mena-gmtdmp

أفضل الطرق لتعليم الأطفال السلوك الإيجابي والانضباط الذاتي

صورة أم تنظر في وجه طفلها
أفضل الطرق لتعليم الأطفال السلوك الإيجابي

يأتي وقتٌ يجد فيه كل والد صعوبةً في إيجاد أفضل طريقة لتعليم الأطفال السلوك الإيجابي والانضباط الذاتي. سواءً كان التعامل مع طفل صغير يصرخ أو مراهق غاضب، قد يكون من الصعب السيطرة على أعصابك. لا ترغب أي أم في أن تجد نفسها في مثل هذا الموقف، والخلاصة أن الصراخ والعنف الجسدي لن يُجديا نفعاً، لكنّ هناك طرقاً أخرى أكثر فعالية، ومنها التأديب الإيجابي. ولاستكشاف كيف يمكن لهذا النهج أن يساعد الآباء على بناء علاقات إيجابية مع أطفالهم وتعليمهم مهارات مثل المسؤولية والتعاون والانضباط الذاتي، يفيدك الأطباء والاختصاصيون.

لماذا الانضباط الإيجابي؟

حسب رأي الاختصاصيين لا يوجد أطفال سيئون، بل يوجد سلوك سيئ فقط. حيث لا يرغب الآباء في الصراخ أو ضرب أطفالهم. لكنهم يفعلون ذلك عندما يشعرون بالتوتر ولا يجدون حلاً آخر، والدليل واضح: الصراخ والضرب ببساطة لا يُجديان نفعاً، وقد يُسببان ضرراً أكثر من نفع على المدى البعيد. بل إن تكرار الصراخ والضرب قد يُؤثر سلباً على حياة الطفل بأكملها. ويمكن أن يؤدي استمرار "الضغط النفسي السام" الناتج عنه إلى عواقب سلبية عديدة، مثل زيادة احتمالات التسرب من المدرسة، والاكتئاب، والانتحار، وأمراض القلب، إليك أفضل الطرق لتعليم الأطفال السلوك الإيجابي والانضباط الذاتي في التالي:

أفضل الطرق لتعليم الأطفال السلوك الإيجابي

بدلاً من العقاب وما يجب تجنبه، يُركز نهج التأديب الإيجابي والانضباط الذاتي على بناء علاقة صحية مع طفلك ووضع توقعات حول سلوكه، وإليك كيفية البدء بتطبيقه عملياً:

1. خططي لقضاء وقت مخصص مع طفلك

خططي لقضاء وقت مخصص مع طفلك


إن قضاء وقت خاص مع طفلك أمرٌ بالغ الأهمية لبناء علاقة قوية مع الطفل، قد يكون ذلك لمدة ٢٠ دقيقة يومياً، أو حتى ٥ دقائق. يمكنكِ دمجه مع أنشطة مثل غسل الأطباق معاً وأنتما تغنّيان أغنية، أو الدردشة أثناء نشر الغسيل. المهم حقاً هو التركيز على طفلك. لذا، أطفئي التلفاز، واغلقي هاتفك، وتعاملي مع طفلك حسب مستواه، كوني أنت وهو معاً.

2. امتدحي الإيجابيات التي تصدر من طفلك

كآباء، وأمهات غالباً ما نركز على سلوك أطفالنا السيئ وننتقده. قد يفهم الأطفال هذا كوسيلة لجذب انتباهكم، فيستمرون في سوء السلوك بدلاً من الحدّ منه.
يزدهر الأطفال بالثناء. فهو يجعلهم يشعرون بالحب والتميز. راقبوهم عندما يقومون بعمل جيد وامدحوهم، حتى لو كان ذلك العمل مجرد لعب لمدة خمس دقائق مع إخوتهم، هذا يشجع على السلوك الجيد ويقلل من الحاجة إلى التأديب.

3. تفاعلي مع الأطفال الأصغر سناً

يمكن أن يكون قضاء وقت خاص ممتعاً، وهو من دون تكلفة، كتقليد تعابير وجوههم، أو ضرب الملاعق بالأواني، أو الغناء معاً. هناك أبحاث مذهلة تُظهر أن اللعب مع أطفالكم يُعزز نمو أدمغتهم.

4. حدّدي ما تريدينه من طفلك

حدّدي ما تريدينه من طفلك


إن إخبار طفلك بما تريدين منه فعله تحديداً أكثر فعالية بكثير من إخباره بما لا يجب عليه فعله، عندما تطلبين من الطفل ألا يُحدث فوضى، أو أن يكون جيداً، فإنه لا يفهم بالضرورة ما هو مطلوب منه، إن التعليمات الواضحة مثل الرجاء التقاط جميع ألعابك ووضعها في الصندوق، تُرسي توقعات واضحة وتزيد من احتمالية قيامه بما تطلبينه.
لكن من المهم وضع توقعات واقعية للطفل. قد لا يكون طلب الصمت منهم طوال اليوم سهلاً، مقارنةً بطلب عشر دقائق من الهدوء أثناء مكالمة هاتفية، أنت تعلمين ما يستطيع طفلك فعله. لكن إذا طلبت المستحيل، فسيفشل بالتأكيد.

5. شتّتي انتباه طفلك بطريقة إبداعية

عندما يكون طفلك صعب المراس، فإن تشتيت انتباهه بنشاط أكثر إيجابية قد يكون استراتيجية فعّالة، وعندما تشتتين انتباهه نحو شيء آخر - بتغيير الموضوع، أو إدخال لعبة، أو اصطحابه إلى غرفة أخرى، أو الذهاب في نزهة - يمكنك بنجاح تحويل طاقته نحو سلوك إيجابي.
التوقيت مهم أيضاً. فتشتيت الانتباه يعني أيضاً اكتشاف متى ستسوء الأمور واتخاذ الإجراءات اللازمة. انتبهي عندما يبدأ طفلك بالتوتر أو الانفعال أو الانزعاج، أو عندما ينظر شقيقان إلى نفس اللعبة، ساعدي في تهدئة الموقف قبل أن يتفاقم.

6. تفاعلي مع الأطفال الأكبر سناً

كما هو الحال مع الأطفال الأصغر سناً، يسعى المراهقون إلى الثناء ويرغبون في أن يُنظر إليهم على أنهم جيدون. ولا يزال قضاء وقت خاص معهم أمراً بالغ الأهمية. إنهم يُحبون الرقص معهم في أرجاء الغرفة أو التحدث عن مُغنّيهم المُفضّل، قد لا يُظهرون ذلك دائماً، لكنهم يُظهرونه. وهي طريقة فعّالة لبناء علاقة تُناسبهم.
أثناء وضع التوقعات، اطلبي منهم المساعدة في وضع بعض القواعد، اجلسي معهم وحاولي الاتفاق على ما يجب وما لا يجب فعله في المنزل. يمكنهم أيضاً المساعدة في تحديد عواقب السلوك غير المرغوب به من الطفل. إن مشاركتك في العملية تساعدهم على إدراك أنك تدركين أنهم يصبحون كائنات مستقلة بذاتها.

7. استخدمي العواقب الهادئة

استخدمي العواقب الهادئة


من مراحل النمو تعلُّم أن فعل شيء ما سيؤدي إلى نتائج إيجابية. إن تعريف طفلك بهذا الأمر عملية بسيطة تشجعه على تحسين سلوكه، وتُعلّمه المسؤولية في الوقت نفسه.
امنحي طفلك فرصةً لفعل الصواب بشرح عواقب سلوكه السيئ. على سبيل المثال، إذا أردتَ أن يتوقف طفلك عن الكتابة على الجدران، يمكنك أن تطلبي منه التوقف وإلا ستُنهي وقت لعبه. هذا يُعطيه تحذيراً وفرصةً لتغيير سلوكه.
إذا لم يتوقف، فاتبعي العواقب بهدوء وبدون إظهار الغضب، وامنحي نفسك الفضل في ذلك - فالأمر ليس سهلاً، إذا توقف، فامدحيه كثيراً على ذلك، ما تفعلينه هو خلق حلقة إيجابية من ردود الفعل لدى طفلك. وقد ثبت أن العواقب الهادئة فعالة في تعليم الأطفال ما يحدث عندما يتصرفون بشكل سيىء.
الاتساق عامل أساسي في التربية الإيجابية، ولذلك من المهم الالتزام بالعواقب. وكذلك جعلها واقعية. يمكنك مصادرة هاتف مراهق لمدة ساعة، لكن مصادرته لمدة أسبوع قد يصعب الالتزام بها.

ما يمكنك فعله في المواقف العصيبة

ما يمكنك فعله في المواقف العصيبة


تمر كل عائلة بأوقات عصيبة معاً. إليك بعض النصائح التي قد تساعد الآباء على تجاوز هذه الأوقات:

1. توقفي مؤقتاً

جميعنا نعلم مدى التوتر الذي نشعر به عندما نشعر بأن طفلنا يتصرف بصعوبة. في مثل هذه اللحظات، يُعدّ التواجد في المنزل والتوقف خطوةً بسيطةً ومفيدة. اضغطي على زر "التوقف"، خذي خمسة أنفاس عميقة، ببطء وحذر، وستلاحظين أنك قادرة على الاستجابة بطريقة أكثر هدوءاً وتأنياً. يقول الآباء حول العالم إن مجرد التوقف مُفيدٌ للغاية.

2. خصّصي وقتاً لنفسك

يقول البروفيسور كلوفر إن الآباء غالباً ما ينسون الاهتمام بأنفسهم، خصّصي بعض الوقت لنفسك، مثلاً عندما يكون الأطفال نائمين، لتفعلي شيئاً يُشعرك بالسعادة والهدوء. من الصعب جداً على الأم القيام بكل شيء على أكمل وجه، عندما لا تمنح نفسها استراحة.

3. امدحي نفسك

من السهل أن ننسى العمل الرائع الذي نقوم به كأمهات يومياً، ويجب أن ننسب الفضل لأنفسنا، كل يوم، ربما أثناء تنظيف أسنانك، خصّصي لحظة لتسألي نفسك: 'ما هو الشيء الذي أحسنت فعله مع أطفالي اليوم؟' واعلمي أنك قمت بعمل رائع.
واعلمي أنك لستِ وحدك. فملايين الأمهات حول العالم يحاولن، ويفشلن جميعاً أحياناً. المهم أن نحاول مجدداً.
طرق لتشجيع طفلك على السلوكيات الإيجابية.. وما أكثرها!
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص