على مدار السنوات الماضية استطاع المؤلف نادر صلاح الدين أن يكون صاحب فكر ورؤية فنية مختلفة؛ فهو دائماً باحث عن كل ما هو جديد ومختلف في عالم الفن، وتُعتبر "أوبرا سندباد"هي أحدث أعماله الفنية التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً ولافتاً في أثناء عرضها في عمان، واستثماراً للنجاح الكبير الذي حققه هذا العمل سيتم وضع خطة لعرضها عالمياً.
وفي هذا الصدد، أجرت "سيدتي" حواراً مع نادر صلاح الدين للكشف عن تفاصيل "أوبرا سندباد"، خاصةً أن العرض اعتمد بشكلٍ أساسي على شخصية السندباد المفعمة بالخيال وحب المغامرة والشجاعة، وخلال العرض في عمان يومي 3و 5 أكتوبر الجاري حقق العمل نجاحاً كبيراً جعله مرشحاً للعرض في بودابيست في إبريل القادم، خاصة أن موسيقى العمل التي قدمها هشام جبر كان لها سحر خاص وتأثير كبير في أجواء العمل.
الكشف عن كواليس أوبرا سندباد للمؤلف نادر صلاح الدين
خلال مشوارك الفني كنت دائماً سباقاً وصاحب فكر مختلف عن الموجودين في الساحة؟
في الحقيقة أنا تركيبة مختلفة، ولا أحب الاستمرار على نمط واحد في الكتابة، وذلك لأن كل مشروع جديد بالنسبة لي عبارة تجربة فنية مختلفة تفتح الباب لتجربة جديدة بعدها. فمثلاً في عام 2009 قدمت براسكا وهي أول مسرحية ميوزيكال عربية، وكان هدفي من هذا العمل ألا أكون في الصدارة أو أحصل على سبق فني، لكني أهتم بالتفكير في الخطوات التالية.
أوبرا سندباد حققت نجاحاً كبيراً وصدًى واسعاً خلال الأيام الماضية.. كيف كانت بداية هذا المشروع؟
البداية ترجع لعام 2013 عندما تمت دعوتي لتقديم عرض على دار أوبرا عمان، وكنت وقتها العمل الفني الوحيد الذي يمثل مصر في احتفاليه الأوبرا الثانوية، ووقتها لاقى العرض استحساناً كبيراً من كل الحضور، وقدمت لأحد المسئولين في الأوبرا ورقتين بهما فكرة أوبرا سندباد.
لم تكن الأوبرا وقتها جهه إنتاجية، لكن مؤخراً عندما قرروا الاتجاه لإنتاج أعمال فنيه كانت أوبرا السندباد مرشحة بقوة، وذلك لأنها معروفه تاريخياً بأن السندباد كان عمانياً، وذلك لأن عمان كانت محط العديد من الرحلات البحرية.
ما تفاصيل أوبرا سندباد؟
الجهة المنتجة طالبت أن يكون العمل بالكامل باللغة العربية الفصحي، وعلى الرغم من صعوبة هذه الخطوة لكنها أضافت قيمة كبيرة للعمل.
وشاركت في الإنتاج المجر، فكان الإخراج والملابس والبالية من المجر، لكن الكورال وبعض المغنين كانوا مصريين، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية التي قام بتأليفها هشام جبر.
وتم تقديم العرض مرتين في عمان خلال الأيام الأولى من أكتوبر الجاري، وفي إبريل القادم سيتم العرض في بودابيست، وجارٍ وضع خطه للعرض في مختلف دول العالم.
بمتابعة مشوارك الفني كنت دائماً سبَّاقاً بأفكار مختلفة غير موجودة على أرض الواقع؛ فهل تعتبر هذه الخطوة جرأة منك؟
فكرة السبق أنظر لها بشكلٍ مختلف؛ فعندما أفكر أجد نفسي دائماً أتجه إلى المنطقة الخافته البعيدة، وأقرر الدخول فيها، لأنه عند خروج العمل للنور إذا حقق نجاحاً جماهيرياً؛ فسأستمتع بنجاح غير مسبوق في منطقة لم يدخلها أي شخص غيري، بالإضافة إلى أنها ستمثل جرأة للمتفرج الذي اعتاد دائماً مشاهدة الأنماط الفنيةنفسها، لكنه عندما يشاهد هذا العمل ستحدث له دهشة خلال متابعة الأحداث، ووقتها سيتابع بانتباه شديد ويخوض تجربة فنية مختلفة.
فيلم زهايمر والتعاون مع عادل إمام
كيف كان تعاونك مع عادل إمام؟
التعاون مع عادل إمام خطوة مميزة ولها خصوصية خاصة، وكنت سأعتذر عن التعاون معه؛ لأنه في اللقاء الأول الذي جمعنا طلب مني فكرة عمل فني يقدمه، وكنت وقتها لا أحمل سوى أفكار تناسب الجيل الأصغر مثل هنيدي ومحمد سعد، لكنه أعطاني فرصه أسبوع لتحضير فكرة تناسبه.
بعد تفكير عدة أيام لم أستطع الوصول لفكرة مناسبة؛ فتواصلت مع المخرج عمرو عرفة وأخبرته بأنني أنوى الاعتذار، فطلب منى الانتظار حتى الموعد المحدد، وبشكل مفاجئ سرحت لعدة دقائق وتكون في ذهني النصف الأول من فيلم "زهايمر". وبعد كتابته وعرضه على الزعيم سألني عن باقي الفيلم وطلب مني استكماله من الفور.
أخبرنا عن موقف لا تنساه من كواليس هذا العمل؟
كنت دائماً في لوكيشن التصوير، وفي يوم استيقظت على تليفونات متكررة من صناع العمل والفنان عادل إمام يطلبون حضوري للوكيشن من الفور، وعندما وصلت وجدت الزعيم يريد حذف بعض الجمل غير المؤثرة في بداية المشهد.
وعندما أخبرته أنه كان من الممكن حذفها دون الرجوع لي بالتنسيق مع مخرج العمل، رفض وأكد أنه المسئول الأول عن النص ولا يحق له اتخاذ هذا القرار دون موافقتي.
اقرئي أيضاً: ممثل يُبرئ عادل إمام من واقعة طرد رضا حامد بمسرحية بودي جارد فماذا حدث؟
تجربة مسرح مصر والسر وراء عدم استمراريته
مسرح مصر كان من التجارب الفنية المميزة خلال السنوات الأخيرة، أخبرنا عن تفاصيلها.
تجربة مسرح مصر كانت مختلفة تماماً، ولها قواعد وضعها كل القائمين عليها من اليوم الأول وكانت سر النجاح والاستمرار. وأكد نادر صلاح الدين أنه في بداية العمل من الصعب الاعتماد على مدرسة الارتجال، لأنه في المنهج الأكاديمي يعتمد الارتجال على جلسات بين صناع العمل لا تقل مدتها عن شهر لطرح أفكار مختلفة ثم البدء في العمل عليها وكتابتها أكثر من مرة للوصول للنسخة النهائية.
لكن في حالة مسرح مصر كان العرض أسبوعياً، وكان الوقت لا يسمح بهذه الطريقة من الكتابة؛ فكان الحل الأمثل هو أن أقدم للشباب نصاً مكتوباً مع ترك مساحة للارتجال بين أبطال العرض.
لماذا لم تستمر تجربة مسرح مصر على الرغم من النجاح الكبير؟
مسرح مصر من أكثر التجارب التي لمست نجاحها الجماهيري الكبير وكنت فخوراً بها، ومن أبرز أسباب نجاحها هي الكيمياء بين أبطال العرض، وارتباط الجمهور بهم كعائلة، والدليل على ذلك أنه عندما خرج أبطالها منفردين في الأعمال الفنية لم يحققوا نجاحاً كبيراً.
لكن هذه التجربة لم تستمر لعدة أسباب من بينها أن الشباب أبطال العرض أصبحوا نجوماً وأجورهم الفنية كانت في زيادة مستمرة كل موسم؛ فكان من الصعب الاستمرار من الناحية الانتاجية. أما من الناحية الفنية؛ فمن الصعب على الممثل أن يكون لديه القدرة على العطاء والاستمرار في هذه النوعية من العروض، خاصةً أن مسرح مصر استمر سنوات طويلة وكان قائماً على الارتجال بنسبة كبيرة.
قد يعجبك: محمد سعد يحتفل بنجاح فيلمه الدشاش بهذه الطريقة!
تجاربك الفنية مع محمد سعد مميزة وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً.. ما السر في ذلك؟
التعاون مع محمد سعد له طابع خاص؛ فهو دائماً بحاجة لصناع يستطيعون إخراج إمكانيته الفنية، خاصةً أن الكوميديا التي يعتمدها في أعماله الفنية الكوميديا الحركية، من حيث طريقة المشي والكلام، وهو ما يُعرف في منهج الكوميديا باسم "الفرس"، واعتمد على هذا النوع من الأداء الكوميدي الكثير من النجوم العالميين مثل جيم كاري.
وتُعتبر المشكلة الأساسية في هذا المنهج أن عمره قصير؛ لأن الممثل يكون وقتها كتاباً مفتوحاً للجمهور ويستطيع وقتها التنبؤ بحركاته وتصرفاته وحتى طريقة كلامه، ويُعتبر هذا المنهج مختلفاً تماماً عن المنهج الفني الذي يتبعه على سبيل المثال الفنان أحمد حلمي الذي يفضل الكوميديا الهادئة الراقية التي تعتمد على الإفيه بطريقة سلسلة وبسيطة.
يمكنك متابعة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يعلن أسماء المكرمين في دورته الـ 32
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».