الامتحانات على الأبواب والاستقرار الأسري أول شروط النجاح

التفوق الدراسي والنجاح، هدف كل طالب في المدرسة أو الجامعة، وغاية منشودة لكل أبوين، يتطلعان لمستقبل زاخر لأبنائهم وبناتهم، وبحلول شهر الامتحانات، يمتلئ البيت بالتوتر والاضطرابات والشجار والشد والجذب، وتتعرض الأسرة للكثير من الأزمات! والسؤال المطروح: هل يرجع هذا الجو المشحون لقرب موعد الامتحانات؟ أم هو عدم تخطيط لأولويات الأسرة، وسوء تعامل الآباء مع الأبناء في هذه الفترة؟

علماء التربية وعلم النفس، يجيبون عن هذا السؤال، وعلم الاجتماع يدعو الأسرة إلى تفهم هذه المرحلة، ونشر جو من الهدوء والانسجام، ضمانًا للتوفيق والنجاح.



10 نصائح للطلبة .. 6 للوالدين!!

بداية يؤكد الدكتور «إسماعيل يوسف» أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس أن النجاح سهل المنال، إن أُحسن اتباع القواعد الأساسية في عملية الاستذكار، وطلب العلم، أما التفوق، فيحتاج لتميز من ناحية الإمكانات الذاتية للطالب، يرافقها جهود الأسرة؛ لتوفير جو نفسي وصحي واجتماعي، يلائم حاجات الأبناء في هذه الفترة، للصعود بعلمهم ودراستهم إلى أعلى المستويات.

 

تدريب الإرادة

ويضيف: إن الإرادة هي المحصلة لكثير من وظائف المخ، وهي صمام الأمان ضد العجز والقهر لأي إنسان، وقوة إرادة الطالب وقت مذاكرته، من عوامل صحته النفسية ونجاحه في التحصيل، فهي بمثابة مفتاح التشغيل لجهازه النفسي، وكل عمل ناجح للطالب أو الطالبة، وراءه عزيمة وتصميم وإصرار على المبادأة وتحمل المشقة والصعاب، وإرادة الاستمرار.

لهذا، على الأسرة أن تدرب أولادها على كيفية الإحساس بإرادتهم، والعمل المستمر على تطويعها لخدمة رغباتهم، لترفع من شأنهم، وتقوي من أنفسهم، وتجعلهم جديرين بالنجاح في دراستهم، واعتلاء منزلة جيدة بين أقرانهم.

 

دور الأسرة

وتؤكد الدكتورة «فؤادة هدية» أستاذة طب نفس الأطفال على التأثير الكبير للأسرة في نمو الطفل ونجاحه الدراسي، من حيثُ تعوده منذ طفولته على التمسك بالنظام في معيشته وعدم الاستهتار، وعلى تحمل المسئولية منذ الصغر، وتقرير مصيره ومستقبله، ولو بصورة مبدئية.

كما أن العلاقة الأسرية السليمة بين الوالدين وبعضهما بعضًا، وبينهما وبين الأبناء توفر جوًا مناسبًا من التفاهم والراحة والطمأنينة للطالب وسط بيته، إلى جانب إشراف متواصل، ومتابعة من جانب الوالدين، لأسلوب مذاكرتهم، وتحصيلهم.

 

المكان والزمان

وحتى يحقق الطالب أكثر استفادة من عملية تحصيل العلم، دون سرحان أو عدم قدرة على التركيز، أو ينتابه شعور بالملل، يؤكد الدكتور«حسن شحاتة» أستاذ المناهج والتربية بجامعة عين شمس، أن حفظ المادة المدروسة وتخزينها في العقل البشري، وكذلك القدرة على استرجاعها عندما يلزم الأمر، تكون أكثر قوة وأحسن أداءً لو كانت تذاكر دروسها في نفس المكان، ثابتة عليه، من دون تغيير.

وتفسير ذلك: أن عملية استعادة واسترجاع أي معلومات من الذاكرة، يكون مرتبطًا بتصوّر الجو والمناخ والوسط والملابسات والظروف، التي أحاطت بدخول المعلومة إلى الذاكرة، على أن يتوفر بالمكان الإضاءة الجيدة والتهوية السليمة، فالمخ البشري يحتاج ـ للحفاظ على حيويته ونشاطه- للأوكسجين، الذي يأخذه من الهواء النقي المتجدد.

 

ماذا يحدث داخل البيوت؟

- البيت أصبح منطقة عسكرية، ممنوع الزيارات، ممنوع تشغيل الفضائيات، ممنوع الصوت العالي أو الاستقبالات.

- ينقلب رأسًا على عقب أوقات الامتحانات، وجبات مخصوصة، عصائر جاهزة طول اليوم، باختصار ميزانية خاصة جدًا.

- نشعر أنا ووالدهم أننا نمر بأصعب الأوقات، وكأننا نستعد للامتحان معهم، وندعوا الله أن نجتازه بسلام.

- لا يخلو من واحد منَّا، أنا أو والدهم، فهم يتركون المذاكرة ـ ويعملون حفلة ـ إن لم يجدونا، ولذلك نقسّم أوقاتنا ومواعيد عملنا!

-  أعد ساعات اليوم أنا وزوجي بالدقيقة والساعة، داعين أن يمر بسلام مع إحراز ساعات أكبر في المذاكرة! هل تصدقون؟

- رحم الله آباءنا وأمهاتنا الذين اقتصرت وظيفتهم معنا ونحن صغار على الدعاء لنا بالنجاح والتوفيق، من دون تدخل أو متابعة أو حتى دروس خصوصية!!

 

دليل نجاح

للطلبة والطالبات وللأسرة، وضعتهم لنا الدكتور «إنشراح الجمل» الباحثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية.

للطلبة نقول:

- «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» وقوة الطلبة تأتي من قوة عزيمتهم، وصلابة إرادتهم، وعملهم المتواصل، والنجاح المتعاقب.

- النجاح حصيلة مقوّمات الفرد، من أسلوبه في التفكير، والانفعال والسلوك والإرادة والإدراك، إضافة إلى فلسفته ونزعاته، وأسلوب حياته، واهتماماته.

- بالإرادة والتصميم والعزم، تتفجّر طاقتكم وتشحذون هممكم، وتتخلصون من التواكل والتقاعس، والتبعية.

- النجاح الدراسي أحد مظاهر تأكيد الذات، وإثبات الوجود، وإعلان مباشر على القوة والقدرة بداخلك.

- الإنسان الناجح متماسك نفسيًا، ومتوازن داخليًا، وعلى علاقة ناجحة بالمحيطين به.

- من أفضل النصائح، أن يحوّل الطالب العمل ـ المذاكرة ـ المفروض عليه، إلى شيء محبب إلى نفسه، يستمتع بأدائه.

- لا نجاح بلا نظام وتدريب للنفس على استغلال الوقت، وترشيده بالصورة السليمة، حتى يصبح منهجًا للحياة.

- لابد من اختيار المكان المحبب للمذاكرة، مع قراءة المادة بأكملها، وإعداد ملخص لها، والتعرف على أهم الأسئلة وأجوبتها، وحل بعض الامتحانات السابقة.

- لابد من صفاء الذهن وتنشيط الذاكرة، والمذاكرة بهمة ونشاط، والبعد عن كل ما يشتت الفكر والمذاكرة.

- التفوق يعتمد أساسًا على الذكاء وسلامة الجسم عضويًا ونفسيًا، والمثابرة على الدراسة والاستذكار.

 

للأسرة نقول:

- لابد من التعامل الجيد مع الأبناء في هذه الفترة، بالتشجيع ورفع الروح المعنوية، وإزالة المعوقات المادية، مع تخفيف حدة القلق والتوتر المصحوبين بالخوف من الامتحانات، أو العجز عن ملاحقة الدروس.

- العين الساهرة المتابعة للطالب، مهمة جدًا، مع مراعاة اختيار أوقات التدخل والتقرب للمساعدة دون مبالغة.

- عدم ضرب الأمثلة للطالب بزملائه، أو أحد أقاربه المتفوقين، بصفة دائمة، ومحاولة التحقير من شأنه، أو التقليل من قيمة جهده وعمله.

- على كل أسرة أن تتذكر أن التفوق الدراسي - مهما كانت طبيعته ـ أمر مطلوب في كل دراسة؛ لأنه سلاح قوي في أي موقع، ويعود بالفائدة على المستقبل العملي لكل إنسان.

- ترك الحرية للابن أو الابنة في اختيار نوعية الدراسة، بداية لتكوين الشخصية الواثقة المعتمدة على ذاتها.

- يُفضل تناول الأغذية الصحية لتقوية الذاكرة،، وتقليل التوتر والمساعدة على النوم الهادئ، والأخرى التي تمد الجسم بالطاقة والكربوهيدرات، ومنها: الخضراوات والفاكهة، والأسماك والمكسرات، وحبات التمر.