فيللا مرمّمة تكشف عـن وجهها الآخر

رمّم المهندس طانيوس حمام هذه الفيللا الكلاسيكية، وأضفى عليها نفحات من الحداثة، فجاءت متكاملة يتقدّمها الرخام والواجهات الزجاجية الكبيرة. تمتدّ على مساحة رحبة، تتخلّل حديقتها أشجار البلح والزيتون بارتفاعات مختلفة تمّت دراسة مواقعها قبل زرعها لتلافي حجب الرؤية نحو أفق أخضر أو بحري بعيد.

وفي المساحة الخلفيّة من الحديقة، صمّمت بركة السباحة لتجمع بتصميمها الشكل الهندسي البيضوي وحبّة الفاصولياء.

ينفتح باب ضخم تراثي مرمّم، مصنوع من خشب «الموغونو» المتزاوج مع الزجاج الرملي الفرنسي المنفوخ، تجاوره جرّة كبيرة من الفخّار تملؤها الزهور، على المساحة الداخلية التي تتقدّمها لوحة كبيرة لفتاة ترتدي الأزرق. 

هنا، تطالع الزائر سلالم منفّذة من الرخام والحديد المطروق، تلي بين طبقتي هذه الفيللا، تزدان جدرانها المطليّة بـ «الباتين» بفجوات تملؤها قطع حجرية. وتبدو، في قسمها العلوي، نافذة مشغولة من الزجاج الملوّن المتناغم مع الحجر الذي يحوطه.

ولعلّ اللافت حضور قنطرة وشلال مياه ينحدر فوق سلالم رخامية بيضاء، في إيحاء من المهندس إلى الحياة التي يبعثها خرير المياه والتي تلعب دوراً في إشاعة البرودة الداخلية للمنزل في فصل الصيف. وتبدي هذه الأعمال تأثّر المهندس حمام بالمنازل اللبنانية القديمة، وخصوصاً قصر بيت الدين! ونظراً إلى صعوبة نموّ الشتول في المساحة الداخلية التي تبعد عن النور الطبيعي، تنشر الشتول الاصطناعية في الأرجاء.

 

 

قسم الاستقبال

وتحدّ أعمدة مكسوّة بالخشب مساحة قسم الاستقبال بطريقة فنيّة، وتؤلّف بينها ممرّاً، خصوصاً بعد إنارة السقف وزخرفته. وفي نهاية هذا الممرّ، استوحى المهندس حمام من المشاعل الرومانية مصباحين ثبّتهما على عمودين، وأسدل ستارة مخملية تحجب خلفها سجادة عجميّة، وتبدو آلة بيانو وتحفة برونزية ترتفع على طاولة «غيريدون» طويلة تحمل توقيع مصمّم عالمي.

ويبرز قسم الاستقبال طبيعة المنزل «النيو كلاسيكية»، حيث يبدو إلى اليمين زوج انكليزي من الكنبات باللون البيج يتّكئ على قاعدة خشبية مزركشة نحتت ركائزها بشكل قوائم تمّ تلوينها بورق الذهب. وتتوسطه طاولة كبيرة مصنوعة من خشب  «الموغونو» تكثر عليها «الاكسسوارات». وقد وَضع قطعتين من السجاد على جانبي الطاولة، تبرزان جماليتهما!

وضمن مساحة مستقلّة، تركن «صوفا» انكليزية مزدانة بزخرفات خشبية، تبرز وسط ظهرها تصاميم مشابهة لعرائش العنب مطليّة بورق الذهب، تشي بالفرادة.كما يتشارك هذا المكان زوج من المقاعد الفرنسية القديمة، تمّ تلبيس خشبهما بورق الذهب، تتوسطهما باقة من الورود الحمر.

وصمّمت «فيترين» كبيرة تخفي جهاز تدفئة في أسفلها خلف كل كنبة كبيرة، وتضمّ  على طرفيها «اكسسوارات» ملوّنة.

وفي ركن آخر، يبرز كرسيّان فرنسيّان، يتوسطهما «باهو» اسباني قديم كان يستخدم لحفظ مجوهرات العائلات الملكية.

ويلفتنا الصالون الذي ينتمي إلى طراز لويس الخامس عشر والمشغول بالخشب المعتّق بورق الذهب والمنجّد بالقماش الفرنسي المزركش، تقبع خلفه «فيترين» رائعة صمّمها حمام ليسطّر التكامل في الأعمال الخشبية.أمّا صالون المدفأة فيحقّق التواصل مع الطبيعة من خلال واجهته الزجاجية، وهو ينتمي إلى طراز «أمبير»، ويحمل اللونين الناري والترابي. وتعلو مرآة فرنسية معتّقة المدفأة.

ولولوج المطبخ العصري، يمرّ الزائر بقنطرة تفضي أيضاً نحو الطابق السفلي حيث خصّصت جلسة عربية فسيحة تحتضن سهرات العائلة.      

 

غرفة الطعام

وتجمع غرفة الطعام مزيجاً من الطرز، وفق الشكل التالي: الكراسي تنتمي إلى طرازي لويس الخامس عشر والسادس عشر، فيما سطح الطاولة بلّوري عصري يرتفع على قاعدة رومانية حجرية. وتتوزّع قطع من «الأنتيك» في الأرجاء.

 

تفاصيل...

وجاءت الستائر بسيطة في تصميمها، تجمع بين قماش «الفوال» و«الأورغنزا»، بألوان ضاربة إلى الأخضر الفاتح، فيما تفترش قطع من السجاد العجمي الرفيع الأرضيّات.

وتتوزّع الإنارة بأشكال مباشرة تحملها ثريات كريستالية ومشاعل مثبتة على الأعمدة، وبأشكال غير مباشرة على السقوف.   

 

ألوان نارية

واستوحى المهندس حمام طراز غرفة النوم الرئيسة من القصور الفخمة، فاختار الألوان النارية لها، وجاء السرير بطراز «بالداكان» الفرنسي، وهو مشغول من الخشب ومكسو بالحرير، تحوطه الخزائن المعتّقة والمرسومة بورق الذهب. وترتدي الجدران قماش «الأورغانزا»، كما لا تغيب الأعمدة الخشبية عنها.

ويفصل باب خشبي بينها وبين الحمّام الملحق بها، كما باب زجاجي بينها وبين الغرفة الخاصة بالملابس.