هل فكرتِ يوماً في السفر إلى وجهات تتحدث بلغة واحدة لكن تتمتع بثقافات وتاريخ متنوع؟ هل تبحثين عن تجربة سياحية تنطوي على مزيج من التاريخ العريق والطبيعة الخلابة، والثقافة المحلية الغنية؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما يكون اليوم العالمي للغة البرتغالية هو الفرصة المثالية لاكتشاف بعض من أجمل الوجهات السياحية في العالم الناطقة بهذه اللغة. هل تعلمين أن البرتغالية ليست محصورةً في البرتغال فقط؟ بل هي لغة رسمية في تسع دول حول العالم، منها دول تمتد من أوروبا إلى إفريقيا وأمريكا الجنوبية. من البرازيل الجذابة إلى البرتغال الغنية بالتاريخ، إلى الرأس الأخضر التي تحاكي جمال البحر والشواطئ الهادئة، تتمتع هذه الوجهات الثلاث بفرص سياحية تجذب الزائرين من جميع أنحاء العالم.
هل تخيلت نفسك تتجولين في شوارع لشبونة العتيقة أو تستمتعين بالكرنفال البرازيلي في ريو؟ أو ربما ترغبين في الاسترخاء على شواطئ الرأس الأخضر الدافئة؟ هذه الوجهات تمنحك فرصةً لاكتشاف التنوع الثقافي، من المطبخ الشهي إلى الموسيقى المحلية، وتجارب لا تُنسى تشبع روحك. فماذا تنتظرين؟ انضمي إلينا في جولة للتعرف إلى أبرز الوجهات السياحية في البرتغال والبرازيل والرأس الأخضر، وكوني جزءاً من هذا الاحتفال العالمي باللغة البرتغالية.
الاحتفال باللغة البرتغالية
يحتفل العالم في 5 مايو من كل عام باليوم العالمي للغة البرتغالية وهي واحدة من أكثر اللغات انتشاراً عالمياً، إذ ينطق بها أكثر من 265 مليون شخص عبر القارات كافة. البرتغالية لغة رسمية في تسع دول مستقلة تمتد عبر أربع قارات، تضم البرتغال في أوروبا؛ البرازيل في أمريكا الجنوبية؛ أنغولا وموزمبيق وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية والرأس الأخضر وساو تومي وبرينسيب في إفريقيا؛ وتيمور الشرقية في آسيا.
البرتغال: سحر التاريخ والطبيعة في قلب أوروبا
تصنَّف البرتغال من بين أكثر البلدان أماناً في العالم للمسافرين، مما يجعلها جذابة للمسافرت النساء تحديداً من كافة أنحاء العالم.
السياحة في البرتغال

تمتاز البرتغال بمزيج أخّاذ من المدن التاريخية والطبيعة الخلابة على حد سواء. تحتضن العاصمة لشبونة أحياء عتيقة مثل ألفاما تتميز بأزقتها المتعرجة وصوت موسيقى الفادو التقليدية في المقاهي المسائية. وفي بورتو، المدينة الثانية، يستطيع الزائرون التجول على ضفاف نهر دورو الساحر. وإلى الجنوب، تتميز منطقة ألغرَف بشواطئها الذهبية ومنحدراتها الصخرية dramatic المطلة على المحيط الأطلسي وهي وجهة مثالية لمحبات حمامات الشمس والسباحة في مياه فيروزية. مدن ساحلية مثل لاغوس وألبوفيرا تنبض بالحياة بطابعها المبهج ومقاهيها ومحلاتها الصغيرة. ولعشاق ركوب الأمواج، تشتهر بلدة نازاري بأمواجها العملاقة التي تجذب المتصفحين من أنحاء العالم. إلى جانب مدنها ومعالمها، تنفرد البرتغال أيضاً بتراث ثقافي ومعماري غني. فقد تأثرت عمارتها بمزيج من الطرز القوطية والإسلامية، الموريسكية، وصولاً إلى التصاميم العصرية. يمكن للزائرة مشاهدة روائع معمارية مثل دير جيرونيموس البرتغالي القوطي في لشبونة أو قصر بينا ذو الألوان الزاهية في سينترا، ثم زيارة متحف الفن والعمارة والتكنولوجيا الحديث MAAT المطل على نهر تغُس. كما تزين الأزوليجو، القرميد المزخرف بالأزرق والأبيض، جدران المباني والكنائس وحتى محطات القطارات في أنحاء البلاد وتحكي رسومه قصصاً تاريخية في مشهد فني مفتوح.
الطبيعة في جزر الأزور
تمتد تجربة البرتغال إلى طبيعتها المتنوعة، من جزر الأزور الخضراء ذات الجبال البركانية وسط المحيط، إلى تلال منطقة آلينتيجو الذهبية، ما يوفر أنشطةً كالمشي في المسارات الجبلية وركوب الدراجات وسط مناظر تأسر الألباب.
الطقس في البرتغال
يتمتع هذا البلد بمناخ متوسطي معتدل يجعله وجهةً مريحةً على مدار العام؛ ففصول الربيع والخريف هي الأفضل من حيث الطقس اللطيف وقلة الازدحام السياحي، في حين يكون الصيف ذروة الموسم السياحي.
البرازيل: إيقاعات السامبا وكنوز الطبيعة الاستوائية

أياً كانت الفترة التي تختارينها، ستأسرك البرازيل بحيويتها وتنوعها، من رقص السامبا في شوارع المدن إلى أصوات الطبيعة في غاباتها المطرية.
السياحة في البرازيل
تُعد البرازيل أكبر دولة ناطقة بالبرتغالية في العالم وهي وجهة تزخر بالتنوع الثقافي والجغرافي الذي قلّ نظيره. تعتبر البرازيل واحدةً من أكثر بلاد العالم سحراً، تجمع بين شواطئها الرملية البيضاء الممتدة وغابات الأمازون الخضراء المورقة والمدن الصاخبة المفعمة بالإيقاع والحياة. في رحلة واحدة إلى البرازيل، يمكن للسائحة أن تستكشف غابات الأمازون المطيرة المليئة بالتنوع الحيوي، ثم تسترخي على الشواطئ الشهيرة في ريو دي جانيرو مثل كوباكابانا وإيبانيما. ولا تكتمل زيارة ريو دون الصعود إلى قمة جبل كوركوفادو لمشاهدة تمثال المسيح الضخم وإطلالة بانورامية على المدينة وخليج غوانابارا.
مدن برازيلية خلابة
تعتبر مدينة ساو باولو، القلب الحضري النابض للبرازيل وواحدةً من أكبر مدن العالم، حيث تلتقي فيها ناطحات السحاب مع ثقافات متعددة من مهاجري العالم، ما يضفي عليها طابعاً كوزموبوليتانياً نابضاً بالفن والمطاعم الراقية. وعلى الجهة الأخرى، يمكن زيارة بلدات استعمارية ملونة مثل أوليندا وسلفادور أو أورو بريتو ذات الشوارع المرصوفة بالحصى والكنائس الباروكية، والتي تعكس تاريخ البرازيل العريق في حقبة الاستعمار البرتغالي. تُعد مدينة أورو بريتو في ولاية ميناس جيرايس إحدى أهم الوجهات التراثية وقد أدرجتها اليونسكو كموقع تراث عالمي بفضل طرازها المعماري الباروكي المحفوظ جيداً منذ القرن الثامن عشر. تنبض الثقافة البرازيلية بإيقاعات موسيقى السامبا والباتوكادا، وتتجلى هذه الروح في كرنفال ريو دي جانيرو الأسطوري. يُعتبر كرنفال ريو أكبر احتفال كرنفالي في العالم، حيث يجتاح حوالي مليوني شخص شوارع المدينة يومياً خلال فترة المهرجان حاملين الأزياء الزاهية والرقص على إيقاعات مدارس السامبا. هذا الاحتفال الصاخب الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر هو تجربة تجعل الزائرة تشعر بمدى الشغف والفرح لدى البرازيليين. وإلى جانب ريو، تستضيف مدينة سلفادور في شمال شرق البلاد كرنفالاً مميزاً بطابعه الأفرو-برازيلي، حيث تمتزج موسيقى الأكسي والسامبا مع تقاليد أفريقية عريقة في شوارع حي بيولو رينيو التاريخي.
الطبيعة في البرازيل
تتميّز البرازيل أيضاً بطبيعتها التي تضم أغنى تنوع بيولوجي على وجه الأرض، من أدغال الأمازون التي تُلقب بـ رئة العالم إلى مستنقعات البانتانال موئل الجاغوار والكابيبارا. ولعشاق المغامرة في الطبيعة، يوفّر نهر الأمازون وروافده رحلات نهرية لمشاهدة الحياة البرية وزيارة مجتمعات السكان الأصليين، بينما تقدّم شلالات إجوازو، على الحدود مع الأرجنتين مشهداً مهيباً يُعد من أعظم عجائب الدنيا الطبيعية.
المناخ في البرازيل
المناخ في البرازيل يختلف من منطقة لأخرى بحكم مساحتها الشاسعة؛ فالمناطق الشمالية قرب خط الاستواء حارة ورطبة على مدار العام، في حين تتمتع مناطق الجنوب بمناخ شبه معتدل ويمكن أن تنخفض الحرارة فيها شتاءً. بشكل عام، يعد ديسمبر إلى مارس موسم الصيف الحار الذي يفضله محبو الشواطئ والاحتفالات، حيث يُقام الكرنفال عادةً في فبراير أو مارس، بينما يعتبر فصلا الربيع والخريف من أبريل ومايو وأكتوبر ونوفمبر أفضل فترة لزيارة معظم المناطق بدرجات حرارة معتدلة وحشود سياحية أقل.
الرأس الأخضر: أرخبيل الجزر الدافئة بثقافة كريولية فريدة
تتمتع هذه الجزر بشمس دافئة على مدار العام وهي أكثر من مجرد ملاذ شتوي يبحث فيه الزائرون عن الدفء؛ فكل جزيرة منها عالم قائم بذاته من المناظر الطبيعية المتنوعة.
السياحة في الرأس الأخضر

على بعد نحو 600 كيلومتر من سواحل غرب إفريقيا يمتد أرخبيل الرأس الأخضر أو كابو فيردي المكوّن من عشر جزر بركانية في المحيط الأطلسي. كانت هذه الجزر مستعمرة برتغالية سابقة تحولت إلى دولة مستقلة وتتميز بمزيج ثقافي يمزج بين التراث الإفريقي والبرتغالي. ستجدين هنا كل شيء من كثبان الرمال الحمراء التي تحملها الرياح من صحارى إفريقيا إلى قمم الجبال الخضراء المكسوة بالغابات، بل وحتى بركان نشط يبرز من قلب جزيرة فوغو. هذا التنوع الجغرافي يجعل كل تجربة في الرأس الأخضر مختلفة عن الأخرى: يمكن لكِ الاسترخاء على الشواطئ الرملية البيضاء في جزيرتي سال وبوا فيستا حيث المنتجعات السياحية ورياضات البحر، أو التوجه إلى جزيرة سانتو أنتاو ذات الطبيعة الجبلية الخلابة والمكسوة بالمروج والمدرجات الزراعية والتي أكسبتها لقب الجزيرة الخضراء. وفي جزيرة فوغو، يمكن خوض مغامرة صعود أعلى قمة بركانية في الأرخبيل (بيكو دو فوغو بارتفاع 2829 متراً) عبر مسارات سوداء من رماد الحمم، وهي تجربة جيولوجية فريدة من نوعها لمحبات المغامرة.
ثقافة الرأس الأخضر
لا تقتصر جاذبية الرأس الأخضر على طبيعتها فحسب، بل تمتد إلى ثقافتها الغنية المنبثقة من امتزاج الشعوب. طوّر أهل هذه الجزر عبر القرون ثقافة كريولية خاصة ليست أفريقية تماماً ولا برتغالية تماماً، بل مزيجاً انسجم فيه التراثان ليولد نمط موسيقي وغنائي مميز ولغة محلية إلى جانب البرتغالية.
التجول في العاصمة
تُعرف العاصمة برايا في جزيرة سانتياغو بأسواقها الشعبية النابضة بالحياة حيث تُعرض الأسماك والتوابل والفواكه الاستوائية، بينما تُعد مدينة مينديلو في جزيرة ساو فيسنتي العاصمة الثقافية للبلاد. مينديلو مدينة ساحلية خلابة لطالما كانت ملتقى للفنانين والأدباء والموسيقيين. تشتهر مينديلو بحياتها الصاخبة ومهرجاناتها الموسيقية، أبرزها مهرجان بايا داس غاتاس الذي يُقام كل أغسطس ويستقطب فرق الموسيقى المحلية في احتفالية شاطئية تستمر ثلاثة أيام. في جزيرة سانتياغو أيضاً تقع مدينة سدادة velha التاريخية، ريبيرا غراندي سابقاً، التي أسسها البرتغاليون عام 1462 كأول مستوطنة أوروبية في المناطق المدارية وهي مصنفة ضمن التراث العالمي نظراً لبقايا حصونها وكنائسها التي تحكي تاريخ تجارة العبيد في حقبة الاستعمار.
الطقس في الرأس الأخضر
تتمتع الرأس الأخضر بمناخ مداري جاف معتدل، حيث درجات الحرارة في معظم العام تتراوح بين mid-20s° مئوية مع نسائم محيطية عليلة، مما يجعلها وجهة مثالية للهروب من برد الشتاء في أوروبا. وقلما تسقط الأمطار هنا إلا نادراً وفي أشهر الصيف أحياناً، لذلك ففصل الشتاء وحتى الربيع أفضل وقت لزيارة الجزر للاستمتاع بالشمس والبحر والهواء الطلق. طبيعة السكان الودودة والأجواء الآمنة المستقرة في البلاد تشجّع السائحين بمن فيهم النساء المسافرات وحدهن على التجوّل بحرية واستكشاف القرى والصروح التاريخية والأسواق الشعبية دون قلق.