ملخص كتاب "السعودية الإرث والمستقبل"

كتاب  السعودية الإرث والمستقبل
كتاب  السعودية الإرث والمستقبل للمؤلف مروان اسكندر  - الصورة من موقع neelwafurat.com
تشهد المملكة السعودية هذه الفترة نهضة مدهشة على كافة الأصعدة حيث استطاعت كنموذج فريد من نوعه أن تتخطى كثير من الصعوبات والمعضلات والعقبات لتفوق وتتفوق وتجذب انتباه العالم بمؤسساته الدولية بكل ما تحققه من نجاحات وتقدم يومًا وراء يوم، وفق هذا السياق وفي ظل الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ93، هذه المناسبة القريبة للقلوب والمبهجة للنفوس، وعلى إثر الدعوة المستمرة لاستعادة ألق القراءة وزخمها سيدتي تقدم لك بالسياق التالي قراءة في كتاب "السعودية الإرث والمستقبل"
اسم الكتاب: السعودية الإرث والمستقبل
اسم المؤلف: مروان اسكندر

• إنجازات فريدة توقف عندها الزمن

كتاب السعودية الإرث والمستقبل للمؤلف مروان اسكندر - الصورة من موقع neelwafurat.com

لا تزال الإنجارات التي حققتها المملكة السعودية بالعديد من المجالات في الفترة الحالية تلهم الكثيرين، وتدهش الكثيرين، وتأخذ بألباب آخرين غير مصدقين ما حققه الاقصاد السعودي من قفزات تاريخية وطفرات اقتصادية، فاقت حد التوقعات، وغيرت االموازين والمعادلات، ورسخت لمكانة المملكة بين الممالك والقارات، كقوة عظمي اقتصادية مستقبلية لا يشق لها البنان، فخلال فترة قصيرة أعادت المملكة صياغة تاريخها الحديث وفق عصر التكنولوجيا بآلياته وتقنياته ورقمانياته، فسطرت فرادتها الحالية، ونجاحاتها المستقبلية، وتأهلت بقوة للمنافسة الدولية مع أكبر الاقتصادات العالمية وفق رؤية 2030 الفريدة برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو ما تناوله وكرس له رجل الاقتصاد اللبناني المعروف مروان اسكندر،

• رؤية فريدة ذات مصداقية

وكتاب "السعودية الإرث والمستقبل" وفق مؤلفه مروان اسكندر، والصادر حديثّا عن مؤسسة "دار النهار" للنشر، بحث وحلل وناقش وشرح وفسر ماهية الإصلاحات التي قامت المملكة بتبنيها خلال المرحلة الحالية عبر «رؤية 2030»، وكيف كرست لنمو الاقتصاد السعودي والذي يسير بوتيرة متقدمة تؤكد مصداقية رؤية 2030، وقدرة برامجها على صناعة اقتصاد قوي وراسخ، مواكب للعصر ومطوعًا آلياته عبر ابتكار مبادرات جديدة، وأفكار شابة بضة نابضة عمل على خلق اقتصاد غير تقليدي ساهم في تنويع مصادر الدخل، وجذب الاستثمارات، وإقامة المشروعات العملاقة، وهو ما نتج عنه ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق معدلات إيجابية نتيجة للأداء الاستثنائي للأنشطة غير النفطية.

• الحكم السياسي المستقر لبنة التنمية الاقتصادية

في بداية الكتاب عقد الكاتب مناظرة أو مقارنة صريحة بين التطورات السياسية بالمنطقة العربية وكيف أثر عدم استقرارها على عدم استقرار هذه البلاد اقتصاديا وتنمويًا، لافتًا للحكم المستقر لآل سعود والأرضية الخصبة المتقبلة للإصلاحات والجاذبة للاستثمارات في السعودية، والتي كانت حجر الاساس في كل ما تشهده المملكة من نجاحات مميزة، ولفت الكاتب لما شهدته المنطقة العربية من خلخلات سياسية بأنظمتها، وتفككات عميقة في بنيتها السيسولوجية مما جعلها غير صالحة لاحتضان الإصلاحات، وقارنها بحكم آل سعود منذ قام الملك عبد العزيز آل سعود، والذي كان قائدًا عسكريًا لا يُشق له غبار، في عام 1926 بتوحيد مناطق المملكة العربية السعودية الأربع، والذي سار جنبًا إلى جنب مع جهوده الدؤوبة بمجالات التنمية، حيث وصف الكاتب الملك عبد العزيز آل سعود بأنه «رجل دولة بعيد النظر وكثير الحكمة».
يقول الكاتب: «انشغل الملك عبد العزيز بن سعود في العقدين الأولين بعد انبلاج القرن العشرين في معارك مستمرة مع الطامحين بالتحكم بالحكم في مناطق المملكة المختلفة، وتوصل إلى حلمه بتوحيد المملكة التي تبلغ مساحتها ضعف مساحة فرنسا، وانصرف بعد عام 1926 لتطوير وسائل الحكم وإنجاز أعمال إعمارية وتأهيلية»... وقد أشاد الكاتب بنجاح الملك عبد العزيز في إبعاد السعودية عن الصورة الأمنية المقلقة التي تعرضت لها دول المشرق العربي جراء ترتيبات اتفاقية سايكس - بيكو.

• السعودية وتغير ميزان القوى العالمي

تحدث الكاتب كذلك عن النقاط المضيئة للنجاحات الاقتصادية التي حققتها المملكة بالعديد من المجالات سواء النفطية وغير النفطية مشيدًا بدعم القيادة السياسية للاقتصاد الغير نفطي والذي وصفه بـ"اقتصاد المستقبل" وما شهده من مبادرات إصلاحية في مجال الخصخصة والجهاز الإداري الحكومي والاستثمارات الأجنبية.
أشار الكاتب باستفاضة للطاقة الإنتاجية النفطية الضخمة للمملكة التي تبلغ حالياً نحو 12 مليون برميل يومياً، ومحاولات تخفيف الاعتماد الكبير على الريع النفطي والتي بدأت في عهد الملك الراحل عبد الله بمبادرات إصلاحية في مجال الخصخصة والجهاز الإداري الحكومي والاستثمارات الأجنبية. وتحدث عن أهمية دور السعودية على الساحة النفطية الدولية، وكيف عمدت لتغيير ميزان القوى ونجحت بإنهاء مرحلة احتكار الشركات الصناعية النفطية العالمية.
يقول مروان اسكندر "القادة السعوديين على مدى عقود أدركوا الحاجة إلى تنويع اقتصاد البلاد بما يتجاوز النفط، ابتداءً من عام 1970، فنفذت المملكة العربية السعودية تسع خطط تنمية خماسية متتالية تهدف إلى تحديث اقتصادها. خطت الدولة خطوات مهمة خلال هذه الفترة، منها توسيع الحصول على التعليم، وتحسين حركة الرعاية الصحية - على سبيل المثال لا الحصر، ولكن الهدف الأساسي المتمثل في تجاوز الاقتصاد الذي يستند بشكل كبير على النفط ثبت أنه بعيد المنال. وقد جعل القطاع النفطي قطاعات أخرى من الاقتصاد غير قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية".

• رؤية طموحة لقائد طموح

تعرض الكاتب بالعديد من فصول كتابه للنقلة النوعية في الإصلاحات السعودية بقيادة وإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، متحدثًا بالتفصيل عن النجاحات التي حُققت بالعديد من القطاعات الاقتصادية، فيقول في هذه الجزئية: "لقد تحقق الكثير من التحسينات الجذرية خلال سنوات الخطة الخمسية الأولى، وتمظهرت التحسينات بتوسيع دور المرأة في المجتمع، إن على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي. فحازت المرأة السعودية على حق التصويت لانتخاب أعضاء ورؤساء البلديات، وعلى نسبة 20 في المائة من التصويت في المجلس التشريعي، وحق الحصول على جوازات السفر وقيادة السيارات... واليوم أصبحت تستطيع إنشاء نوادي الرياضة وممارسة مختلف أنواع الرياضة والمشاركة لمشاهدة مباريات كرة القدم"
وتحدث بالنهاية عن مشاركة المملكة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في مايو 2022، وما كشفته للدول المشاركة عن التقدم المحرز في تحقيق أهداف «رؤية 2030»، وكيف استعدت المملكة بقوة للتربع على قائمة أكبر 15 اقتصاداً في العالم، وهو ما يكرس لأهمية دور السعودية الحالي وقوته والذي تخطى كونها أكبر الدول النفطية بالعالم لتتبوأ مكانة فريدة كأحد أهم الاقتصادات "المنوعة" الناجحة بالمنطقة.
يمكنك متابعة المزيد من القراءات عن المملكة لمشاركة الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ93 من خلال كتب عن المملكة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني السعودي