستكتشف في يوم من الأيام أنها لا تتمتع بأي شخصية بعيداً عن زوجها. ولذلك هناك حالات كثيرة تصبح فيها المرأة المقلدة والمجاملة كثيراً كياناً ضائعاً بعد الطلاق، أو عندما يحدث مكروه لزوجها أو عندما يتوفى.
الابتسامة
أهم ما في المرأة هو ابتسامتها الدائمة؛ فان كانت المرأة متواضعة الجمال فإن ابتسامتها تضفي بريقاً خاصاً في العينين، يطغى على كل شيء آخر. هذا كان رأي السيد دينيس كوبا (34 عاماً)، المدير الإداري في إحدى شركات الأدوية في مدينة ساو باولو. وبالنسبة له أيضاً فإن الجميلة صاحبة التكشيرة الدائمة تفقد قيمة جمالها في أعين الآخرين.
القيمة الذاتية
المرأة المثالية بالنسبة لـ تياغو سارتوري (31 عاماً) المتحدر من أصل لبناني ومدرس التربية الرياضية في ساو باولو، هو أن تعطي المرأة قيمة لذاتها، وأن تكون لها طريقة خاصة بها للتعامل مع الزوج وبقية الناس، وعلى رأس ذلك احترامها لنفسها ولزوجها وللآخرين.
ثلاثة أشياء لاغنى عنها
براي ميشيل خوري (36 عاماً) والمتحدر من أصل لبناني، أن هناك ثلاثة أشياء لاغنى عنها يجب أن تتوفر في المرأة المتكاملة، وهي: احترام حرية الرجل والوضوح في الموقف والجاذبية. وأضاف أن احترام المرأة حرية الرجل هو ما يجنب العلاقة الزوجية الاصطدام والمواجهة. أما الوضوح في الموقف فيكمن في قول ما تريد لشريك حياتها من دون مراوغات وذرف الدموع، وترك الرجل في حالة من الارتباك والتشويش الذهني حول ما تريده منه. أما الجاذبية فلا تعني أن تتمتع المرأة بجمال خارق. فروح الدعابة واتخاذها المبادرات ومعرفتها لغة زوجها وأسلوبه كلها تجعلها جذابة.
الإخلاص
أهم شيء في المرأة بحسب رأي فريدريكو تونيللي ( 42 عاماً) هو إخلاصها لزوجها بحيث تنفي كل شكل من أشكال الشكوك. فهذا الأمر هو ما يجلب الراحة للبال، ويقود إلى العيش حياة هادئة. وأكد أن الشك قاتل، ومن لا يستطيع أن يثق بالمرأة فالأفضل له أن لايتزوج.
الجنس الآخر
اتصلت «سيدتي» بالممثلة البرازيلية كلاوديا رايا في مدينة ريو دي جانيرو، وسألتها عن موقفها من آراء بعض هؤلاء الرجال في المرأة. قالت كلاوديا: إن المرأة لا تستطيع ولا بشكل من الأشكال إظهار اللامبالاة إزاء ما يدور في ذهن الرجل الذي ترتبط به أو الذي سترتبط به. لأنها بطبيعتها الفضولية تريد معرفة كل ما يدور في رأس الرجل من تفكير. فهي تريد معرفة رأيه فيها كل يوم، ولا تستطيع التوقف عن توجيه الأسئلة إليه للتأكد من حبه لها. فقيمة المرأة مع الرجل تأتي من شعورها بأنها محبوبة من قبله.
أما بخصوص المرأة المثالية أو المتكاملة فأكدت كلاوديا أنه ليست هناك مثاليات في مجال العلاقة بين الرجل والمرأة، وما هو موجود لا يتعدى حد التوافق والتفاهم والانسجام. وأضافت: "لا يوجد رجل مثالي أو متكامل لتوجد امرأة مثالية أو متكاملة، وهذا بالذات هو ما يجعل الحياة بين الرجل والمرأة مثيرة. يجب أن تكون هناك نقاشات وخلافات، ومن ثم مصالحات؛ لأن الجنسين هما بعكس بعضهما. ولهذا السبب يطلق الرجال على المرأة لقب الجنس الآخر، كما تطلق المرأة على الرجال لقب الجنس الآخر".