2 صور

كثيراً ما تقف الأم حائرة أمام عناد أطفالها. وربما حزينة لعجزها على فهمهم. تابعي معنا تجربة أمهات مع مشاكل أطفالهن الصحية والغذائية وحلول لها:

فطام
في أحد أيام العطلة الأسبوعية جاء دور أم محمد في استقبال بعض الجارات والصديقات في بيتها، للتمتع معاً بأمسية لطيفة ومناقشة همومهنّ اليومية. ولكن التعب كان بادياً على وجهها، ما جعل الجارات يلاحظن علامات الإرهاق على بشرتها، ويستفسرن عن السبب.

ومن يأسها، لم تستطع كتمان ما تعانيه مع أولادها، وخاصة التوأم. قالت: «طفلتي ريم، لا تكفّ عن البكاء، فبرغم أن الوقت قد حان لفطامها كونها بلغت 7 أشهر، ولكنني لا أستطيع فعل ذلك، وفي كلّ مرة أسمع فيه بكاءها أتراجع عن القرار. حتى أنها ترفض أن تأكل أي طعام غير الحليب».

ولم تكمل أم محمد حديثها حتى تدخلت إحدى الحاضرات، وهي تعمل كمساعدة طبيبة أطفال في إحدى المستشفيات موضحة الطريقة المثلى لفطام الرضّع، ونصحتها أن لا تفطمها مرة واحدة، بل بالتدريج مع عدم التوقف عن الرضاعة الطبيعية، لتتعود الطفلة تدريجياً على تناول أطعمة شبه جامدة أو جامدة والتي تكون مكمّلة لحليب الأم. كما تستمر فترة الفطام حتى تستطيع الطفلة تناول الطعام الكامل مع أفراد العائلة. فقد ثبت علمياً أنّ حليب الأم بمفرده يشكل غذاء للرضيع حتى الشهر الرابع والسادس من عمره فقط.

وتضيف مساعدة الطبيبة: «إنّ الغرض من إعطاء هذه الأطعمة هو استكمال ما يوفره حليب الأم من عناصر غذائية وليس استبدال أطعمة أخرى بالحليب الطبيعي».

كما أشارت إلى أهمية بدء الفطام في الشهر الرابع لأنّ الجهاز الهضمي للطفل يكون غير مكتمل قبل هذه الفترة، ومن ثمّ فإن قدرة جسمه على هضم الطعام وامتصاصه تكون ضعيفة. كما أنّ عدم اكتمال نمو الفم واللسان والفك وفعاليته قبل الشهر الرابع يحدّ كثيراً من استفادة الطفل من الأغذية ناهيك عن إمكانية الإصابة بالاضطرابات الهضمية والإسهال.

تجيب أم محمد معترفة: «لم أكن أعلم من قبل بكل هذه المعلومات المفيدة. أعتقد أنه كان عليّ أن أطالع وأستفسر كثيراً عن أسرار ومشاكل الأطفال قبل الخوض معهم في معارك يومية.

لا طعام
مشكلة أم محمد الثانية مع التوأم، فرغم أنها أحضر أشهى الأصناف، ولكنهما لا يكادان يتذوقانه حتى يرفضانه ويغادران المائدة. إنها يركزان على اللعب أكثر من الغذاء».

ولم تكمل أم محمد حديثها حتى قاطعتها إحدى الجارات الحاضرات قائلة: «لقد صادفتني نفس المشكلة، مع ابني أحمد إذ كان يتقيأ كل ما يأكله. إلى أن نصحتني حماتي بتحضير طبق سلطة متنوع الخضار، مع تزيينه بجبنة مقطعة قطعاً صغيرة فهي لذيذة جداً.

أما إذا رغبت بالتزيين، فعليك بالجبنة الطرية، ويمكنك وضع نقاط أو رسومات تجذب طفلك إلى المائدة، وأراهن إذا كان يستطيع أي طفل أن يرفضها. وفعلا لقد أصبح ابني أحمد يجلس إلى المائدة معنا، ويتغذى بشكل جيّد. إنه بمجرد عودته من المدرسة. يسأل عن اسم السلطة، فأنا أسمي صحن السلطة حسب الرسومات التي وضعتها. وعلا ضحك النسوة في الصالة.