يمتدُّ تاريخ بلاط السيراميك إلى نحو عام 4000 قبل الميلاد، وإلى بلاد الرافدين تحديداً، فقد بدأ إنتاج البلاط الطيني المذكور باستخدام قوالب، وضرب الطين ثم إحراقه. وكان البلاط المذكور يُستخدم لأغراض عملية، وغالباً ما كان مزخرفاً برموز حيوانات أسطورية تعكس معتقدات روحية. ومع مرور الزمن، شهد بلاط السيراميك تطورات، وصولاً إلى الوقت الراهن، مع الوعي أكثر فأكثر بالاستدامة، وتركيز صناعة البلاط على المواد الصديقة للبيئة، باستخدام محتوى معاد تدويره مثل بقايا السيراميك والزجاج، واتباع طرق تصنيع أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، للمساهمة في حماية البيئة. لكن، مع تعدد تصميمات بلاط السيراميك وأنواعه، يتردد السؤال الآتي: أيهما أفضل السيراميك اللامع أم المطفي للحمام؟ إليك، الإجابة في السطور الآتية، مع مقارنة شاملة، بعد عرض لإيجابيات بلاط السيراميك في حمّام المنزل وسلبياته.
إيجابيات استخدام بلاط السيراميك في حمّام المنزل

يُعدّ السيراميك من أكثر خيارات البلاط متانةً عند عزله جيّداً، وهو قابل للاستخدام على جدران الحمّام وأرضياته، ومنخفض التكلفة، وسهل الصيانة. ومع تنوّع ألوان البلاط المذكور وأنماطه، هو يُمكّنك من الحصول على مظهر فاخر بتكلفة أقل. تشمل إيجابيات السيراميك، عند التظبيق في الحمام المنزلي:
السعر المناسب

يُعدّ بلاط السيراميك من أكثر المواد فعالية لناحية التكلفة، في إطار الاستخدام لأسطح الحمام، فهو في متناول كلّ الميزانيات، كما أن سعر الخامة المناسب يمتدّ إلى سهولة التركيب، حيث يسهل التعامل معه مقارنةً بالمواد الأثقل مثل الحجر أو البورسلين.
تشكيلة واسعة

مع تشكيلة واسعة من الأنماط والألوان والقوام والتشطيبات، يوفّر بلاط الحمّام السيراميكي مرونةً استثنائيّةً في التصميم. سواء كانت صاحبة المنزل تُفضّل التصميمات الأنيقة والبسيطة أو الأنماط المعقدة والتقليدية، يمكن لبلاط السيراميك أن يُكمّل أي تصميم حمام. من التشطيبات اللامعة التي تعكس الضوء إلى الأسطح غير اللامعة التي تُضفي لمسةً من الأناقة، يضمن هذا التنوع وجود بلاط سيراميك يُناسب جميع الأذواق.
القابلية للتخصيص

من المُمكن تخصيص بلاط السيراميك ليصبح ملائماً لـحمّام المنزل، أرضيّته وجدرانه، لا سيّما عندما يتعلّق الأمر بالسيراميك الفسيفسائي، مع شمول عناصر الحمّام المصنوعة من الخامة قضبان الكراسي، وأطباق الصابون، والأرفف المنفصلة، والحواف الزخرفية.
مقاومة الماء والرطوبة

يتميز بلاط الحمّام السيراميكي بمقاومته الطبيعيّة للماء، خاصةً عند طلائه بالزجاج، ممّا يجعله خياراً عمليّاً وشائعاً لحمّام المنزل، فهو يُشكّل حاجزاً فعالاً يمنع الرطوبة من التسرّب إلى الجدران والأرضيّات، ممّا يُساعد على تقليل خطر نموّ العفن والفطريات.
سهولة الصيانة
يتميّز بلاط الحمام السيراميكي بسهولة الصيانة نسبيّاً، فسطحه المُزجّج يُقاوم البقع والخدوش، ممّا يجعل تنظيف الخامة يتحقّق بصورة سريعة، وبدون متاعب، وذلك باستخدام صابون خفيف وماء.
المتانة
عند تركيب السيراميك في حمّام المنزل، ومع الصيانة بشكل صحيح، تدوم الخامة طويلاً وتتحمّل الاستخدام اليومي، لأعوام.
خيار صديق للبيئة
يُصنع بلاط الحمام السيراميكي من مواد طبيعيّة، مثل: الطين والرمل، ممّا يجعل الخامة المذكورة صديقة للبيئة. كما يُنتج العديد من الشركات المُصنّعة بلاطات سيراميك بمواد مُعاد تدويرها، ممّا يُقلل من التأثيرات البيئية السلبية. إضافة إلى ذلك، يُقلّل طول عمر الخامة الافتراضي من الحاجة إلى استبدالها بشكل مُتكرّر، مما يحدّ من الهدر، مع مرور الوقت.
مقاومة الحرارة
يتميز بلاط الحمّام السيراميكي بمقاومته العالية للحرارة، مما يجعل الخامة متوافقة مع أنظمة التدفئة الأرضية المُشعّة. تُعزّز هذه الميزة من الراحة في الأجواء الباردة، حيث يحتفظ البلاط بالدفء ويُضفي جوّاً دافئاً في الحمّام.
تعدد الاستخدامات
يمكن استخدام بلاط السيراميك في مختلف أجزاء الحمّام، بدءاً من الأرضية وجدران الدش، وصولاً إلى اللوحات الخلفية الزخرفية ومحيط حوض الاستحمام. يتيح تعدّد الاستخدامات تصميماً مُتناسقاً، مع مراعاة الاحتياجات الوظيفية والجمالية.
سلبيات استخدام بلاط السيراميك في حمّام المنزل

مع أن بلاط السيراميك يوفّر مزايا بالجُملة، كما أسلفنا، تقضي الموضوعيّة بعدم القفز عن سلبيّات الخامة عند الاستخدام في حمّام المنزل. إليكِ، بعض العوامل التي يجب مراعاتها عند تقييم بلاط السيراميك:
برودة الأرضية
يتميّز بلاط السيراميك للحمام بمقاومة مُمتازة للماء، إلّا أن الخامة المذكورة قد تكون باردة بشكل مزعج، بخاصّة خلال أشهر الشتاء، في المناخات الباردة. لحلّ هذه المشكلة، يُنصح بتركيب تدفئة أرضية مُشعّة أسفل البلاط، فهذا لا يوفّر سطحاً مريحاً ودافئاً للأقدام فحسب، بل يُعزّز أيضاً من راحة الحمّام، بشكل عام. أمّا إذا لم تكن التدفئة المُشعّة خياراً مُتاحاً، فإن استخدام سجاد الحمام يُمكن أن يُخفف أيضاً من الشعور ببرودة أرضية السيراميك.
الأسطح الزلقة
على الرغم من أن بلاط السيراميك مقاوم للماء، إلا أن البلاط الأملس أو اللامع قد يصبح زلقاً بشكل خطير عند البلل، ممّا يزيد من خطر الانزلاق والسقوط في الحمّام. يُعدّ ما تقدّم مصدر قلق كبير للأسرة التي لديها أطفال أو كبار السن أو أي شخص يعاني من صعوبات في الحركة. وللحد من هذه المخاطر، يُفضّل اختيار بلاط السيراميك بلمسة نهائية غير لامعة أو منقوشة، لأن هذه الأسطح توفر تماسكاً أفضل وتساعد على تقليل احتمالية الحوادث.
تحديات التركيب
قد يكون تركيب بلاط السيراميك عملية مُعقّدة، خاصةً للأنماط المعقدة، أو البلاط كبير الحجم، أو المناطق ذات الأشكال غير المنتظمة، إذ تتطلّب عملية قصّ بلاط السيراميك ليُناسب الزوايا أو الحواف أو التركيبات أدوات متخصّصة وخبرة. إضافةً إلى ذلك، قد يولّد بلاط السيراميك الثقيل تحدّيات أثناء عملية التركيب، خاصةً على الجدران أو الأسقف. في حين أن المُتخصّصين في أعمال البناء المنزلية قد يكونون قادرين على القيام بأعمال التركيب الأساسية، إلا أنه من الأفضل ترك معظم المشاريع - وخاصةً تلك التي تتضمن تصميمات معقدة أو تخطيطات مُعقدة - لفنيي تركيب محترفين. يضمن الاستعانة بخبير بلاط مؤهل محاذاةً سليمة، وتماسكاً مُحكماً، ولمسة نهائية مصقولة تُعزز المظهر العامّ لحمّام المنزل.
صيانة خطوط الجص
مع أن بلاط الحمام السيراميكي بحد ذاته لا يتطلب صيانة كثيرة، كما أسلفنا في فقرة الإيجابيات، إلا أن خطوط الجص بين البلاط تستدعي عنايةً أكبر. الجص مسامي وعرضة للبقع وتغير اللون ونموّ العفن، خاصةً في البيئات المنزلية الرطبة مثل الحمام. للحفاظ على خطوط الجص نظيفة وخالية من العفن، تُعدّ الصيانة الدورية أمراً ضرورياً. يشمل ذلك التنظيف بمنظف آمن للجص وإعادة غلق الجص بشكل دوري لحمايته من الرطوبة والبقع. من جهة ثانية، يمكن تجاوز السلبية المذكورة عن طريق استخدام بلاط سيراميك أكبر حجماً مع خطوط جص أقل، لأن ذلك يُقلل بشكل كبير من الجهد اللازم للتنظيف والصيانة.
فروق بين السيراميك اللامع والمطفي في حمّام المنزل

الحمّام هو من أكثر الأماكن المنزلية التي يتعرّض فيها المرء للحوادث، مما يستدعي اختيار البلاط بعناية، مع التحقق من خصائصه مثل مقاومة الانزلاق، وعدم المسامية، والمتانة، وطول العمر، فما هي الفروق بين السيراميك اللامع والمطفي في حمّام المنزل، وأيهما أفضل؟
- بلاط سيراميكي ذو لمسة نهائية لامعة: البلاط اللامع زلق بعض الشيء، لذا فهو أقلّ ملاءمة لبلاط الأرضيات في الأماكن التي تجذب السوائل، مثل الحمّام, لكن، هو خيار مقبول لجدران الحمّام. من جهة ثانية، يتميّز البلاط اللامع بطبيعته العاكسة، لذا يمكنكِ تركيبه في حمّام أصغر حجماً ليبدو أكبر وأكثر إشراقاً. لكن، ستحتاجين إلى تنظيف البلاط اللامع بشكل مُتكرّر، لأن البقع وبصمات الأصابع تكون أكثر وضوحاً. إضافة إلى ذلك، يُصبح الخدش الصغير بارزاً على البلاط اللامع.
- بلاط سيراميكي ذو لمسة نهائية غير لامعة: لا يُمكن رؤية البقع والخدوش على البلاط غير اللامع، بسهولة. لذا، يتطلب هذا البلاط تنظيفاً أقلّ. وفي حال كانت صاحبة المنزل تُفضّل المظهر العصري للحمّام، فإن بلاط السيراميك ذا اللمسة النهائية غير اللامعة مناسب أكثر. إضافة إلى ذلك، البلاط غير اللامع غير قابل للانزلاق، مما يجعله الأمثل لبلاط أرضيات الحمام. من جهة ثانية، البلاط غير اللامع غير عاكس للضوء، لذا قد لا يُفضل تركيبه في الحمام المنزلي الصغير.
أيهما أفضل لبلاط الحمام؟

يُعدّ البلاط اللامع مُناسباً لجدران الحمام، فيما يُعد البلاط غير اللامع مُناسباً لجدران الحمام وأرضياته. ويمكنك اختيار مزيج من البلاط اللامع وغير اللامع لحمّامك.