خلال الأيام الماضية، تم طرح الجزء الثالث من سلسلة أفلام "أفاتار"، الذي جاء بعنوان: "Avatar: Fire and Ash". ويشهد الجزء الجديد استكمالاً لأحداث الأجزاء السابقة من الفيلم، الذي من المُقرر أن يتم تقديم جزئين جديدين منه في أعوام 2029 و2030.
الجزء الجديد استكمال للملحمة بعد مرور 3 سنوات
تأتي أحداث الجزء الجديد من فيلم أفاتار Avatar بعد مرور 3 سنوات من عرض الجزء الثاني من الفيلم الذي عُرض عام 2022. وتدور أحداث الجزء الثالث من الفيلم "Avatar: Fire and Ash" حول مواجهة عائلة "جيك ونيتيري" حالة من الحزن بعد وفاة "نيتيام"، ويلتقيان بقبيلة جديدة وعدائية تُدعى "شعب الرماد" بقيادة المحاربة النارية "فارانج"، كما يتصاعد الصراع على كوكب "باندورا" وتظهر قضايا جديدة في قلب الأحداث؛ مما يخلُق حالةً من الغموض والإثارة لدى المُشاهدين.
ويأتي الجزء الجديد للمُخرج جيمس كاميرون الذي قدّم الأجزاء السابقة في الفيلم. وقد شارك في بطولة الجزء الجديد "Avatar: Fire and Ash" أبطالُ الجزئين السابقين: سام ورثينجتون، زوي سالدانا، النجمة العالمية كيت وينسلت التي انضمت لسلسلة أفلام أفاتار بدءاً من الجزء الثاني.
أفاتار: حُلم غيّر شكل السينما العالمية بقيادة المُخرج جيمس كاميرون
وفقاً للخطة المُعلن عنها لسلسلة أفلام أفاتار، التي من المُقرر خلالها أن يتم عرض 5 أجزاء من الفيلم، صدر منها حتى الآن ثلاثة أجزاء. يُعَد الفيلم حُلماً نجح في تحقيقه المُخرج جيمس كاميرون؛ حيث أخرج أجزاء الفيلم السابقة وشارك في تأليفها أيضاً.
عُرض الجزء الأول من الفيلم في عام 2009، وحينها حقق نجاحاً كبيراً حول العالم، من خلال تحقيقه أعلى الإيرادات. وعلى مدار 11 عاماً منذ عام 2010 وحتى عام 2021، تم تكرار تأخير تقديم الجزء الثاني منه، وذلك بسبب كتابة العديد من النسخ من سيناريو الفيلم، وأيضاً الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة في السينما سواء بالتصوير أو المونتاج، حتى عام 2022؛ حيث تم إصدار الجزء الثاني "Avatar: The Way of Water". وشهدت الأيام الماضية في 19 ديسمبر الجاري العرض العالمي الأول للجزء الثالث من الفيلم، والذي جاء بعنوان: "Avatar: Fire and Ash".
وطوال تلك السنوات، نجح فيلم أفاتار في نقل السينما العالمية إلى منطقة جديدة، وذلك اعتماداً على رأي النُقاد الذين أشادوا بالمؤثرات البصرية والخدع التقنية التي نجح الفيلم في تقديمها على مدار أجزائه.
القصة الأصلية لسلسة أفاتار وتطوُّرها على مدار أجزاء
بدأت أحداث الجزء الأول من فيلم أفاتار في عام 2154، حين يصل الجندي جيك سولي إلى باندورا ضمن "برنامج الأفاتار"، الذي يسمح للبشر بالتحكم بأجساد هجينة تشبه الناڤي بهدف تسهيل السيطرة على موارد الكوكب؛ خصوصاً معدن الأونوبتانيوم، وحينها يتحول جيك من جندي يخدم مصالح الاستعمار، إلى جزء من شعب الناڤي نفسه. وبعد علاقة حب عميقة مع نيتيري واحتكاك مباشر بعالم روحاني متماسك لا يشبه عالم البشر، ينتصر الناڤي في النهاية وتُطرد القوات البشرية، فيما يتحول جيك نهائياً إلى جسده الجديد كناڤي كامل.
وبهذا الجزء من الفيلم، لم ينجح جيمس كاميرون في تأسيس صراع فقط؛ بل إنه وضع قواعد عالم كامل من: لغة، طقوس، شبكته الروحية، ونظام بيئي يبني عليه الأحداث المُقبلة بالأجزاء المُختلفة للفيلم، وتلك الميزة جعلته علامة فارقة في السينما العالمية الحديثة.
ومع عرض الجزء الثاني Avatar: The Way of Water بعد مرور 13 عاماً، يعود جيمس كاميرون بأحداث مُختلفة جذرياً؛ حيث إن الجزء الثاني لا يبني الصراع فقط في أحداث الفيلم؛ بل يبني العائلة باعتبارها محور الملحمة السينمائية نفسها، ونرى ظهور أبناء جيك ونيتيري، وهم: "نتيام، لوآك، توك، وكيري المتبناة"؛ ليصبحوا جزءاً أساسياً من تطور الأحداث.
ومع عودة البشر لاستعمار "باندورا" من جديد، تُجبر العائلة على الهروب إلى قبيلة "الميتكايينا" البحرية؛ حيث تتغير البيئة والثقافة والممارسات الروحية. ومن هنا تبدأ رحلة اكتشاف جديدة لأسلوب الحياة القائم على الماء. وقد استغل المُخرج جيمس كاميرون هذا التحوُّل في الأحداث ليُقدّم أعظم ما أنجزه التصوير السينمائي تحت الماء، من خلال تصوير مُعقّد ومبتكر في آنٍ واحد. في هذا الموسم، على الرغم من الانتصارات الصغيرة، إلا أنه في النهاية، يخسر "جيك ونيتيري" ابنهما الأكبر "نتيام" وتتحول النهاية إلى جرح مفتوح يقود مباشرة إلى الجزء الثالث من الفيلم.
يُعَد الجزء الثالث من سلسلة أفلام أفاتار Avatar: Fire and Ash من أهم نقلات السلسلة حتى الآن؛ حيث إنه يكسر الصورة المثالية للناڤي التي عرفها الجمهور في الأجزاء السابقة من الفيلم، ويظهر شعب "الأش" الناڤي الذين يعيشون في بيئة بركانية قاسية، وحدّة أكبر، وقدرة قتالية عالية، بقيادة شخصية جديدة تُدعى "فارانغ".
أفاتار ورحلة مع الجوائز والإيرادات العالية على مدار سنوات
لم يتوقف نجاح الجزئين السابقين لسلسلة أفلام أفاتار عند تقديم صورة وأحداث مُبهرة، ولكن الفيلم حصد العديد من الجوائز وحقق إيرادات تاريخية أيضاً منذ عرضه للمرة الأولى عام 2009؛ حيث حقق الجزء الأول أعلى إيردات في التاريخ وصلت إلى 2.923 مليار دولار، كما حصد أيضاً 3 جوائز أوسكار في فئات "التصوير، تصميم الإنتاج، المؤثرات البصرية"، كما تم ترشيح الفيلم أيضاً لـ 6 جوائز أوسكار، من أبرزها جائزتا: أفضل فيلم، أفضل مخرج.
ومع عرض الجزء الثاني من الفيلم بعد مرور 13 عاماً؛ حيث تم عرض الجزء الثاني بعنوان: "Avatar: The Way of Water" عام 2022، كان مثل سابقه حيث حقق إيرادات وصلت إلى 2.320 مليار دولار، والتي جعلته ثالث فيلم يُحقق أعلى إيرادات في التاريخ. وعلى مستوى جوائز الأوسكار؛ فقد حصد جائزة واحدة وهي أوسكار أفضل مؤثرات بصرية، فيما نال الفيلم ثلاثة ترشيحات للأوسكار، وهي: "أفضل فيلم، تصميم إنتاج، صوت".
يُمكنكِ قراءة: كريستوفر نولان يجمع نجوم السينما العالمية بأحدث أفلامه الأوديسة
ويرى الكثير من النُقاد أن الجزء الثالث من سلسلة أفلام أفاتار لن يختلف كثيراً عن سابقيْه؛ حيث حقق الفيلم خلال الافتتاح الأول فقط، إيرادات وصلت إلى 345 مليون دولار. كما أنه من الواضح بشكلٍ كبير أنه سيُنافس على جوائز الأوسكار في فئات: المؤثرات البصرية والتقنية، أفضل مخرج، أفضل فيلم.
كيف رأى النقاد أفاتار بعد النجاح الجماهيري؟
وبالطبع حجم الإيرادات العالية الذي حققه فيلم أفاتار، يُعبّر عن نجاحه الجماهيري على مدار سنوات. ولكن النجاح لم يتوقف عند ذلك فقط؛ حيث أشاد النقاد بالفيلم منذ عرض جزئه الأول عام 2009، والذي قالوا عنه إنه ثورة بصرية وإنجاز تقني غير مسبوق؛ حيث وصفوه بأنه "تجربة غامرة" أعادت تعريف السينما ثلاثية الأبعاد "3D"، كما اعتبره الناقد السينمائي الأمريكي روجر إيبرت تقدُّماً تقنياً هائلاً يشبه تأثير فيلم "حرب النجوم".
ومع عرض الجزء الثاني، اتفق معظم النقاد على أن الجزء الثاني تفوّق تقنياً على الأول، وبشكلٍ خاص في تصوير البيئة المائية وحركات الشخصيات تحت الماء، فيما وصفه البعض بأنه "معجزة بصرية". وقال الناقد السينمائي البريطاني بيتر برادشو، إن الفيلم قدّم عمقاً عاطفياً أكبر، من خلال التركيز على ثيمة العائلة والروابط الأبوية.
ومع اختلاف الكثير من الآراء حول القصة التي ترتقي للمستوى البصري والإبهار التكنولوجي أم لا، إلا أن النقاد جميعاً قد اتفقوا على أن المخرج جيمس كاميرون هو "أستاذ المشهد البصري".
رسائل Avatar... بين البيئة والاستعمار والروحانية
- الدفاع عن الطبيعة: تتكرر الرسالة البيئية في كل جزء؛ علاقة الإنسان بالطبيعة ليست علاقة ملكية بل علاقة روحانية، وانتهاكها يعني تدمير الذات قبل تدمير الأرض.
- نقد الاستعمار الممنهج: البشر- أو على الأقل مشاريعهم العسكرية- يمثلون الطمع الصناعي. الناڤي يمثلون الانسجام الروحي والثقافي. وبينهما يقف جيك سولي كجسر يحاول ترميم الهوة.
- العائلة كمنظور للحرب: من الجزء الثاني فصاعدًا، تصبح العائلة نقطة الارتكاز. فالمعارك لم تعد صراعًا حضاريًا فقط، بل دفاعًا عن البيت والدم والذكريات.
المستقبل... ماذا ينتظر باندورا حتى 2031؟
وفق المخطط المعلن:
- Avatar 4 يصدر عام 2029
- Avatar 5 يصدر عام 2031
ومن المتوقع أن تتوسع السلسلة نحو مناطق جديدة تمامًا من باندورا، مع تقديم قبائل إضافية، وتهديدات أكبر من مجرد البشر. وأبرز ما أكده كاميرون سابقًا هو أن الجزء الخامس سيعود بالأحداث إلى الأرض نفسها، ما ينذر بتحول جذري في سردية الصراع.
لماذا تبقى Avatar السلسلة الأهم في القرن الـ21؟
Avatar ليست سلسلة أفلام فقط؛ إنها مشروع ثقافي وتقني وفني ممتد، وسيرة عالم كامل كتبها كاميرون ببطء، وصبر، وتفانٍ يجعلانها ملحمة لن تكتمل قبل 2031، لكنها ما تزال حتى الآن واحدة من أهم تجارب السينما المعاصرة، لأنها:
- غيّرت شكل الإنتاج السينمائي
- أعادت تعريف المؤثرات البصرية
- قدّمت عالمًا خياليًا ناضجًا ومنطقيًا ومترابطًا.
- جمعت بين الخيال العلمي والدراما العائلية.
- حافظت على نجاح تجاري مستمر عبر ثلاثة أجزاء متتالية.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».





