رمضان2024.. "غيد" في حوار خاص لـ«سيدتي»: "سعدية" في "ملفات منسية" نموذج للكبرياء وهكذا تأثرتُ بالشخصية

الفنانة "غيد" على الملصق الدعائي لمسلسل "ملفات منسية"- الصورة من المركز الإعلامي لـ mbc
الفنانة "غيد" على الملصق الدعائي لمسلسل "ملفات منسية"- الصورة من المركز الإعلامي لـ mbc
بأداء سلس ومميز، استطاعت الفنانة غيد أن تخطف الأنظار لها خلال أحداث مسلسل "ملفات منسية"، الذي يُعرض في الموسم الدرامي الرمضاني الحالي؛ إذ تجسّد شخصية "سعدية"، التي نالت اهتماماً كبيراً من جمهور العمل؛ نظراً لما تعرّضت له من مواقف صعبة، الأمر الذي دفعهم لمتابعتها حتى يتعرفوا على مصيرها. وعن التحضير لهذه الشخصية وكواليس المسلسل وأشياء أخرى تتعلق بعالم التمثيل، كان لـ«سيدتي» حوارٌ مع النجمة غيد؛ للتعرف إلى تفاصيل كلّ هذه الأمور؛ فإلى نص الحوار.

"كواليس المسلسل وتحضيرات الشخصية"

غيد.. رمضان كريم؟

رمضان كريم ومبارك عليكم الشهر

هل تشعرين بقلق عندما تدخلين عملاً جديداً، وتنتظرين رد فعل الجمهور؟

بدايةً، العمل والدخول في كل شخصية، هو أسهل بكثير من لحظة العرض على الشاشة ورؤية الجُهد المبذول من قِبل الجميع. أقرب ما يمكن وصف الشعور، هو انتظار نتائج امتحان البكالوريا. في كلّ عمل، لحظة العرض تقود الأدرينالين إلى الفوران، كل مشهد يُعرض، أترقب ردة فعلي الأولية كمشاهد، ومن ثَم أنظر إلى ما يقوله الجمهور. أحب هذه اللعبة كثيراً، كما يتمشى القاتل في جنازة قتيله، أتخفى وأتابع الأخبار من بعيد، أحاول قدر الإمكان تمالك نفسي بكل الحالات؛ كي أسمع ما يقال وما يناقَش.

عندما عُرض عليك مسلسل "ملفات منسية"، ما أول انطباع أخذته الفنانة "غيد" عن شخصية "سعدية"؟

تستهويني الأدوار الشريرة كثيراً، لكن ما يستهويني أكثر هو كيف تَحوّل هذا الشخص، وما قد تكون قصته، "سعدية" شخصية بسيطة مرّت بظروف أكبر منها بكثير؛ مما أدى إلى تخبطات في شخصيتها كثيرة. لحظات انبعاث لعالم الشر وما يحتويه من كائنات على هيئة بشر. أُعجبت بمحاولاتها المتكررة للحفاظ على كرامتها وتذكير الجميع بوجودها، والأمر بعدم تهميشها.
كما جاءت "سعدية" في وقت مناسب لي، عليها المعالجة بين كبرياء المرأة وقلب الأم والشعور بالغربة والوحدة في وسط الناس؛ فوجدتها تواسيني أحياناً على ما فقدتُ، وأواسيها في شدتها أيضاً.

كيف استطعتِ نقل مشاعر الغضب التي كانت بداخل "سعدية"؛ خاصة وأنها تعرضت للغدر مرتين: الأولى من زوجها "كمال عبود"، والثانية من السيدة التي تعرّفتْ عليها في أمريكا؟

بطبيعة الحال، يوجد الشر داخل كل إنسان؛ فما تمُر به الشخصية، هو تعبير مجازي لنتعلم ألّا نثق بسهولة، وأن نرى الأشياء من كل الزوايا. حاولت الحذر من السيدة بعض الشيء، لكن لم يكن باليد حيلة؛ فـ سعدية لم تمتلك الوقت ولا رفاهية الغضب بعد، مازال الغضب مكتوماً لحلقات بعيدة. فكانت كوارثها تتوالى الواحدة تلو الأخرى، صرخاتها كانت في الأغلب من الخوف على ولدها، أما الغضب فسيأتي لاحقاً متنكراً بتصرفات وردود أفعال متسرعة وغير مدروسة بالكامل.

"ملفات منسية"، تدور أحداثه في إطار بوليسي غامض، هل هذا الأمر وراء تحمسك للمشاركة في العمل؟

بالتأكيد، التجدد والتجارب الجديدة لها طعم خاص ومغامرة أجمل في كل مرة، قصة الشخصية إنسانية أكثر، وما يدور في حياتها له رسالة مجاورة لرسائل الشخصيات الأخريات. أن تنجرف في تلك القصص والشخصيات، شيء جميل ومثير للانتباه.

هل هناك أوجه شبه بين "سعدية" و"غيد"؟

كما هي أوجه الشبه بين "الجوزاء" و"الأسد"، الفرق المتعب كان أن شخصية سعدية "جوزاء" حادة ومتقلبة جداً، أما غيرها فكلانا لديه مشكلة التفكير الزائد؛ مما يجعلنا غير حاسمين في القرارت، لكننا نتكيف بسهولة في منظومات جديدة، في ظل الظروف الصحيحة، تستطيع كلٌّ منهما إنقاذ نفسها من أيّة ورطة، وهذا ما يمثل الذكاء العاطفي. الفرق الكبير بيننا أنني رومانسية أكثر من سعدية؛ فتلك لا تمت للرومانسية بصلة؛ فليست من خصالها أبداً؛ حتى حين تتعامل مع الآخرين.

قبل تصوير مشاهدك بالمسلسل، هل جمعتك جلسات مع المخرج مناف عبدال، لرسم ملامح الشخصية؟

مع الأسف لم تتسنَّ لي الفرصة، لكن من حسن حظي أن النص كان واضحاً وصريحاً، مذكورٌ فيه تاريخ الشخصيات، وفي كل خطوة تقرأها، تستمتع بالتعرُّف على كل مَن بالعمارة؛ مما يسمح للممثل بتكوين الشخصية بشكل مناسب. كانت مكالماتي قبل التصوير بين الكاتب محمد خالد النشمي وعبدالله بوشهري؛ لفهم وتحضير الشخصية، و في حال وصولي لموقع التصوير في الكويت، حرصت على أن أشارك كل ما جمعته مع المخرج مناف عبدال لمناقشة بعض المشاهد المهمة وتحولات الشخصية.

هل من الممكن أن تجري تغييراً في السيناريو بعدما تندمجين مع الشخصية التي تلعبينها؟

كممثل، بشكل عام، حين الاطلاع على النص، يقودك شعور لناحية القصة والأحداث. في حال كان هذا الحدث جيداً، تستمر في القراءة وتتخيل الأحداث كما تقرأ رواية؛ فالرواية تمت طباعتها وكتابتها ونشرها لك كقارئ، وأكيد في بعض الأحيان، تتمنى لو أن النهاية كانت مختلفة، لكن في الأخير، هذه وجهة نظر الكاتب، ويحق لك الموافقة أو الرفض. في حال كان الكاتب مهتماً في بناء سيناريو مع الممثل؛ فهذا بحث آخر، وتصبح له متعة أكثر قبل البدء بالعمل.
ولكن، لا أرجح على الإطلاق تغيير السيناريو أثناء الاندماج بالشخصية؛ فـ أنت لست وحدك في هذه القصة المرسومة، هناك عوامل كثيرة لنجاحها. التغيير أثناء الاندماج لا يعطيك القابلية لرؤية الصورة الكاملة للعمل والأحداث، وقد تكون في موقف ضعيف من حيث التعاطف مع الشخصية التي تلعبها؛ مما يحد من منظورك للأشياء.

وماذا عن التعاون مع الفنان عبدالله بوشهري وشجون الهاجري؟

عبدالله إنسان شغوف وفنان مجتهد له روح في العمل جميلة، والعمل معه متعة كبيرة كانت من أول مشهد إلى آخر مشهد. لم يزرني عبدالله أبداً، كانت عيونه "كمالية" بامتياز. أبهرني في مشاهد كنت مذهولة. سعيدة به كثيراً.
أما شجون الهاجري فهي غنية عن التعريف، ومن حسن حظي أن أقف أمام الكاميرا بين فنانين حقيقيين، شجون من الناس المقربة جداً لقلبي خلال فترة قصيرة، في العمل استمتعت جداً معها، وشهدت طيبة قلب جميلة جداً، فخورة بها كفنانة حقيقية وإنسانة متعاونة وموهوبة جداً.
اقرأ المزيد.. مسلسل "ملفات منسية" الحلقة 7: شجون الهاجري تغير خطتها وتدَّعي فقدان الذاكرة

"التعامل مع النقد وآراء أخرى"

كيف تتعامل الفنانة غيد مع "النقد"؟

أقسو كثيراً على نفسي حين أشاهد أعمالاً بشكل عام وأعمالي بشكل خاص، أحاول دائماً أن أجيد ما أصنعه ليظهر بأفضل الصور؛ فالتعامل مع النقد كملاحظات للتحسين ولتقديم الأفضل دائماً، حين أجد ملاحظات حقيقية فنية، تختصر عليّ طريقي في جلد الذات والنظر من زاوية أخرى.

ما رأي الفنانة غيد في المنصات الرقمية التي تُعرض عليها الأعمال الفنية؟

خطوة جيدة لتحديد الجمهور وتفعيل خاصية استهداف فئات معينة من الجمهور، وتفعيل قابلية الصنع الإبداعي لدى الجميع. المشكلة الوحيدة، هي أنها مازالت جديدة، وتحتاج وقتاً لفهم الغاية منها في بعض البلدان العربية. فهنالك منصات كبيرة تسيطر على الإنتاج العربي بشكل عام؛ حيث يفقد متذوقو الفن حضورهم في تلك المنصات المتاحة للجميع. أتكلم كمثال عن منصات للأفلام المستقلة أو الدراما المستقلة، التي قد تكون مصدراً للإبداع والتجدد، بالأخص للأجيال القادمة. على عكس المنصات الرقمية الكبيرة والقنوات.

مهنة التمثيل صعبة وتأخذ من مشاعر الفنان وحياته الخاصة.. حدثينا عن هذا؟

صدقت، التخلص والتجدد هي وسيلة خلع الشخصية بالنسبة لي، أن أترك بعضاً من مكونات شخصيتي في بعض الأعمال وتبقى هناك للأبد، يفتح لي المجال أن أبحث في داخلي عما هو جديد، وما قد أكون تعلمته من كل شخصية مرّت عليّ، تزداد ثقة "غيد" في شخصية وتنعدم في أخرى، يثير الجنون هذا الموضوع بصراحة، لكنني أتعامل معه بالمنطق والتجدد الدائم. ما يربكني أغلب الأحيان، هو انغماسي في العمل وقت التصوير والتحضير للشخصية، وهذا يبعدني عن الكثير من الناس؛ فلا أحب أن أحاور أو أتكلم مع بعض الأصدقاء، وقد يسبب ذلك العزلة؛ مما يقودني للتأمل والتركيز والتعرف على غيد الجديدة، قبل العمل، أثناءه وبعده. أرى في نفسي الكثير مما تبقى من شخصيات سابقة، صفات حرصت أن أحافظ عليها. وبصراحة، بعض الصفات التي لا تعجبني ولكن مازال من الصعب التخلص منها؛ فأحاول بين الحين والآخر أن أراجع نفسي وأعود للجذور في رحلة قصيرة.

هل ترين أن الجمهور صعب إرضاؤه؟

أنا شخصياً لا أريد إرضاء الجمهور؛ بل الشعور بما تمر به الشخصيات التي أجسدها، أريده أن يشاهد ويستمتع، ربما يتعلم من الفن الذي نقدمه؛ فهذا هو الهدف. إرضاء الناس غاية لا تدرَك، كنتُ أسعد كثيراً عند تلقي رسائل ثناء وإشادة، وأحزن كثيراً عند التجريح والذم؛ لذلك تعوّدت أن أكون محايدة في مشاعري، وحذرة ممن يُسمح له أن يجرحني ومَن لا.

الجمهور له الحق أن يُبدي رأيه بالقصة والشخصية وحتى ديكور المسلسل، لكن من دون تجريح أو خدش لمشاعر الآخرين، بالأخص في شهرنا المبارك هذا، عليه أن يتوخى الحذر مما يقول أو يكتب على مواقع التواصل، وأن يدرك أنه يكتسب سلبيات في كل تعليق سيئ. أن يعي أنه يكتب أمام الملايين من الناس، وإن كان متخفياً وراء اسم مستعار وبروفايل كاذب. إن لم يكن لديك شيء جيد تقوله.. فلا تقل شيئاً.. قد ترتاح.

ما جديدك الفترة القادمة؟

علينا أولاً أن نحصد ثمار نجاح مسلسل "ملفات منسية"، إن شاء الله، ومن ثَم نشارك ما يدور في خططنا المستقبلية.

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».