هل فكرتِ يوماً في زيارة جزيرة يونانية تختلف عن ميكونوس وسانتوريني وباروس الشهيرة؟ هل ترغبين في استكشاف مكان يحمل عبق التاريخ، ويجمع بين الأصالة والحداثة بعيداً عن صخب السياحة المعتادة؟ سيروس، عاصمة جزر السيكلاديز، قد تكون الوجهة التي تبحثين عنها. رغم أنها لم تكن في دائرة الضوء مثل غيرها من الجزر اليونانية، إلا أن سيروس تتمتع بسحر خاص جعلها تختبئ بهدوء بعيداً عن الزحام، وذلك بفضل صناعاتها المحلية القوية وسكانها الدائمين الذين يبلغ عددهم نحو 20,000 نسمة. هل تساءلتِ لماذا لم تعتمد سيروس على السياحة كما فعلت الجزر الأخرى؟ وهل تعلمين أن هذا الهدوء ساعدها في الحفاظ على تراثها الثقافي والهندسي، إضافة إلى مطبخها الغني الذي بدأ يلقى اهتماماً عالمياً؟ مع تغير اتجاه المسافرات بعيداً عن الجزر المزدحمة وأماكن الحفلات، بدأت سيروس تظهر كوجهة تقدم تجربة ثقافية حقيقية، تجمع بين المطبخ اليوناني الأصيل والتقاليد العريقة والابتكار الحديث. فكيف يمكن لسيروس أن تأسر قلبكِ؟ وما الذي يجعلها تُلقب بملكة البحر الأبيض المتوسط؟ هل أنتِ مستعدة لاكتشاف هذه الجزيرة التي تحمل بين أزقتها وأطباقها قصة فريدة تستحق أن تُروى؟
السياحة في سيروس
بالرغم من أن وجهات مثل ميكونوس وسانتوريني وباروس كانت على قوائم الوجهات التي يجب زيارتها للمسافرات لعقود، إلا أن سيروس، الجزيرة العاصمة في جزر السيكلاديز اليونانية، ظلت إلى حد كبير غير معروفة. بفضل الصناعات المحلية المزدهرة وسكان دائمين يبلغ عددهم 20,000 نسمة، ولم تعتمد سيروس على السياحة كما فعلت جزر يونانية أخرى، مفضلة ألا تلفت الأنظار إليها. ومع ذلك، مع تحول الزائرات بعيداً عن الأماكن المزدحمة وجزر الحفلات والبحث بدلاً من ذلك عن تجارب ثقافية أكثر أصالة في اليونان، أصبح سر جمال سيروس وهندستها المعمارية وبالطبع مطبخها مكشوفاً أخيراً.
يمكنك الاطلاع على أسرار السفر إلى جزر اليونان الجامعة بين المغامرة والاسترخاء
فن الطهي
سيروس؛ المعروفة بملكة البحر الأبيض المتوسط، تشهد زيادة في عدد الزائرات إلى جانب انتعاش في فن الطهي. فقد دمجت الشيفات اليونانيات، اللواتي تدربن في بعض من أفضل مطاعم أوروبا، تقاليد محلية قوية في إنتاج الطعام مع تقنيات الطهي الدولية؛ لخلق نكهات فريدة وأطباق مبتكرة، وكل ذلك دون فقدان اللمسة الخاصة، التي تمنح المطبخ اليوناني اعترافاً دولياً.
تناول الطعام في إرموبولي
بعيداً عن المنازل البيضاء والزرقاء الكلاسيكية في بحر إيجه، تُذكرنا المدينة الرئيسية إرموبولي بالتصاميم النيوقراطية وألوان الباستيل الإيطالية، ربما إشارة إلى التأثير التاريخي لفينيسيا وجنوة على الجزيرة.
أفضل مطاعم الجزيرة
يمكنكِ الاستمتاع بتناول الطعام على السطح مع إطلالة على الكنائس المحلية المضاءة بشكل رائع؛ مثل كنيسة القديس نيكولاس في مطعم أريستيد بفندق أريستيد، وكذلك في إلكسيس بفندق أرجيني الذي افتتح حديثاً. كلا الفندقين يقعان في قصور نيوقراطية تم ترميمها، ويوفران مرافق وكرم ضيافة ممتازين لدرجة أنهما أُدرجا في دليل ميشلان لعام 2025. يركز مطعما أريستيد وإلكسيس على مفهوم من المزرعة إلى المائدة، معتمدين على المكونات المحلية، مع تقديم أطباق بطابع فاخر. وأقرب إلى وسط المدينة يقع مطعم أفانت جاردن الذي يديره الشيف كونستانتينوس بورانتاس. بعد دراسته في مدرسة الطهي السويسرية الألبية وعمله في بعض من أفضل المطاعم الراقية في أوروبا، افتتحت بورانتاس أفانت جاردن لتقديم أطباق متأثرة بالبحر الأبيض المتوسط تستخدم مكونات من جزر السيكلاديز، مثل الريزوتو الشهير لديها.
ما رأيك بقراءة أيضًا أجمل 10 أماكن سياحية ثقافية وتاريخية في أثينا عاصمة اليونان
الأجبان والحلويات وأين تجدينها؟
من أشهر منتجات سيروس جبن سان ميخالي والحلوى المعروفة بلوكووميا، وهي نوع من الحلويات الجيلاتينية. جبن سان ميخالي المحلية معتمدة بشهادة PDO أي حماية تسمية المنشأ، من الاتحاد الأوروبي، مما يعني أنها يجب أن تُصنع حصرياً من حليب أبقار سيروس. صانعات الجبن المحليّات، مثل مصنع الجبن العائلي تيروسيرا، يتخصصن في صنع هذا الجبن الصلب، الذي يتميز بنكهة غنية مع لمسات جوزية وحارة خفيفة، وستجدين هذا الجبن في معظم المطاعم المحلية. لوكووميا، المعروفة أيضاً باسم الحلقوم التركي، هي حلوى محلية تُباع وتُؤكل في جميع أنحاء اليونان. لكن سيروس مشهورة بطريقتها الخاصة في صنع هذه الحلوى، وذلك بسبب تاريخ طويل من اللاجئات من الإمبراطورية العثمانية اللواتي صنعن هذه الحلويات بعد وصولهن إلى شواطئ الجزيرة، وبسبب المياه المالحة المحلية التي يُعتقد أنها تعزز النكهة.
تناول الطعام في قرية من العصور الوسطى
أقدم مستوطنة موجودة في سيروس هي قرية آنو سيروس الوسطى، التي تطل على إرموبولي والبحر من خلفها. يمكن للزائرات استقلال سيارة أجرة من المدينة الرئيسية، أو تسلق ما يقرب من 900 درجة للوصول إلى آنو سيروس. بُنيت القرية في أوائل القرن الثالث عشر، ولا تسمح بدخول السيارات داخل حدودها، لذا عليكِ استكشاف طرقها المتعرجة والساحرة سيراً على الأقدام. تحت أزهار البوغانفيليا المتدلية وبين محلات المجوهرات، المعارض والمتاجر التي تعرض سلعاً يدوية الصنع، ستجدين مطاعم تقدم أطباقاً تقليدية صغيرة مثل مطعم أبانوخوريتيسا، الذي يوفر تراساً بإطلالة خلابة. قد تحتاجين إلى الانتظار للحصول على طاولة تطل على المناظر البانورامية. وينبغي أيضاً للزائرات زيارة ميزون دي ميزه، وهي ورشة طهي تنتج وتبيع العديد من المنتجات الغذائية المحلية الشهيرة. وتحافظ المالكات على إنتاج المتجر بحجم صغير، مع تغيير مستمر في الأصناف المعروضة حسب الموسم، وتوفر وجودة المكونات المحلية. من الأجبان إلى الأعشاب إلى القهوة اليونانية، ستجدين نكهات جريئة ومنتجات صحية، مثالية لأخذ طعم سيروس معكِ إلى المنزل.
