غالباً ما يمر ظهور اللحمية أو الزوائد الأنفية لدى الأطفال من دون أن يُلاحظ، ونظراً لتشابه أعراضها مع أعراض نزلات البرد أو الحساسية الخفيفة فقد تُسبب هذه الحالة عواقب وخيمة إذا تُركت بدون علاج، و على الرغم من شيوعها لدى البالغين، إلا أن اللحمية قد تظهر أيضاً لدى الأطفال وتُؤثر سلباً على جودة حياتهم، ولاكتشافها مبكراً إليك أعراضها لدى الأطفال وعلاجها. وفقاً لموقع "هيلث" ما هي اللحمية لدى الأطفال؟ وأسبابها وكيفية علاجها والوقاية منها؟
ما هي اللحمية لدى الأطفال؟

تعد اللحمية أو ما يسمى بالزوائد الأنفية هي أورام غير سرطانية في الأنسجة الرخوة في الممرات الأنفية أو الجيوب الأنفية.
عند الأطفال، تكون الزوائد الأنفية صغيرة الحجم بشكل عام، ويمكن أن تتطور ببطء من دون أن تُلاحظ، وعلى الرغم من أنها تبدو بسيطة، إلا أن الزوائد الأنفية قد تسد المجاري الهوائية، مما يعيق تنفس الطفل.
يصاب الطفل بالزوائد الأنفية نتيجة التلتهاب المزمن في أنسجة الغشاء المخاطي للأنف.
على الرغم من ندرتها، تشير الدراسات إلى أن حوالي 0.1% من الأطفال قد يصابون بالزوائد الأنفية وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال الذين لديهم تاريخ من الربو أو الحساسية المزمنة أو التليف الكيسي.
يمكنك التعرف إلى مشاكل صحية يمكن أن تسبب الشخير لدى الأطفال
ما هي أعراض اللحمية عند الأطفال؟
عادةً لا تُسبب اللحمية الصغيرة أي أعراض. ومع ذلك، مع نموها، تتطور بعض الأعراض ببطء.
قد يعتقد الآباء غالباً أن طفلهم مصاب بنزلة برد أو حساسية بسيطة. إليك بعض الأعراض التي يجب الانتباه لها:
- احتقان الأنف.
- سيلان أنف الطفل باستمرار أو استنشاقه المتكرر.
- عدم القدرة على شم أو تذوق الطعام كالمعتاد.
- ارتفاع صوت الشخير عن المعتاد.
- كثرة البلع أو تنظيف الحلق بسبب الحكة.
- شعور بثقل أو امتلاء في الوجه أو الجبهة.
إذا استمرت الأعراض السابقة لدى طفلك لأكثر من أسبوعين، تجب عليك استشارة أخصائي أنف وأذن وحنجرة فوراً.
يمكن أن تساعد الفحوصات الإضافية، مثل التنظير الداخلي، في تحديد ما إذا كانت الزوائد الأنفية موجودة في أنف الطفل.
ما الذي يسبب اللحمية لدى الأطفال؟
لا يزال سبب اللحمية لدى الأطفال غير مفهوم تماماً. وفي المقابل، يعتقد الخبراء أنها تتطور بسبب التهاب طويل الأمد في الممرات الأنفية والجيوب الأنفية.
عندما يتعرض نسيج الأنف للتهيج المستمر، يمكن للجسم تكوين أنسجة جديدة تبرز وتنمو على شكل زوائد أنفية بسبب بعض الحالات الطبية وهي كالتالي:
- الربو لدى الأطفال.
- الحساسية الموسمية (التهاب الأنف التحسسي).
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن، وفي بعض الحالات، قد تُشكل الحساسية تجاه أدوية مثل الأسبرين أو التعرض للعفن في البيئة عوامل خطر إضافية.
- العوامل الوراثية والمناعية وبالإضافة إلى الالتهاب، تلعب الوراثة وجهاز المناعة لدى الطفل دوراً مهماً.
- التليف الكيسي، الأطفال المصابون بالتليف الكيسي، وهو مرض وراثي يجعل المخاط في الرئتين سميكاً جداً، هؤلاء الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالزوائد الأنفية.
- التهابات الجهاز التنفسي، الأطفال الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي المتكررة في سن مبكرة، وخاصة تلك التي تسببها الفيروسات، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسلائل، ويرجع ذلك إلى أن أجهزتهم المناعية لا تكون قوية بما يكفي لمكافحة الالتهاب طويل الأمد في تجويف الأنف.
- "ثالوث سامتر"، يعاني بعض الأطفال أيضاً من حالة تُسمى "ثالوث سامتر"، وهي مزيج من السلائل الأنفية والربو والحساسية للأسبرين، وعلى الرغم من ندرتها، تشير هذه الحالة إلى وجود صلة بين فرط نشاط الاستجابة المناعية وظهور اللحمية.
التهابات الجيوب الأنفية المتكررة
من الأسباب الشائعة للإصابة بالسلائل عند الأطفال التهابات الجيوب الأنفية المتكررة.
يمكن أن يسبب التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال انسداد ممرات الجيوب الأنفية، مما يمنع تصريف المخاط بشكل صحيح ونتيجة لذلك، يتراكم المخاط ويصبح بيئة خصبة للبكتيريا، مما يؤدي إلى تفاقم التهاب الأنف.
إذا تُركت هذه الحالة من دون علاج، فقد يُشجع الالتهاب المزمن على نمو أنسجة غير طبيعية مثل الزوائد الأنفية.
الأطفال الذين يعانون من ضيق في بنية الأنف أو ضعف في جهاز المناعة، هم أيضاً أكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل تصريف الجيوب الأنفية.
الحساسية وردود الفعل البيئية
قد يكون التعرض لمسببات الحساسية، مثل الغبار وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات أو العفن، من العوامل الرئيسية المحفزة.
تُسبب هذه الحساسية التهاب الأنف التحسسي، الذي يتميز بسيلان وحكة واحتقان مستمر في الأنف.
يُهيئ الالتهاب الناتج عن هذا التفاعل التحسسي بيئة مثالية لنمو الزوائد الأنفية وعادةً ما تكون حالات، مثل التهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي أكثر شيوعاً لدى المراهقين.
وفي المقابل، قد تظهر هذه الحالة أيضاً في مرحلة الطفولة، خاصةً إذا كانوا يعيشون في بيئة رطبة أو مُغبرة.
مضاعفات اللحمية عند الأطفال
إذا لم تُعالج اللحمية بشكل صحيح، فقد تُسبب مضاعفات مُختلفة تُؤثر على صحة الطفل على المدى الطويل.
تشمل بعض المضاعفات المُحتملة للحمية لدى الأطفال ما يلي:
- التهابات الجيوب الأنفية المُزمنة،
- اضطرابات النوم (انقطاع النفس النومي)،
- آلام الأذن أو التهابات الأذن الوسطى،
- التهابات العظام (التهاب العظم والنقي)،
- الخراجات حول العينين أو الدماغ،
- والتهاب السحايا.
علاج اللحمية عند الأطفال
هل يمكن أن تُشفى اللحمية عند الأطفال من تلقاء نفسها؟ الإجابة هي لا فعادةً، تتطلب حالات اللحمية المتجددة علاجاً فعالاً من قِبل أخصائي طبي ولهذا السبب، عادةً ما ينصح الأطباء ببعض العلاجات التالية:
بخاخات الأنف والستيرويدات

يشمل العلاج الأولي عادةً بخاخات الكورتيكوستيرويد الأنفية و تساعد هذه الأدوية على تقليل الالتهاب في الممرات الأنفية.
ونتيجةً لذلك، تتقلص السلائل تدريجياً وفي بعض الحالات الخفيفة، قد تكون هذه البخاخات فعالةً بما يكفي لإزالة السلائل تماماً.
إذا لم تُحقق البخاخات نتائج مثالية، فقد يصف طبيبك أقراص الستيرويد، وتعد هذه الأدوية أكثر فعاليةً في تقليل التورم.
وفي المقابل، تجب مراقبة استخدام هذه الأدوية لعلاج السلائل الأنفية عن كثب نظراً لخطر الآثار الجانبية ولتأكيد التشخيص، يُظهر الأطباء أحياناً للأطفال صوراً بالمنظار للسلائل الأنفية ليتمكن الآباء من تصورها.
أدوية ومضادات حيوية إضافية
قد يلزم تناول أدوية إضافية لتخفيف الأعراض، مع أنها قد لا تشفي اللحمية لدى الأطفال.
إذا كانت الزوائد الأنفية مصحوبة بالحساسية، فقد يحتاج طفلك إلى مضادات الهيستامين لتخفيف رد الفعل التحسسي. في حال وجود مخاط زائد أو احتقان أنفي شديد، فقد يصف الطبيب مضادات الاحتقان.
إذا عانى طفلك من التهابات الجيوب الأنفية المتكررة، فقد يصف لك الطبيب المضادات الحيوية. يمكن أن تؤدي هذه الالتهابات إلى تفاقم الالتهاب وتضخم اللحمية.
لذلك، من المهم علاجها بشكل شامل لمنع تكوين زوائد أنفية جديدة.
ترتبط هذه الحالة ارتباطاً وثيقاً بأسباب الزوائد الأنفية لدى الأطفال، والتي عادةً ما تنجم عن التهاب مزمن.
جراحة الأنف بالمنظار
إذا لم تُجدِ جميع الأدوية نفعاً واستمر طفلك في إظهار أعراض حادة، فقد يُوصي طبيبك بإجراء عملية جراحية.
تُجرى الجراحة بالمنظار، حيث تُدخل كاميرا صغيرة في الأنف لتصوير الزوائد اللحمية وإزالتها بأداة خاصة.
يُعد تنظير الأنف آمناً نسبياً وقليل التدخل الجراحي، ويمكن أن يُحسّن بشكل كبير من جودة تنفس الطفل.
حتى في حال نجاح الجراحة، قد تنمو الزوائد اللحمية مجدداً من دون رعاية لاحقة.
المتابعة بعد الجراحة
بعد الجراحة، يصف طبيبك عادةً بخاخ كورتيكوستيرويد للاستخدام المنتظم.
الهدف هو منع تكرار الحالة عن طريق السيطرة على التهاب الأنف. يُعدّ الاستخدام المُنتظم للدواء أمراً بالغ الأهمية لمنع نموّ زوائد لحمية جديدة.
نظراً لارتفاع خطر تكرار الحالة، سيقوم طبيبك أيضاً بتثقيف الوالدين حول عوامل الخطر والتدابير الوقائية.
الوقاية من اللحمية عند الأطفال
ليس من الممكن دائماً الوقاية منها، إلا أن هناك عدة خطوات يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة باللحمية لدى الأطفال. إليك بعض النصائح:
- اتبعي تعليمات طبيبك بشأن استخدام الدواء وفقاً للجرعة والجدول المحدد.
- ابعدي طفلك عن التعرض لمسببات الحساسية والمهيجات المحمولة جواً.
- استخدمي جهاز ترطيب في المنزل للمساعدة في الحفاظ على رطوبة الأنف.
- اشطفي أنف طفلك بانتظام بمحلول ملحي.
- علّمي طفلك كيفية إزالة الأجسام الغريبة من الأنف بشكل صحيح.
- حافظي على النظافة الشخصية والبيئية.
ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.