التحرش بالأطفال والمتحرشون الأكثر خطورة في أمريكا


على بعد ساعة واحدة من سياتل، تقع جزيرة صغيرة في منطقة بوجيه ساوند، وهي جزيرة قلما يزورها الناس. تدعى الجزيرة «ماكنيل» وهناك يعيش بعض الأشخاص، حيث تعتبر الجزيرة مركزاً إصلاحياً يأوي مئات من متحرشي الأطفال الأكثر خطورة في أمريكا. ولا يسمح بتاتاً بدخول الكاميرات إلى هذه المنشأة المثيرة للجدل، ولكن في شباط/ فبراير 2010 ، تمكنت المراسلة  ليزا لينغ من إحراز نجاح نادر داخل غرف ذلك المأوى، وداخل الأماكن والاستراحات المهيأة لهؤلاء الأشخاص.

ويمكن الوصول لجزيرة ماكنيل عبر ركوب عبارة موجودة على الميناء. حيث مضت ليزا من هناك لتجتمع بكيلي كننغهام، مدير المركز الإصلاحي. «إنها مصحة للأمراض العقلية من المستوى الثالث، وهي خاصة بالمعتدين على الأطفال والمتحرشين بهم، وتقول عنها ليزا إنها تحوي أخطر الخطرين وأشدهم فتكاً.
لقد اقترف كل شخص مسجون في هذه المصحة جريمة بحق الأطفال وأساء لبراءتهم. وهم، ومنذ صدور الحكم بحقهم لم يحتكوا بالمجتمع، بل بدأت رحلتهم الطويلة عبر القضاة والمحاكم ومراجعة لجان كثيرة. وإذا ما وجدت لجان المراجعة أن أحد هؤلاء الأشخاص يشكل خطراً على المجتمع وعلى الأطفال يتم إحضاره إلى هذه الجزيرة المنفردة وتمنع عودته ثانية إلى أجل غير مسمى.

«لا يوجد لدينا خيارات ولا بأي شكل، فهدفنا الأساسي هو السلامة العامة، ولا نريد مزيداً من الضحايا»، تقول كيلي.

وبعد أن بثت أوبرا تلك التسجيلات مع أربعة ممن اعترفوا بإساءتهم للأطفال في فبراير 2010، انهالت عليها الرسائل والمكالمات الهاتفية من العديد من الضحايا والآباء والأمهات، وقد برزت كثير من جرائم الاعتداء التي لم تكن معروفة، حيث تشجع الناس لمشاركة الآخرين قصصهم. واستمرت أوبرا ولبضعة أسابيع في حملتها لتصعيد وعي الأهالي بالخطر المحدق بأبنائهم واحتمال تعرضهم للاعتداء الجنسي. وتطرقت لمواضيع نادرا ما تناقش بين الآباء والأبناء، وتحدثت عن أبناء تعرضوا للتحرش والإساءة من قبل أقرب الناس إليهم.

وبررت أوبرا تصعيدها بقولها إنها تريد للناس التخلص من خجلهم والتحدث بما لديهم من قصص إساءة وتحرش بالأطفال، عسى أن تكون في هذه القصص عبرة ودرس للمجتمع. وواصلت أوبرا لقاءها مع المعتدين الذين اعترفوا لها بجرائمهم وكذلك مع من حالفه الحظ ووجد من يمد له يد المساعدة وينقذه في الوقت المناسب من هذه الدوامة.

أحد الناجين من الاعتداء الجنسي، كانت ديان، وقد شاركت بوجهة نظرها، استنادا إلى تجربة طفولتها العنيفة وقالت: “أردت فقط أن أجعل الناس يدركون بأن الاعتداء الجنسي لن يجعل المعتدي يشعر بحالة أفضل، بل قد يزيد قلقه وشعوره بالذنب وخوفه في كثير من الحالات”. وتتحدث دايان كيف تعرضت هي وشقيقتها للاغتصاب من ذات الشخص وكيف أنه هددهما أنه سيقتلهما إذا ما تفوهتا بأي شيء عن الأمر، وصدقتا أنه سيفعل.