قد تظن أن لحظة دخولك مكتب المدير لحل مشكلة هي لحظة الانتصار، لكن الحقيقة أن كلمة واحدة أو نبرة صوت خاطئة قد تغيّر مجرى الحوار بالكامل. الأمر ليس فقط في ماذا تقول، بل في كيف تقول، ومتى تقول، وما الذي تتركه دون أن تقول. فالموظف الذكي يعرف أن الحديث مع المدير في وقت أزمة هو معركة دبلوماسية تحتاج إلى وعي، ترتيب، وحسن اختيار للكلمات. يتحدث الخبير في مجال شؤون تطوير الموظفين، مسؤول الرقابة، رامي الجرزي عن أكثر الأخطاء شيوعًا التي يقع فيها الموظفون في تلك اللحظات الحساسة، وكيف تتجنب أن تكون واحدًا منهم.
7 أخطاء قاتلة عند التحدث مع المدير:
الهجوم المباشر
عندما تبدأ حديثك باتهام مباشر أو نبرة هجومية، فإنك تضع مديرك في موقف دفاعي يجعل استقباله لكلماتك صعبًا للغاية. في هذه اللحظة، سيتركز انتباهه على كيفية حماية نفسه بدلًا من الاستماع إلى جوهر المشكلة. هذا الأمر قد يحول الحوار إلى صدام لا جدوى منه. فالموظف الذكي يبدأ بحيادية، يعرض الوقائع والحقائق بهدوء، ويترك مساحة للحوار المفتوح. هذه الطريقة لا تعني أنك تخفي رأيك أو تملق، بل هي فن إدارة الحوار بذكاء للحفاظ على فرص الحلول الواقعية.
لا تتسرع بالإجابة: هل المال هو دافعك الوحيد في العمل؟ اكتشف 6 قوى خفية تحفزك أكثر
التهويل المبالغ فيه
عندما تبالغ في وصف المشكلة وتصورها وكأنها كارثة تقترب من الانهيار، تفقد مصداقيتك تدريجيًا. المدير الذي يسمع هذه المبالغات سيشكك في مدى قدرتك على تقييم الأمور بموضوعية، وربما يقلل من أهمية تحذيراتك في المستقبل. بدلاً من ذلك، قدم المشكلة بواقعية، مدعومة بأمثلة وأرقام واضحة، كي تظهر أنك تملك قدرة على التحكم في مشاعرك وتركيزك على الحلول، وهذا ما يجعلك محترفًا يُعتمد عليه.
غياب الحلول
الذهاب إلى المدير وأنت تحمل قائمة من المشاكل دون أي اقتراح أو خطة بديلة يجعلك تبدو كمن يشتكي فقط، وليس كجزء من الحل. فالمدير يبحث عن موظف يرى الصورة كاملة ويستطيع التفكير بخطوات عملية، لا مجرد عرض للأزمات وانتظار تدخل الإدارة. كن مستعدًا دائمًا بأن تطرح أفكارًا أو خطوات أولية يمكن أن تسهل عملية حل المشكلة، هذا سيعزز ثقة مديرك بك ويضعك في موقع القوة.
التوقيت الخاطئ
التحدث عن المشكلة في لحظة يكون فيها المدير مشغولًا أو تحت ضغط عمل كبير، مثل قرب موعد اجتماع هام أو تسليم مشروع، يقلل فرص استقباله للنقاش بتركيز. اختيار الوقت المناسب أمر حاسم، فالمدير عندما يكون متفرغًا ذهنيًا، سيكون أكثر قدرة على الاستماع، الفهم، وتقديم الدعم اللازم. فكر دائمًا في وقت ومكان النقاش، ولا تتسرع في عرض مشكلاتك بمجرد أن تظهر.
إغفال التفاصيل
إذا لم تقدم تفاصيل كافية وجوهرية عن المشكلة، قد يشعر مديرك أن الصورة ناقصة أو أنك لا تعرف حقائق الوضع بعمق. هذا قد يثير شكوكًا حول مصداقيتك أو أنك تحاول إخفاء شيء ما. لذلك، كن دقيقًا في سرد الموقف، قدم معلومات موثقة وواضحة تُظهر أنك ملم بكل جوانب المشكلة، فهذا يضعك في موقف المسؤولية ويُكسب كلامك وزنًا واحترامًا.
اللغة السلبية
الكلمات التي تحمل يأسًا أو إحباطًا قد تغلق أبواب الحلول قبل أن تُفتح. المدير يريد أن يشعر بأنك تؤمن بأن الأمور قابلة للتحسين وأنك مستعد للمساهمة في ذلك. انتبه لأسلوب كلامك، وحاول تحويل الشكوى إلى نقاش بنّاء، استخدم عبارات إيجابية تشجع على البحث عن حلول بدلاً من الغرق في المشكلات. هذا التغيير في لغة الحوار يعكس نضجك المهني ويحفز من حولك على الدعم.
إظهار الانفعال الزائد
الغضب أو التوتر المفرط قد يحرف النقاش عن مساره، ويحول المشكلة من قضية مهنية إلى تصرف شخصي. هذا يقلل من جدية موقفك ويجعل المدير ينظر إلى الموضوع كـ "رد فعل عاطفي" لا يستحق الاهتمام. حاول أن تتحكم في انفعالاتك، استخدم هدوءك كقوة، وعبر عن مشاعرك بشكل متزن، فهذا يعزز من فرص الاستماع والتفاهم ويجعل حوارك أكثر فعالية.
لا تغادر قبل أن تتعرف إلى: 5 زملاء عمل يعيشون في رأسك.. هل تعلم أنهم يدمرون يومك؟





