ممثِّلةٌ شابَّةٌ، أثبتت موهبتها الفنيَّة على الرغمِ من صغرِ سنها. في داخلها، تحملُ شغفاً فنياً، يزدادُ مع كلِّ تجربةٍ تخوضها. أدوارها الصعبةُ، صنعت منها شخصيَّةً قويَّةً وناضجةً تماماً كما في The Goat، والذي شكَّل نقطةَ تحوُّلٍ في مسيرتها بعالم التمثيل. الفنَّانة المصريَّة جيسيكا حسام الدين في حوارها مع «سيدتي»، تتحدَّثُ عن كواليس عملَيها الأخيرَين اللذين عُرضا في موسمِ دراما رمضان 2025، كما تكشفُ عن التحدِّيات التي واجهتها، وعلاقتها الخاصَّةِ بالخيل.
حوار: ميرنا عادل
تصوير: يحيى أحمد
جيسيكا حسام الدين

متى اكتشفتِ أنكِ تحبين الخيل؟
أحبُّ الخيلَ منذ صغري، لكنَّني اكتشفتُ أنني أرغبُ ركوبَها بعد انتهاءِ فيلم The Goat. بسببِ أجواءِ الصحراءِ في الفيلم، شعرتُ بأنني أريدُ التدرُّبَ على ركوبِ الخيل، خاصَّةً بعد عودتي من سيوة، إذ كنت مصمِّمةً على خوضِ هذه التجربة. مشاهدُ الفيلم، كانت صعبةً جداً، لذا كنت في حاجةٍ إلى شيءٍ، يساعدني في إخراجِ هذه الطاقة، وقد حاولت ذلك من خلال الرسمِ والرقص، إلى أن قرَّرتُ ركوبَ الخيل. عندما بدأتُ التدرُّب، أدركتُ أن الأمرَ ليس تمريناً، أو رياضةً فقط. إنه شيءٌ، جعلني أشعرُ بالحريَّة.
ما سرُّ صداقتكما القويَّة، أنت وبالو؟
الخيلُ وفي جداً، ويشعرُ بمَن حوله. عندما أقدِّمُ لـ «بالو» مشاعرَ صادقةً، يكون هناك تبادلٌ للمحبَّةِ والإخلاصِ بيننا.
بماذا تشعرين في كلِّ مرَّةٍ تكونين فيها معه خاصَّةً بالمسابقات؟
اكتشفتُ أننا نشعرُ ببعضنا كثيراً أثناء المسابقات. عندما أكون متوتِّرةً، يكون «بالو» كذلك، لكننا «نُطمِئن» بعضنا في نهايةِ الأمر. هنا أقولُ لنفسي: هذا ليس سباقاً رسمياً، بل وكأنَّنا نتمرَّنُ معاً. أتذكَّر في آخر بطولةٍ خضناها أنني بدأتُ السباقَ بالغناءِ لي ولـ «بالو» كيلا نشعرُ بالقلقِ، وحتى نقدِّم أداءً أفضل.
تأثير الفروسية
كيف أثَّر «بالو سانتو» في معرفتكِ وتجربتكِ بالحياة؟
علَّمني سرعةَ البديهة، وأنه عندما نسقطُ، يجبُ علينا أن ننهضَ مجدَّداً، كما علَّمني الإصرارَ، وعدمَ الاستسلام.
ما الصفاتُ التي اكتشفتِها في ذاتكِ عن طريقه؟
هناك صفةٌ، أحبُّها في الأشخاصِ، ووجدتها في «بالو»، وهي عزَّةُ النفس، فأنا كذلك. أيضاً، هو وفي جداً، خاصَّةً في التمارين والمسابقات. عندما أسقطُ، لا يتركني، بل يبقى إلى جانبي حتى أنهضَ من جديدٍ، عكس بعضِ الخيول التي قد تواصلُ الجري، وتتركُ فارسها.
تطور شخصية «أمينة»
مسلسلُ «كامل العدد» حقَّق نجاحاً كبيراً في موسمِ دراما رمضان، وأصبح حديثَ الجمهورِ، منذ الجزءِ الأول إلى الثالث، كيف تطوَّرت شخصيَّةُ «أمينة» في هذه الأجزاء؟
في الجزءِ الأوَّل، كانت «أمينة» تفتقدُ مشاعرَ الأبوَّةِ والحنان، ما جعلها عصبيَّةً ومندفعةً، تفعلُ ما تريدُ دون تفكيرٍ، ولا تهتمُّ إلا بنفسها. في الجزءِ الثالث، حصلت على الحبِّ والاهتمامِ اللذين افتقدتهما من والدها، وهذا جعلها أكثر نضجاً. من هنا، ظهرت شخصيَّتها الحقيقيَّة حيث أصبحت أكثر طيبةً ومحبَّةً لمَن حولها، خاصَّةً إخوتها.
كيف كان العملُ خلفَ الكواليسِ مع دينا الشربيني؟
الكواليسُ مع النجمةِ دينا الشربيني، كانت رائعةً. أنا أحبُّها على المستوى الشخصي، وتعلَّمتُ منها الصبر، كما أنها تنشرُ طاقةً إيجابيَّةً أثناء التصوير، وهذا جعلني في أجواءٍ مملوءةٍ بالحيويَّة والمرح، وأسهمَ في تقديمي الدورَ بأفضلِ أداءٍ.
تحدّيات «فرح»
ما التحدِّياتُ التي واجهتكِ في تجسيدِ شخصيَّة «فرح» في مسلسلِ «منتهي الصلاحيَّة»؟
«فرح» من أقربِ الشخصيَّاتِ إلى قلبي، لأنها تُشبهني في الحقيقةِ، في نضجِ التفكير، والقدرةِ على اتِّخاذِ القراراتِ الصحيحة، لذا كنت مطمئنةً وسعيدةً بتقديمها، لكنَّ التحدِّي كان في إيصالِ المشاعرِ المختلطةِ التي تمرُّ بها الشخصيَّة بشكلٍ واقعي ومؤثِّرٍ.
ماذا عن كواليسِ العملِ مع هبة مجدي، ومحمد فرَّاج؟
كانت التجربةُ ممتعةً. للفنَّانة هبة مجدي أسلوبٌ خاصٌّ في التمثيل، يجعلها تظهرُ طبيعيَّةً وحقيقيَّةً للغاية، وهذا يُشعِرُ الفنَّان الذي يعمل معها بالسلاسةِ، والراحة. أمَّا الفنَّان محمد فرَّاج، فيتميَّز بأسلوبِ تمثيلٍ عميقٍ، ويحرصُ على التحضيرِ لكلِّ مشهدٍ حتى في لغةِ الجسد، وقد تعلَّمتُ منه الكثير خلال التصوير.
يمكنك أيضًا الاطلاع على لقاء سابق مع الفنان حمزة دياب
"تعلمت من الخيل سرعة البديهة، الإصرار، وعدم الاستسلام وأنه عندما نسقط يجب علينا أن ننهضَ مجددا"
دوران مختلفان في موسم رمضان

قدَّمتِ دورَ «أمينة» في مسلسلِ «كامل العدد»، و«فرح» في «منتهي الصلاحيَّة» بالموسمِ الرمضاني الأخير، هل شعرتِ بتشابهٍ بينهما، وكيف تمكَّنتِ من تحقيقِ النقلةِ بين الشخصيَّتَين؟
شخصيَّةُ «أمينة» في مسلسلِ «كامل العدد» مختلفةٌ تماماً عن «فرح». «أمينة» تحبُّ الطبيعة، وتحتاجُ إلى مشاعرَ خاصَّةٍ، بينما «فرح» فتاةٌ ناضجةٌ فكرياً، وتعيشُ قصَّةَ حبٍّ. هذا الاختلافُ الكبيرُ بينهما، أبعدَ عني التشتُّت خلال التصوير. بمجرَّد أن أمسك النصَّ، وأبدأ التصويرَ، كنت أستطيعُ الفصلَ بين الشخصيَّتَين بسهولةٍ.
فيلم The Goat
كيف تصفين تجربتكِ في فيلمِ The Goat الذي يعدُّ من أقوى أعمالكِ، وأصعبها في مسيرتكِ الفنيَّة المبكِّرة؟
هذا الفيلمُ كان مملوءاً بالتحدِّياتِ، والتجاربِ الجديدة التي تعلَّمتُ منها الكثير. في البدايةِ، سافرتُ إلى واحةِ سيوة للتعرُّف إلى طبيعةِ الحياة هناك، وفهمِ التقاليدِ والعادات، وكيفيَّة التعاملِ مع أهلِ المنطقة. كنت أرغبُ في أن يشعرَ المُشاهِد وكأنَّني وُلِدتُ في الصحراء، وأن هذه البيئةَ جزءٌ مني.
تحدَّثتِ عن التحدِّياتِ في الفيلم، مثل ماذا؟
رحلةُ الفيلم، انطلقت عامَ 2019. في البدايةِ، لم أكن أفهم تماماً طبيعةَ الدورِ الذي يجبُ عليَّ تقديمه. حاولتُ تعلُّم مشاعرِ هذه الفتاة، خاصَّةً أنها تمرُّ بتجربةٍ، لم أخضها من قبل، وقد ساعدتني والدتي كثيراً، فالشخصيَّةُ لفتاةٍ صغيرةٍ، تعيشُ تجربةَ الولادة، وهو أمرٌ كان صعباً تقديمه بالنسبةِ لي في هذه المرحلةِ من عمري. كذلك، شكَّل التعاملُ مع العنزةِ تحدِّياً كبيراً في البداية، إذ كان من المستحيلِ أن أقتربَ منها، لكنْ مع الوقتِ، أصبحتُ أعتني بها، وأطعمها، وأتحدَّثُ معها، ما جعل الأمرَ سهلاً.
شخصيَّةُ «هادية»، تجمعُ بين براءةِ الطفولة، ومسؤوليَّة الأمومة، كيف تمكَّنتِ من تجسيدها؟
مشاهدُ «هادية» كانت صعبةً جداً. كنت أتخيَّلُ أن «جيسيكا» هي التي تعيشُ هذه اللحظات، وليست «هادية»، وهذا ساعدني في تقديمِ المَشاهِد بصدقٍ، خاصَّةً أنني كنت صغيرةً، ولم أكن أتصوَّر أن فتاةً في عمر الـ 12، يمكن أن تمرَّ بكلِّ هذه الأحداثِ القاسية.
هل كنتِ تتوقَّعين نجاحَ الفيلم؟
نعم، توقَّعتُ نجاحَ الفيلم، لكنَّني لم أتخيَّل أنه سيحصلُ على 17 جائزةً! هذا إنجازٌ كبيرٌ جداً بالنسبةِ لي، وشعرتُ بالفخرِ عند تحقيقه.
مزايا وتحديات التمثيل منذ الصغر
ما أمنياتكِ في الحياة؟
أتمنَّى أن أطوِّر نفسي أكثر سواء في التمثيلِ، أو الفروسيَّةِ، أو الرسمِ، أو الرقص.
هل ترين أن بدايتكِ المبكِّرة في التمثيل، أثَّرت في طفولتكِ وحياتكِ؟
بالتأكيد، هناك جانبٌ إيجابي، وآخر سلبي. الجانبُ الإيجابي أنني أصبحتُ أكثر نضجاً فكرياً، وأعيشُ حياةً مختلفةً ومتميِّزةً عن أصدقائي ممن هم في عمري. أمَّا الجانبُ السلبي، فهو أنني لا أجدُ دائماً الوقتَ لأفعلَ أشياءَ أحبُّها، أو أقضي وقتاً كافياً مع أصدقائي بسببِ الدراسة، والتمارين، والسفر.
ما الدورُ الذي تحلمين بتقديمه؟
أتمنَّى تقديمَ شخصيَّةِ فتاةٍ من حي شعبي مثل دورِ دنيا سمير غانم في فيلمِ «الفرح».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط