صوفيا، هي عاصمة بلغاريا، تقع تحت قمة جبل فيتوشا الشاهق، وهذا الأخير هو أول ما يلفت انتباه السائح عند الوصول. وتتميز صوفيا بتاريخها العريق، وشعبها الودود، ومأكولاتها الشهية، وهي وجهة سياحية "اقتصادية" في أوروبا، ومتعددة الثقافات، وسريعة النمو. هي مدينة نظيفة للغاية، وآمنة، وتسمح بقضاء يومين أو ثلاثة على الأكثر بأسعار مناسة للطعام والإقامة. العملة الوطنية هي الليفا البلغارية. والأسعار منخفضة جداً، لذا فهي بالتأكيد وجهة مناسبة للميزانية.
نبذة تاريخية عن صوفيا

تأسّست صوفيا في القرن السابع قبل الميلاد، وهي من بين أقدم المدن المأهولة في أوروبا. وتُعدّ بلغاريا أيضاً من أقدم الأمم في العالم؛ حيث تأسست في القرن السابع الميلادي. سُميت صوفيا في الأصل "سرديكا" نسبةً إلى قبيلة سيردي السلتية. وتُعتبر صوفيا في بلغاريا مركزاً ثقافياً ووجهةً فنّيةً نابضةً بالحياة، إضافة إلى أماكن السهر الصاخبة، مما يوفر خيارات متنوعة تناسب أذواق السائحين المختلفة. إشارة إلى أن مباني صوفيا عبارة عن مزيج رائع من الأساليب المعمارية، من الآثار الرومانية والصروح الدينية التي تعود إلى العصور الوسطى إلى آثار الحقبة السوفيتية وناطحات السحاب الحديثة. شهدت صوفيا أيضاً صعود وسقوط إمبراطوريات مختلفة، بما في ذلك الإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والعثمانية والسوفيتية، مما ترك بصمة على ثقافة المدينة وعماراتها.
قد يهمك الاطلاع أيضاً على: بلغاريا وجهة غنية بالتراث الثقافي والتاريخ والمعالم الطبيعية
سبتمبر شهر مناسب لزيارة صوفيا

هل تعد صوفيا من الوجهات السياحية المناسبة خلال شهر سبتمبر؟
يكون طقس صوفيا مثالياً في سبتمبر، في العادة؛ حيث يتميز بدرجات حرارة مرتفعة وهطول أمطار معتدلة. من المتوقع أن تتراوح درجات الحرارة خلال النهار حول 23 درجة مئوية، بينما من المرجح أن تنخفض ليلاً إلى حوالي 10 درجات مئوية. وتشهد صوفيا في سبتمبر هطول أمطار معتدلة، بمتوسط حوالي 50 مللمتراً خلال الشهر. وتشير بيانات المناخ العائدة إلى أعوام سابقة إلى أن الأمطار عادةً ما تستمر حوالي 5 أيام. بالمقابل، يبلغ متوسط سطوع الشمس هذا الشهر حوالي 225 ساعة، مما يجعل الأيام صافية وجميلة في الغالب.
أماكن مقترحة للإقامة في صوفيا

تنقسم صوفيا إلى 24 حيّاً، وقد يضمّ كلّ حيّ منها زقاقات عدة، لعلّ أكثرها جاذبيةً من الناحية السياحية هي الأحياء المركزية، التي تتفرّع من منطقة وسط المدينة وشارع فيتوشا، أحد أهم شوارع المدينة. لذلك، اختيار حي مركزي للإقامة، يوفر على السائح الكثير من الوقت والجهد في استكشاف المعالم السياحية. في هذا الإطار، يتميز وسط مدينة صوفيا بسهولة الوصول إليه عبر وسائل النقل العام، وهو قريب من المعالم الرئيسة، ونابض بالحياة، ويجمع بين العمارة الحديثة والتقليدية. من جهة ثانية، منطقة فيتوشا بوليفارد مثالية للسياح الذين يرغبون في سهولة الوصول إلى المطاعم والمتاجر. كما توجد حدائق قريبة للاستمتاع ببعض الطبيعة. ومنطقة صرح ألكسندر نيفسكي، بدورها؛ حيث تتعدّد المعالم التاريخية والثقافية، فهي ملائمة للسياح الذين يهوون الثقافة.
قد يهمك الاطلاع أيضاً على أفخم فنادق صوفيا عند االسياحة في بلغاريا
8 أماكن سياحية لا تفوت في صوفيا

المكان الأفضل لبدء الجولة في صوفيا هو متنزه القصر الوطني للثقافة، الذي يعدّ معلماً بارزاً ونقطة التقاء السياح بالمحليين. يقع العنوان المذكور، بجوار شارع فيتوشا، الشارع التجاري الرئيسي والخاص بالمشاة في المدينة، ويشمل مبنى ضخماً مهيباً افتُتح عام 1981، احتفالاً بالذكرى 1300 لتأسيس بلغاريا. في المكان مترامي الأطراف ذي التصميم الاشتراكي، تنظم فعاليات ثقافية ومؤتمرات. إشارة إلى أن القصر الوطني للثقافة يُبهر الزائر بحجمه: 123 ألف متر مربع، و8 طبقات، و3 أقبية. تمتد أمام البناء حديقة كبيرة، تضم نوافير ومقاهي خارجية، وهناك العديد من الباعة الجائلين الذين يمكنك شراء الكستناء أو الذرة منهم.
المسرح الوطني "إيفان فازوف"

بجوار المعرض الوطني للفنون، يقع مسرح إيفان فازوف الوطني، وهو جوهرة معمارية أخرى في قلب صوفيا. إنه مبنى كلاسيكي جديد رائع بأعمدة على واجهته. أمام المسرح، حديقة صغيرة جميلة.
شارع فيتوشا
في شارع فيتوشا، ينبض قلب صوفيا السياحي، فالمكان المذكور يعجّ بالمشاة، كما تتعدّد فيه المتاجر والمطاعم والمقاهي. سُمي شارع فيتوشا تيمناً بجبل فيتوشا المجاور، الذي يطلّ بشموخ على ضواحي المدينة. هناك، تبدو الجولة ممتعة، مع الإشارة إلى أن المنطقة سياحية نشطة؛ لذا فإن الأسعار أعلى مقارنةً بأحياء أخرى. عند الصعود إلى نهاية شارع فيتوشا، يبدو صرح ديني قديم يعود إلى القرن العاشر، عرف إعادة البناء والتجديد لمرات.
شارع غراف إغناتيف
هو شارع آخر خاص بالمشاة في قلب صوفيا، يضمّ المحال التجارية والمقاهي والمطاعم والمخابز، لكن يختلف عن "فيتوشا" المذكور آنفاً، لناحية أن عربات الترام القديمة تجتازه.
صرح ألكسندر نيفسكي الديني
هو الأشهر في صوفيا والأكبر في العالم لمتبعي الأرثوذكسية، يتمير بهندسة معمارية مذهلة من الخارج والداخل، ويتسع لأكثر من 10 آلاف شخص، على مساحة تزيد عن 3 آلاف متر مربع. بدأ بناء الصرح عام 1878 واكتمل عام 1912، وذلك تكريماً للجنود الروس، الذين قضوا في حرب التحرير الروسية التركية (1877-1878). يشتهر الصرح من الخارج بمزيج معماري متقن جامع بين الطرازين البيزنطي الحديث والنيو كلاسيك، مع سقف ذي قبة ذهبية، تعلوه طبقات من القباب الخضراء، متراصة فوق بعضها البعض؛ لتشكل شلالاً متدفقاً، كما أن التصميم الداخلي مثير للإعجاب، لا سيما الجداريات.
حديقة بوريسوفا غرادينا
تقع حديقة بوريسوفا غرادينا وسط صوفيا، وهي ضخمة، مع أشجار، ومسارات، وبحيرات، ومقاهي، وملاعب أطفال، ومعالم أثرية.
قد يهمك الاطلاع أيضاً على 48 ساعة في صوفيا كافية لزيارة المعالم السياحية الأشهر
متحف التاريخ الإقليمي في صوفيا
يتمتع متحف التاريخ الإقليمي في صوفيا بواجهة خلابة تُبرز جمال العمارة. إنه مبنى مثير للإعجاب، كان في السابق حمامات معدنية عامة في المدينة. يُقدم المكان الساحي المذكور للسائح نظرة متعمقة على تاريخ المنطقة الغني والمتنوع، فهو يضمّ معروضات من العصر الحجري الحديث، إضافة إلى عربات وأزياء محلية وآلات موسيقية وتذكارات من الحقبة الشيوعية. من أبرز معالم متحف التاريخ الإقليمي في صوفيا المجموعة المذهلة من الذهب التراقي أي المجوهرات المصنوعة بدقة وعناية، إضافة إلى قطع أثرية أخرى تعود إلى الحضارة التراقية القديمة.
المعرض الوطني للفنون
يُعدّ المعرض الوطني للفنون مبنى مهيباً وجميلاً في قلب صوفيا. المعرض ليس كبيراً بالنسبة لمعرض وطني، ويُركّز على قطع مُحدّدة من التاريخ البلغاري. مع ذلك، يضمّ أيضاً أعمالاً فنية رائعة، إضافة إلى معارض مؤقتة شيّقة.
طعام لذيذ في صوفيا
تأخذ صوفيا السياح الذين يهوون تذوق الطعام الجديد في رحلة طهي، تجمع بين النكهات التقليدية واللمسات العصرية. في العموم، مكونات الأطباق المحلية طازجة، ومن خيرات بلغاريا. إليكِ بعض الأطعمة التي لا تُفوّت في صوفيا، ببلغاريا:
- سلطة شوبسكا: يتميّز الطبق بحمل ألوان العلم البلغاري، ويُقال إن السلطة المذكورة تمثل الطبق الوطني للبلاد. هي مزيج منعش من الطماطم الوردية الناضجة، والخيار المقرمش، والفلفل، والبصل، والجبن، مع القليل من زيت الزيتون والخل.
- الزبادي البلغاري: يُعتبر الزبادي البلغاري، المعروف أيضاً باسم كيسيلو ملياكو، من الأطعمة البلغارية التي لا تُفوّت. يُنسب الفضل إلى البلغار في انتشار الزبادي، بفضل اكتشاف بكتيريا Lactobacillus bulgaricus، وهي سلالة محددة من البكتيريا ضرورية لعملية التخمير. ويتميز الزبادي البلغاري بقوام كثيف بعض الشيء، وهو معروف بنكهته الحامضة اللاذعة وفوائده الصحية العديدة. يستهلك البلغاريون الزبادي أكثر من أي مكان آخر في أوروبا، وإذا زرتِ متاجر البقالة، ستشاهدين ممرات وثلاجات الزبادي التي لا تنتهي.
- بانيتسا: معجنات بلغارية تقليدية محبوبة، مصنوعة من طبقات رقيقة من عجينة الفيلو، محشوة عادةً بجبنة الفيتا، وتُخبز حتى تصبح ذهبية اللون.
- الطرطور: حساء بارد منعش مصنوع من الزبادي والخيار والثوم والشبت والجوز.
- موساكا: طبقات من البطاطس المقلية واللحم المفروم، ومزيج من البصل والثوم والتوابل، تعلوها صلصة كريمية وتُخبز بإتقان.
- السدجوك: سجق مُخمّر يُشبه السلامي، ولكنه يتميز بنكهة فريدة بفضل مزيج التوابل الذي يُضفي عليه نكهة مميزة. ويقدم مع الجبن والخبز أو يمكن استخدامه لإضفاء نكهة مميزة على أطباق مُختلفة.
- الكافارما والجيوفيتش: كلاهما من اليخنات البلغارية التقليدية، لكن الكافارما يخنة غنية ولذيذة تُصنع من قطع طرية من اللحم أو الدجاج، تُطهى على نار هادئة مع مجموعة مُتنوعة من الخضروات، وتُتبل بالتوابل العطرية لنكهة عميقة ولذيذة. تُطهى أيضاً في أوانٍ فخارية فردية، مما يُساعد على الاحتفاظ بالرطوبة ويُعزز النكهات أثناء الطهي البطيء. الجيوفيتش، بدورها، يخنة متعددة الاستخدامات وزاهية الألوان، مستمدة اسمها من وعاء الفخار التقليدي الذي تُطهى فيه، وتتميز بمزيج من الخضروات مع قطع من اللحم. وتُوضع المكونات في طبقات داخل الوعاء وتُطهى ببطء، ومثالية للمشاركة مع العائلة والأصدقاء.
- سارمي: ملفوف بلغاري تقليدي محشو بمزيج لذيذ من اللحم المفروم والأرز والتوابل، ملفوفة جميعها بأوراق الملفوف المخللة، وتُطهى ببطء.