mena-gmtdmp

الممثل المصري الكندي مينا مسعود: المفتاح في الفشل 

مينا مسعود
مينا مسعود

بعد ستَّةِ أشهرٍ على كتابته أمنيةَ العامِ الجديد، يحتفلُ مينا مسعود بتحقُّقِ حلمه، وأمنيته التي كانت عالقةً في مرحلةِ المونتاج على مدى أكثر من عامَين برؤيةِ فيلمه المصري الأوَّلِ «في عزِّ الضهر» بصالاتِ السينما أخيراً. النجمُ الكندي المصري، الذي اشتُهِرَ ببطولةِ فيلمِ «علاء الدين» عامَ 2019، يعودُ لبلده الأمِّ لتطبيقِ ما تعلَّمه في مدارسِ السينما الأمريكيَّة هنا في الشرقِ الأوسط.

لكنْ، وعلى الرغمِ من الشهرةِ العالميَّةِ الواسعةِ التي يحظى بها إلا أن الأرضَ، لم تكن مفروشةً بالوردِ أمامَ مينا، ليُطلِقَ بطولته الأولى، إذ استغرقَ الأمرُ منه أربعةَ أعوامٍ من يومِ التصويرِ الأوَّلِ وحتى يومِ العرض، ليخرجَ فيلمه للنورِ أخيراً.

عن أوَّلِ تجربةٍ عربيَّةٍ، وأخبارِ الجزءِ الثاني من «علاء الدين»، وتفاصيلِ زفافه المرتقب، وكثيرٍ من تأمُّلاتِ النجاحِ والنموِّ، كان لنا هذا الحوارُ مع النجمِ العالمي مينا مسعود.

حوار:  ندى محسن 
تصوير: يحيى أحمد 

 

مينا مسعود

في البدايةِ، ما شعورُك وأنت على وشك مشاهدةِ فيلمِك العربي الأوَّلِ مع الجمهور؟

أشعرُ بحالةٍ من عدمِ التصديق، وكأنَّني أرفضُ أن «أتعشَّم» مرَّةً أخرى بعد هذه الأعوام. سعيدٌ بالطبع، لكن هناك حالةٌ من تأجيلِ الفرح، أو فقدانِ البهجة بسبب التأجيلِ المتكرِّر! نحن صوَّرنا الفيلمَ بشكلٍ متقطِّعٍ على مدارِ عامَين، ثم انتظرنا عامَين آخرين في مرحلةِ المونتاج، ولم نعرف ما الذي وقفَ في طريقِ طرحِ العملِ في الأسواق! شاهدتُ الفيلمَ في جميع مراحله، وكنت أعرفُ أن معنا قِصَّةً جيِّدةً، وعملاً متقناً، لذا كنت متلهفاً لعرضه.

شاهدنا كواليسَ عددٍ من مشاهِدِ «الأكشن»، وكيف قدَّمت عديداً من الخدعِ بنفسك، حدِّثنا عن تحضيراتِ هذه المشاهِد؟

في صغري، لم أكن أتابعُ إلا السينما المصريَّة. كبرتُ وأنا أشاهدُ أحمد السقا، يُقدِّم أدوارَ «الأكشن» بنفسه، لذا ظلَّ هذا الحلمُ يراودني بأن أتمكَّن في يومٍ من الأيَّامِ من اللحاقِ به في عالمِ «الأكشن» بمصر، خاصَّةً وأنا أتابعُ هذه الفجوةَ في الجيلِ الحالي حيث يغيبُ نجمُ «الأكشن» من جيلي عن السينما المصريَّة. بحثتُ عن بيتر ماكنزي، وهو مصمِّمُ الخدعِ والمعاركِ الخاصُّ بالسقا، وتعاونتُ معه. حاولنا إعادةَ أمجادِ مشاهِدِ «الأكشن» التي تربَّيتُ عليها، مع إضافةِ خبراتي التي تعلَّمتها في الخارج لصنعِ عملٍ مصري «أكشن ودراما»، يليقُ بنا.

عادةً ما يُواجه النجمُ العالمي صعوباتٍ في التحدُّثِ باللهجةِ المصريَّةِ الأمِّ لطولِ فترةِ الابتعادِ عن استعمالها، كيف تتعاملُ مع مثل هذه المصاعب؟

في البدايةِ، كنت أرفضُ عديداً من النصوصِ المصريَّةِ بسبب هذه المشكلة، وهو ما تمَّ تلافيه في فيلمِ «في عزِّ الضهر» الذي تتشابه قِصَّته مع قِصَّةِ حياتي. لقد تركتُ مصر في عمرِ عشرةِ أعوامٍ، وعدتُ إليها في الـ 30، وهذا ما جعلَ لهجتي المصريَّة الحقيقيَّة مبرَّرةً درامياً، وهو شجَّعني على قبولِ الدور. حالياً، أحاولُ الاستعانةَ بأصدقائي المصريين لإتقانِ اللهجة، إذ أحرصُ على التنزُّه معهم، والتحدُّثِ بالعربيَّةِ بشكلٍ حصري.

يمكنك أيضًا التعرف على الممثل المصري صدقي صخر

في لقاءاتِ «سيدتي» مع النجومِ العربِ أصحابِ قصصِ النجاح، وأعوامِ العملِ في الخارج، وجدنا أن مدارسَ التمثيلِ المختلفة، كانت أكثر تحدٍّ واجههم في العودةِ والعملِ ببلادهم، كيف وجدت هذه الاختلافات؟

الفنُّ، هو الفنُّ في كلِّ مكانٍ، لكنْ في مصر، نحن نُمثِّل بكلِّ أجسامنا وملامحنا، عكسَ الخارج، إذ يُعلِّمونك هناك الثبات، وأن يكون اعتمادُك في التمثيلِ على هدوءِ أعصابك. إن نفَّذت هذا في مصر، فلن يُصدِّقك المصريون، لأنك ستكون غريباً بالنسبةِ إلى طريقتهم الحقيقيَّةِ في الكلام!

أمَّا عن تفاصيلِ العمليَّةِ الإنتاجيَّةِ نفسها، فنحن في مصر أكثر مرونةً وقابليَّةً للتغيُّرِ والتكيُّفِ مع الظروف، بينما في الخارج، كلُّ شيءٍ يكون مُعداً مسبقاً في جداولَ دقيقةٍ باللحظةِ والثانية، وكلُّ الأماكنِ تمَّ التعاقدُ معها قبل التصوير. في مصر، تقابلُ عديداً من المفاجآت، وكثيراً ما تتغيَّر مواعيدُ ومواقعُ التصويرِ وفقاً لتلك المفاجآت!

ماذا عن الجزءِ الثاني من فيلمِ «علاء الدين». طال انتظارُ الجمهور، وشاهدنا عديداً من الإعلاناتِ المزيَّفةِ في الإنترنت؟

في الحقيقةِ، لست متأكِّداً إن كانت «ديزني»، تضعُ الجزءَ الثاني من الفيلمِ في خطَّتها من الأساس. في البدايةِ، كانوا يعملون على قِصَّةٍ، وكتبوا «السكريبت» بالفعل، لكنْ «ديزني»، رفضته بالكامل، ثم بدؤوا العملَ على «سكريبت» جديدٍ، لتختفي الأخبارُ بعدها تماماً، ولم نعد نعلمُ شيئاً عن الفيلم!

تُقدِّم حالياً بودكاست تحت عنوان Growth untold، تركِّزُ فيه على حقائقِ وخبايا التطوُّرِ والنضجِ الإنساني، لذا قل لنا حقيقةً عن النضج، ترى أنها يجبُ أن تشتهرَ أكثر؟

أعتقدُ أن نموَّك الحقيقي، يأتي من طريقةِ تعاملك مع الفشلِ بعد النجاح. الفشلُ في البدايةِ متوقَّعٌ جداً، لكنْ بعد النجاحِ الأوَّل، يشعرُ المرءُ وكأنَّه صار محصَّناً من الفشل، وهنا تأتي الصدمةُ، ستفشلُ مرَّةً أخرى بعد النجاحِ الكبير، وهذا شيءٌ مهمٌّ وصحِّي، لذا عليك أن تتقبَّل هذا الفشل، وأن تعرفَ أسبابه، لأنه سيُحدِّد الكثير من خطواتك في المستقبل.

ما رأيك بالتعرف على الممثلة المصرية وعاشقة الفروسية جيسيكا حسام الدين

ترتيبات الزفاف المرتقب

تستعدُّ لزفافك قريباً، حدِّثنا عن ترتيباتِ الحفل؟

صعبةٌ، صعبةٌ جداً. شاهدتُ عديداً من المُقبِلين على الزواج، يتحدَّثون عن صعوبةِ هذه المرحلة، لكنني لم أتخيَّل ما أمرُّ به الآن! التفاصيلُ لا تنتهي، ومعها القراراتُ، والاختياراتُ! تعبنا كثيراً للاستقرارِ على زمانٍ ومكانٍ مناسبَين للعائلتَين.

علمنا أن الزفافَ، سيكون في إيطاليا، ونظراً لأن العروس، هي الممثِّلةُ الهنديَّةُ إيميلي شاه، كيف سيتمُّ التنسيقُ بين الثقافتَين العريقتَين في الزفاف؟

اخترنا أن يكون الزفافُ مزيجاً من الثقافتَين الهنديَّةِ والمصريَّة. سنقيمُ زفافاً هندياً في البداية، ثم زفَّةً مصريَّةً بعده بحيث يتمُّ تمثيلُ كلتا الثقافتَين، أمَّا الطعامُ، فسيكون إيطالياً، لكونه طعاماً محايداً، ويحبُّه الجميع، كما أنه قريبٌ جداً للمطبخِ المصري.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط