تُقدم القصص نماذج إيجابية وسلبية للسلوك، ما يساعد الطفل على التمييز بين الصواب والخطأ واكتساب القيم الأخلاقية مثل الشجاعة، والكرم، والتسامح، ومن خلال متابعة شخصيات القصص التي تواجه تحديات، يتعلم الأطفال كيفية التفكير في حلول للمشكلات المختلفة، كما أنها تتضمن مواقف صعبة وتعلم الأطفال كيفية التغلب عليها، والتفكير بإيجابية والنظر إلى الجانب المشرق في الأمور. القصص تفتح آفاقًا واسعة أمام خيال الطفل، وتساعده على تصور عوالم وشخصيات جديدة، مما ينمي لديه القدرة على الإبداع والابتكار. عندما يرى الطفل شخصيات في القصص تتغلب على الصعوبات وتنجح في تحقيق أهدافها، يشعر بالثقة بقدرته على تحقيق النجاح أيضًا، قومي بقراءة هذه القصص على مسامع أطفالك قبل النوم، عن أبطال صغار يتسلقون الجبال ولاحظي مدى ثقتهم بأنفسهم في الصباح.
قصة الجبل المستحيل

كان هناك فتاة صغيرة تُدعى آنا وشقيقها الصغير فين، نشآ في قرية محاطة بسور عالٍ. أخبرهما أهل القرية مرارًا وتكرارًا أن السور يحميهما، لكنهما كانا يتساءلان دائمًا عما يوجد خلفه.
وقفت آنا ذات الشعر الأرجوانيّ بضفائرها على سطح منزل، ممسكةً بعمودٍ وتنظر إليه بحزن. وصعد شقيقها الصغير السطح خلفها بينما يبدو عليه التوتر. ثم تكورا خائفين من امرأة جالسة على كرسيّ تروي لهما قصةً مخيفة. بينما يضيء آنا فانوسٍ على الأرض عند قدميها، ويشكّل ظلّها شكل دبٍّ كبير على الحائط خلفها.
أراد الأطفال أن يستكشفوا العالم خارج السور، وفي أحد الأيام، تسلقوا السور وإذا بإطلالة على قرية لم يروها من قبل.
ركعت آنا وفين بجانب الجدار الكبير ورفعا صخرة ليكشفا عن حلزون. ثم وقفت آنا أعلى سلمٍ مُثبتٍ على سطحٍ مُقابل الجدار. ووقف فين عند قاعدة السلم. ليمنعه من الوقوع.
رأيا مشهدًا خلابًا - جبلًا عملاقًا. ظلّ المنظر محفورًا في أذهانهما لأيام، وعقدت آنا العزم على تسلّق ذلك الجبل هي وفين لرؤية العالم!
حاول القرويون إقناعهما بالعدول عن الفكرة، وتخويفهم منها؛ لكنهم في النهاية استعدّوا وانطلقوا. وتجولوا في أرض مثيرة للاهتمام، أحيانًا بمسارات مُمهّدة وأحيانًا أخرى بلا مسارات.
ساعدت آنا شقيقها فين على تسلق صخرة قرب قاعدة شجرة ضخمة. فيما حمل فين عصاً مُثبّتة في نهايتها حزمة، وكانت آنا تُوازن نفسها دائمًا على جذوع الأشجار التي تمر بها، ذراعاها ممدودتان وحقيبة ظهر على ظهرها. فيما يسير فين بحذر خلفها حاملاً العصا والحزمة وقبعته الرمادية المُميّزة المُطرزة بالصوف الأبيض.
لقد شاهدا أشياء مذهلة مثل الحجارة المتساقطة، وصادفا الذئاب وحتى الماعز الجبلي.
كان الأمر صعبًا ومربكًا في كثير من الأحيان، لكنهما واصلا مسيرتهما معًا. في أكثر اللحظات رعبًا، واجها الدب الكبير والرهيب الذي سمعا عنه. لكن تكانفهما شحن عزيمتهما فسارا على المسار الصحيح، ساعين إلى قمة الجبل وفرصة لرؤية العالم.
سارا على طريق صخري، تعلوه شجرة تبدو وكأنها ذات أغصان ووجه يشير إلى الطريق. وفيها يجثم طائر أحمر صغير على الغصن المُشير. فظهرت على ملامحهما الحيرة، خصوصاً أنهما عندما وصلا إلى القمة مرا من داخل كهفٍ مظلمٍ مُضاء بنارٍ صغيرة. يحيط دبٌّ بنيٌّ عملاقٌ بالحافة فنظر إلى الطفلين، فيما وقفت آنا بثباتٍ أمامه، وهي تمدّ تفاحةً له، وكان فين يختبئ خلفها. فاستطاعا أن يكسبا ثقة الدب، الذي وقف معهما وجعلهما ينظران إلى ذلك المنظر الساحر من الأعلى، ثم حملهما الدب على ظهره، ونزل بهما عبر صخور الجبل، وبعد أن أوصلهما إلى مكان آمن، عاد مسرعاً قبل أن يثير خوف أهل القرية، الذين كانوا بانتظار آنا وفين، وهللوا فرحاً لعودتهما، وخصصا لهما سهرة في القرية، كي يرويا ما حدث معهما وكل ما شاهداه في رحلتهما.
مع اقتراب يوم الأب .. قصص أرويها على مسامع أطفالك بين الرابعة والسادسة
قصة سعيد وقمة الحلم

كان سعيد فتى صغيرًا يعيش في قرية صغيرة تحيط بها الجبال العالية. كان كل صباح يطل من نافذته على جبل "الحلم"، أعلى قمة في المنطقة. وكان يحلم أن يتسلقه يومًا ما.
ضحك منه بعض أصدقائه وقالوا: "هذا الجبل للكبار، أنت لا تزال صغيرًا!"
لكن سعيدًا لم يتوقف عن الحلم، فبدأ يتمرن كل يوم مع والده، الذي كان متسلق جبال سابق. تعلم كيف يحمل الحبال، وكيف يحمي نفسه من السقوط، وتعلّم كيف يقرأ الخرائط ويتعامل مع الظروف الجوية.
في أحد الأيام، قرر سعيد مع والده أن يبدآ الرحلة. كانت الشمس مشرقة والنسيم عليلًا. بدآ الصعود ببطء، يتوقفان للراحة، ويأكلان الزاد ويشربان الماء.
مع مرور الوقت، أصبح الطريق أصعب، والهواء أضعف. تعرّق سعيد وشعر بالتعب، لكنه تذكّر وعده لنفسه: أن يصل إلى القمة.
بعد ساعات من التسلق، وقف سعيد على القمة، والفرح يغمر قلبه. نظر إلى قريته الصغيرة من أعلى، وصرخ بسعادة: "لقد فعلتها!"
ابتسم والده وقال: "عندما تؤمن بنفسك، لا شيء مستحيل."
قصص من التراث الخليجي للأطفال ردديها على مسامع أطفالك، كي يتعلموا الانتماء
قصة لينا وجبل الريح

كانت لينا فتاة مغامِرة تحب التحديات. سمعت ذات يوم عن جبل اسمه "جبل الريح"، سمي بذلك لأنه يتعرض لرياح قوية، وكان قليل من الناس يجرؤون على تسلقه.
أخبرت لينا معلمتها أنها تريد أن تتسلق الجبل. فشجعتها وقالت لها: "لكن يجب أن تتعلمي أولًا وتستعدي جيدًا."
قضت لينا أسابيع تقرأ كتبًا عن الجبال، وتتمرن كل يوم على حمل الحقيبة، وتسلق الصخور القريبة من منزلها.
وفي صباح مشرق، انطلقت مع فريق من الأطفال بإشراف مدرب متخصص. كانت الرحلة طويلة، والرياح قوية فعلًا. حاولت الرياح أن تدفعهم للخلف، لكن لينا تمسكت بالحبال جيدًا، وشجعت صديقاتها: "لا تتوقفوا! نحن نستطيع!"
كانوا يتعاونون، يمدّون يد العون لبعضهم البعض، حتى وصلوا إلى أعلى نقطة.
صرخت لينا بسعادة: "أنا لينا، وتغلبت على الريح!"
أجمل ما قرأت للأطفال..7 قصص عن الصدق من التراث العالمي
قصة الماعز الذي أراد أن يطير
في مزرعة جميلة عند سفح الجبل، كان يعيش ماعز صغير يُدعى "نونو". كان نونو يحب النظر إلى الجبل ويقول: "لو كنت طائرًا، لطرت إلى هناك!"
ضحكت الحيوانات منه، لكن نونو لم ييأس. قال لنفسه: "لن أطير، لكنني سأصعد!"
بدأ يتسلق التلّ القريب كل يوم، ثم المرتفع الذي يليه. في كل مرة يسقط، كان ينهض من جديد. شاهدته بومة حكيمة وقالت له: "الإصرار قوة، أيها الماعز الشجاع."
بعد أسابيع من المحاولات، وصل نونو إلى قمة الجبل بمساعدة بعض الطيور التي دلته على الطريق، وقفز من فرحته كأنه يطير!
قال بفخر: "ربما لا أملك أجنحة، لكن لدي عزيمة!"
أهم 7 قصص أطفال تعليمية تساعد في تنمية ذكاء الطفل
قصة علي وكنز الجبل الأزرق

سمع علي عن قصة قديمة تقول إن في الجبل الأزرق كنزًا سحريًا لا يجده إلا من يملك قلبًا نقيًا.
قرر علي أن يخوض المغامرة. حضّر حقيبته، وحمل معه خريطة قديمة وجدها في مكتبة جده.
في طريقه، واجه صخورًا حادة، وضبابًا كثيفًا، لكن قلبه لم يخَف. ساعد طائرًا صغيرًا علق بين الشجيرات، وشارك طعامه مع أرنب جائع.
كلما فعل خيرًا، ظهرت له علامات جديدة على الخريطة. حتى وصل إلى كهف في أعلى الجبل، وهناك وجد صندوقًا صغيرًا فيه رسالة:
"الكنز هو شجاعتك، وطيبتك، وصبرك."
ابتسم علي وقال: "هذا أفضل كنز على الإطلاق."
قصة "ليلى وقمة الغيوم"
في قرية صغيرة محاطة بالجبال العالية، عاشت فتاة اسمها ليلى. كانت تحب الطبيعة كثيرًا، وتستمتع بمشاهدة الجبال من نافذة غرفتها، لكن كان لديها حلم غريب بالنسبة لطفلة في العاشرة من عمرها... كانت تحلم بأن تتسلق الجبال!
كل يوم كانت تنظر إلى جبل الغيمة البيضاء، وهو أعلى جبل في القرية، وتقول لنفسها: "سأصعد هذا الجبل يومًا ما... سألمس الغيوم بيدي!"
ضحك بعض أصدقائها عندما أخبرتهم بذلك، وقالوا: "لكنك صغيرة، وتسلق الجبال صعب وخطير!"
لكن ليلى لم تستسلم.
ذهبت إلى جدها الحكيم، الذي كان في شبابه متسلقًا للجبال. قالت له: "يا جدي، أريد أن أتعلم كيف أتسلق الجبل، هل تساعدني؟"، ابتسم الجد وقال: "إذا كنتِ تملكين الشجاعة والإصرار، سأكون مدربكِ."
بدأت ليلى تتدرب يوميًا: تتسلق الصخور الصغيرة، تحمل حقيبة ثقيلة، تتعلم كيف تستخدم الحبال، وكيف تقرأ اتجاه الرياح والطقس. لم يكن الأمر سهلًا، لكنها لم تتذمر أبدًا.
مرت شهور، وكبرت قوتها وشجاعتها. قرر الجد أن الوقت قد حان للمغامرة الحقيقية. وفي صباح مشمس، ارتدت ليلى حقيبتها، وودّعت والديها، وبدأت رحلتها مع جدها نحو قمة جبل الغيمة البيضاء. كان الطريق صعبًا، مليئًا بالحجارة، والثلوج أحيانًا، لكن ليلى لم تتوقف. كانت تردد لنفسها: "أنا قوية، أنا شجاعة، سأصل إلى القمة!"
وفي منتصف الطريق، هبّت رياح قوية، وكادت ليلى تقع، لكن جدها أمسك بيدها، وقال: "لا بأس يا بطلتي، استريحي قليلاً."، فجلست ليلى على صخرة، تنفست بعمق، وأكلت قطعة من الشوكولاتة التي تحبها. ثم قالت بابتسامة:
"أنا مستعدة، لكي أكمل الرحلة إلى القمة!"، وبعد ساعات طويلة، وعناء كبير، وصلت ليلى إلى القمة... وقفت هناك، ونظرت حولها. كانت الغيوم تحت قدميها، والقرية تبدو صغيرة جدًا.
صرخت بفرح: "لقد فعلتها! لقد وصلت!"، فضحك جدها وقال: "أنا فخور بك، يا متسلقة الجبال الصغيرة!"
وعندما عادت ليلى إلى القرية، استقبلها الجميع بالتصفيق، حتى أولئك الذين كانوا يضحكون عليها من قبل.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى رمزًا للشجاعة، وأصبحت تُدعى في المدرسة بـ "متسلقة الغيوم".
أجمل قصص خرافية للأطفال من بين عمر 4 – 6 سنوات
الدرس من هذه القصص
إذا كنت تحلم بشيء، فآمن به، واتعب من أجله، ولا تستسلم أبدًا... حتى الغيوم يمكن أن تُلامس، إذا كنت تؤمن بنفسك!
