أول قصة أطفال صدرت في الخليج العربي باللغة العربية ككتاب حسب معايير أدب الطفل الحديث كانت للكاتب البحريني عبد القادر عقيل بعنوان: "منْ سرق قلم ندى؟"، صدرت عن إدارة الثقافة بدبي في الإمارات العربية المتحدة عام 1977م، ثم بدأت الصورة أكثر وضوحاً بتأليف قصص تعود أصولها إلى كل بلد من بلدان مجلس التعاون الخليجي، وهي إنْ كانت تتشابه في الروح، لكنها تحمل خصوصية المكان، وتعبر عن طبيعة الشخصية في الأرض التي يعيشها، "سيدتي وطفلك" جمعت لكم قصص أطفال من التراث الخليجي، تمثل كل منها دولة من دول مجلس التعاون الخليجي.
قصة من الخليج العربي: سماء البحر العربي

كانت هناك في أعماق البحر العربي مجموعة من الكائنات البحرية الساحرة تعيش في سلام وهدوء. تعيش في قصور من اللؤلؤ وتستمتع بجمال الشعاب المرجانية وتنوع الأسماك الملونة. وكانت هناك قرية صغيرة جميلة على شواطئ البحر العربي، حيث يعيش الأطفال الصغار ويستمتعون بأجواء البحر الهادئة. كانوا يلعبون في الرمال الناعمة ويجمعون الصدف والأحجار الجميلة.
في يوم من الأيام، قرر الأطفال اكتشاف أعماق البحر العربي. قرروا الذهاب في رحلة مغامرة لاستكشاف الشعاب المرجانية ورؤية الأسماك الجميلة والمخلوقات البحرية الساحرة.
مع حلول الليل، تألقت النجوم في سماء البحر العربي، وكانت القمرة تسلط بريقها على البحر الهادئ. كان الأطفال مذهولين بجمال المشهد، فالنجوم تعكس بريقها على سطح الماء المتلألئ، والقمر يضيء المسار أمامهم.
وفي نهاية الرحلة، عاد الأطفال إلى القرية الصغيرة بالقلوب مليئة بالفرح والإثارة. كانت قصة مغامرتهم في أعماق البحر العربي ستظل خالدة في ذاكرتهم، وستبقى قصة الخليج العربي جزءاً من حياتهم الجميلة.
قصة سعودية: راكان والجمل الوفي

في قرية صغيرة بين رمال الصحراء الواسعة، كان هناك طفلٌ اسمه راكان، يعيش مع جده في بيتٍ تقليدي من الطين. كان راكان يحب الاستماع إلى قصص جده، وكان حلمه أن يمتلك جملاً يركبه ويعتني به.
في يوم من الأيام، جاء جده بجمل صغير وقال:
"يا راكان، هذا الجمل لك، اسمه وضّاح، ولكن عليك أن تعتني به جيداً."
فرح راكان كثيراً، وبدأ يطعم وضاح التمر والماء، ويمشط وبره كل صباح، ويأخذه في نزهات قصيرة حول القرية. ومع الوقت، أصبح وضاح يعرف صوت راكان ويأتي إليه مسرعاً إذا ناداه.
وذات ليلة، هبت عاصفة رملية قوية، وضاعت بعض أغنام القرية. خرج الرجال يبحثون عنها، ولكن الرؤية كانت ضعيفة. عندها، قال راكان لجده: "جدي، وضاح يعرف طريق الصحراء، يمكنه أن يساعدنا!"
ركب راكان وضاح، وسارا معاً في اتجاه الريح. وبفضل حاسة وضاح القوية، عثروا على الأغنام تحت شجرة شوك، تعلقت بها بعض الصوف. عاد راكان ووضاح بالأغنام إلى القرية، واستقبلهم الجميع بالفرح والتصفيق.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح وضاح بطل القرية، وراكان عرف أن الصبر والاهتمام يُثمران حباً ووفاءً لا يُقدّر بثمن.
قصة إماراتية: ماذا حصل قبل الاتحاد؟

في قديم الزمان، مرَّ تاريخ الإمارات السبع بالعديد من المراحل قبل تشكيل الاتحاد، فلم تكُن الإمارات سوى سبع مستوطنات صغيرة سكنها عدد قليل من الأشخاص، وحكمها شيوخ تولوا تنظيم أمور شعوبهم، ولم تكن هذه الإمارات على طرق مُعبّدة؛ لأن الكثير من الأشخاص هناك لم يمتلكوا سيارات، وكانت بريطانيا آنذاك دولة عظمى سيطرت على الكثير من الدول، وكانت منطقة الإمارات منها.
اعتمد سكان هذه الإمارات قديماً على صناعة اللؤلؤ الذي كانوا يستخرجونه من المحار في الخليج العربي، إلّا أنّ هذه الصناعة تدهورت في بداية عام 1929 بسبب بدء دولة اليابان إنتاج اللؤلؤ بكميات كبيرة، فأصبح اقتصاد الإمارات ضعيفاً، واستغلت بريطانيا ذلك في إحكام سيطرتها على المنطقة بعد الكثير من الصراعات التي اندلعت في محاولة زيادة نفوذها هناك، فضلاً عن الاتفاقيات ومعاهدات السلام التي وقعتها مع حُكّام المنطقة لوقف تلك النزاعات.
عاش سكّان الإمارات مرحلة صعبة بعد تدهور الاقتصاد، وفي يوم من الأيام وتحديداً في عام 1958، اكتشف سكان إمارة أبو ظبي وجود النفط على أراضيهم، وما إن ذاع الخبر حتى بدأ سكان الإمارات الأخرى في البحث عن النفط في أراضيهم، وخوفاً من استغلال بريطانيا ذلك، سارع الشيخ زايد إلى تأسيس شركة للإشراف على عمليات استخراج النفط، ونتج عن ذلك ازدهار في اقتصاد المنطقة، وبدأت شوكة حكامها وشعبها تقوى في مواجهة الاحتلال البريطاني.
كانت الإمارات تُسمّى قديماً الإمارات المتصالحة، وسيطرت عليها بريطانيا، إلّا أنّ رغبة الشيخ زايد آل نهيان، والشيخ راشد بن سلطان آل نهيان دفعتهما لإنشاء اتحاد يضم 6 إمارات دون رأس الخيمة، وقد شُكلّ الاتحاد في عام 1971 بعد انسحاب بريطانيا منها، وأُنشئ دستور في العام ذاته؛ ليُصبح مُعترفاً به ودائماً في عام 1996.
قصة عمانية: سلاموه وبناتها الممسوخات

كانت هناك أسطورة شعبية في محافظة الداخلية في عمان، جعلت من الحجر كائنات بشرية ممسُوخة، وعند مدخل ولاية منح، تتفيأ مجموعة من الحصيَّات الوردية ظلال أشجار السمر، تعرف باسم: «سلاموه وبناتها»، وتتناقل الأخبار قصة «سلاموه وبناتها»، وهي أحجار مختلفة الأحجام، فالكبيرة هي الأم: «سلاموه»، والأصغر هنَّ: بناتها، يشكلن في مجموعهن «سلاموه وبناتها»، اللواتي مُسِخْنَ إلى حجارة، بسبب فُحْشهن في التعامل مع نِعَم الله، وكأنَّ الأسطورة تريد أن تقول: إن الفُحْش في القول والفعل يؤدي إلى المسخ، أو أن المعبودات الحجرية هي بالأصل كائنات بشرية، وربما يكون لهن مثيل في أماكن أخرى، فالأسطورة الشعبية تختلف بحسب موقعها، ويوجد لها مكان مناسب، وقد تظهر لها تفاصيل أخرى خاصة بذلك الموقع.
وفي نزوى، المدينة المحاطة بسور من الجبال، والواقعة بين واديي «الأبيض» و«كلبوه»، خرج منها الكثير من الأساطير الشعبية، والحكايات الخرافية، والقصص الإنسانية، كلها تتداخل في نسيج واحد، لمحاولة إنعاش إحساس الدهشة في ذهن منْ يسمعها، فالإنسان بطبيعته صاحب خيال أسطوري، ويميل إليه كثيراً، وهو أقوى بكثير من العقل العلمي، الذي لا يقبل التحليق والتصعيد، ولا يميل إلى النسج والتوشية والهذر.
قصة قطرية: "أحلام مريم"

كان يا ما كان، في قرية صغيرة على ساحل قطر، تعيش فتاة تدعى مريم. كانت مريم تحلم دائمًا بالبحر، وكانت تحب الاستماع إلى قصص البحارة عن مغامراتهم ورحلاتهم الشيقة.
في أحد الأيام، قررت مريم أن تصنع قارباً صغيراً من الخشب. أخذت مريم بعض الخشب من شجرة قديمة في حديقتها، وبدأت تعمل بجد.
لم تكن مريم تعرف كيف تصنع قارباً، لكنها تذكرت قصص البحارة وكيف يبنون سفنهم. استخدمت مريم أدوات بسيطة، مثل المطرقة والمسامير، وبدأت في تجميع أجزاء القارب.
بعد أيام قليلة، انتهت مريم من صنع قاربها الصغير. كان القارب بسيطاً، ولكنه كان جميلاً في عينيها. أخذت مريم قاربها إلى البحر، وأبحرت به بعيداً عن الشاطئ.
شعرت مريم بالسعادة وهي تبحر في البحر. رأت أسماكاً ملونة وأشجاراً مرجانية. شعرت وكأنها تعيش مغامرة حقيقية كما في القصص التي سمعتها.
عندما أوشكت الشمس على الغروب، عادت مريم إلى الشاطئ. كانت سعيدة جداً بيومها، وأدركت أن الأحلام تتحقق إذا عملنا بجد واجتهاد.
منذ ذلك اليوم، استمرت مريم في الإبحار بقاربها الصغير، واستكشاف البحر. تعلمت الكثير عن البحر وحياته، وأصبحت فتاة شجاعة ومغامرة.
أفضل 5 قصص أطفال عن الشجاعة والإصرار
قصة بحرينية: "اللؤلؤة الصغيرة"

في قرية بحرية صغيرة على ساحل البحرين، كان هناك طفل اسمه سلمان يعيش مع جده، الذي كان غواص لؤلؤ قديماً. كل مساء، كان الجد يجلس مع سلمان تحت ضوء القمر، ويحكي له قصصاً عن أيام الغوص والكنوز المخفية في أعماق البحر.
ذات يوم، قرر سلمان أن يذهب بنفسه لاستكشاف البحر. ارتدى نظّارته وسبح في المياه الزرقاء الصافية خلف بيتهم. وبين الصخور والشعاب المرجانية، لمح شيئاً يلمع!
اقترب سلمان ووجد محارة صغيرة. فتحها بحذر، وإذا بها تخبئ لؤلؤة ناصعة البياض! فرح كثيراً وركض إلى جده ليُريه الكنز.
ابتسم الجد وقال:
"يا سلمان، هذه اللؤلؤة ليست فقط جميلة، بل هي رمز من رموز البحرين. كانت اللآلئ رزق أجدادنا، واليوم أنت تُعيد اكتشافها."
فكّر سلمان للحظة، ثم قال:
"جدي، لن أبيعها. أريد أن أحتفظ بها لأتذكر جمال بحرنا، وأحكي لأولادي عنها كما تحكي لي الآن."
ضحك الجد وربّت على كتف سلمان قائلاً:
"أنت حقاً حفيد أصيل من أهل البحر."
ومنذ ذلك اليوم، أصبح سلمان يستكشف البحر باستمرار، لا بحثاً عن الكنوز فقط، بل حباً في الطبيعة، واعتزازاً بتراث وطنه البحرين.
قصة كويتية: ما أجمل الكويت!

في صباحٍ مشرق، استيقظت الطفلة نورة على صوت زقزقة العصافير. نظرت من نافذتها وقالت بسعادة:
"يا له من يوم جميل في وطني الحبيب الكويت!"
ارتدت نورة زيَّها المدرسي وعلّقت على صدرها علم الكويت الصغير، ثم خرجت مع والدها إلى المدرسة. في الطريق، سألت نورة:
"بابا، لماذا نحب الكويت كثيراً؟"
ابتسم والدها وقال:
"نحب الكويت لأنها وطننا، فيها ولدنا، وفيها أهلنا وأصدقاؤنا، وهي تحمينا وتعلّمنا وتوفر لنا كل شيء جميل."
هزّت نورة رأسها وقالت بفخر:
"أنا أحب الكويت لأنها نظيفة، وفيها البحر الأزرق، والنخيل العالي، والمدارس الجميلة."
في المدرسة، احتفل الطلاب بيوم الكويت الوطني، ورفعت نورة علم الكويت عالياً وهي تهتف مع أصدقائها:
"وطني الكويت سلمت للمجد!"
وفي نهاية اليوم، عادت نورة إلى البيت وهي تقول:
"ما أجمل الكويت! سأرعاها وأحبها دائماً".