كشفت الفنانة القديرة فردوس عبد الحميد أن دخولها عالم التمثيل لم يكن مخططًا له على الإطلاق، بل جاء بمحض الصدفة، حين لفت نظرها إعلان في جريدة عن قبول دفعة جديدة من الفتيات في المعهد العالي للفنون المسرحية، لتبدأ من هناك رحلتها التي غيّرت حياتها بالكامل. وأوضحت أنها نشأت في أسرة محافظة تضم ثلاث فتيات وكانت شديدة الخجل والانطواء، حتى إنها لم تشارك يومًا في أي نشاط تمثيلي مدرسي، ولم تفكر قط في أن تصبح ممثلة. ومع ذلك، دفعها فضول اللحظة إلى خوض التجربة، فساندها والدها واصطحبتها والدتها إلى المعهد، حيث التقت الدكتور فوزي فهمي الذي شجعها رغم عدم استعدادها، لتبدأ أولى خطواتها نحو الفن. كما تحدثت عن صوتها القوي الذي لفت انتباه أساتذتها ودفعهم لترشيحها للكونسرفتوار، قبل أن يتصل بها الموسيقار محمد عبدالوهاب بعد أن استمع لغنائها في مسلسل ليلة القبض على فاطمة، وهي المكالمة التي لم تصدقها في البداية. وأكدت أن الخجل الذي لازمها في طفولتها كان وقودها الأول لتحدي نفسها وتحقيق النجاح، وأن الفن غيّر حياتها وجعلها أكثر ثقة وقدرة على التعبير عن ذاتها.
وقالت فردوس عبد الحميد خلال لقائها مع الإعلامي محمود السعيد في برنامج «ستوديو إكسترا» عبر قناة «إكسترا نيوز»: "طول عمري كنت خجولة جدًا، ومفيش مرة شاركت في نشاط تمثيلي في المدرسة، ولا حتى فكرت أبقى ممثلة".
وأوضحت النجمة الكبيرة أنها نشأت داخل أسرة محافظة تضم ثلاث فتيات، وكانت بطبيعتها تميل إلى الهدوء والانطواء، ولم يكن في حياتها ما يوحي بأنها ستصبح يومًا من أبرز نجمات الدراما المصرية.
لحظة فاصلة في حياة فتاة خجولة: «الإعلان ده كان بالنسبالي دقات القدر»
تروي فردوس عبد الحميد أن حياتها تغيرت بالكامل ذات يوم حين كانت تقرأ إحدى الصحف، ولفت انتباهها إعلان عن قبول دفعة جديدة من الفتيات بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بعد أن تبيّن أن الدفعة السابقة لم تضم عددًا كافيًا من الطالبات المتميزات.
وتصف تلك اللحظة بقولها: "الإعلان ده كان بالنسبالي دقات القدر.. فجأة حسّيت إن دي فرصتي، رغم إني عمري ما فكرت في التمثيل قبل كده".
ومن هنا، بدأت أولى خطواتها نحو عالم لم تكن تخطط له، مدفوعة بشغف جديد وتجربة غامضة دفعتها لاكتشاف قدراتها.
دعم الأب وموقف القدر: بداية الطريق إلى المعهد العالي للفنون المسرحية
تتابع الفنانة الكبيرة روايتها لتلك اللحظة الفاصلة قائلة إنها أخبرت والدها برغبتها في التقديم، ففوجئ بالأمر لكنه لم يُرد أن يُحبطها، بل وافق على أن تذهب بصحبة والدتها إلى المعهد لتقديم أوراقها.
وأضافت: "لما وصلت للمعهد، قابلت الدكتور فوزي فهمي – اللي أصبح بعد كده رئيس الأكاديمية – شاف عليّ الحيرة وسألني: جاية ليه؟ قلت له جاية أقدم كممثلة. فسألني: محضّرة مشهد؟ قلت له لأ. ضحك وقال لي: قدّمي برضه".
تلك الجملة كانت بمثابة البوابة الأولى لانطلاقها نحو الفن، كما تقول، لتتحول من فتاة خجولة لا تجرؤ على المشاركة في نشاط مدرسي إلى طالبة في واحد من أهم المعاهد الفنية في مصر.
من الخجل إلى الأضواء: «الخجل كان وقودي الأول لتحدي نفسي»
واختتمت فردوس عبد الحميد حديثها عن بدايتها مؤكدة أن الخجل لم يمنعها من اقتناص الفرصة، بل كان وقودها الأول لتحدي ذاتها ودخول عالم التمثيل: "كانت اللحظة دي البوابة الحقيقية لانطلاقي نحو الفن، الخجل كان هو الدافع إني أثبت لنفسي إني أقدر أعمل حاجة مختلفة".
صوت قوي يلفت الأسماع: «محمد عبدالوهاب كلّمني ومصدقتش إنه هو!»
ولم تقتصر مسيرة فردوس عبد الحميد على التمثيل فقط، إذ كشفت خلال اللقاء أنها تمتلك صوتًا قويًا ساعدها في أعمالها الفنية، بل جذب انتباه كبار الموسيقيين في مصر وعلى رأسهم الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب.
وقالت فردوس عبد الحميد في حديثها مع الإعلامي محمود السعيد: «انا مرفضتش الغناء لكني كنت عايزة أمثل، أستاذ المادة دي لاحظ إن صوتي قوي وعريض وعرض عليا دخول الكونسرفاتوار لكني مكنتش عايزة أكون مغنية».
وأضافت: «قدمت بالفعل في الكونسرفتوار واستفدت من الغناء بشكل كبير في التمثيل، والتدريبات الصوتية تسهم في زيادة النفس وساعدتني في التمثيل».
وتابعت: «أنا غنيت أغاني كثيرة في ليلة القبض على فاطمة، وفي يوم لقيت مكالمة هاتفية من الموسيقار محمد عبدالوهاب وطلب لقائي».
تروي فردوس عبد الحميد تفاصيل تلك الواقعة الطريفة قائلة: «لقيت في يوم محمد عبدالوهاب بيكلمني أيام التليفون الأرضي، قالي أنا محمد عبدالوهاب قولتله بس سخافة وقفلت التليفون، بعدها اتصل تاني ومكنتش مصدقة أنه بيكلمني أنا».
وتضيف بابتسامة: «قالي أنا سمعتك في مسلسل وعجبني الأغاني اللي غنتيها، وعايز أقابلك وهاتيلي شريط بالأغاني دي، وجهزت الشريط وروحتله، وقالي إنه بيفكر يعملي أغاني، وكمان الملحن كمال الطويل كان بيفكر يعملي أغاني لكني كملت في التمثيل».
تكريم فردوس عبد الحميد بـ مهرجان الإسكندرية السينمائي
في سياق آخر، كُرّمت الفنانة فردوس عبد الحميد ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ41، برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة، والتي أُقيمت في الفترة من 2 إلى 6 أكتوبر الجاري.
وجاء هذا التكريم كنوعٍ من التقدير لمسيرتها الفنية الثريّة والمتميزة، التي امتدت لعقود من الإبداع والعطاء في المسرح والسينما والتليفزيون، كواحدة من أهم روّاد الفن المصري والعربي.
مشوار فردوس عبد الحميد
- بدأت فردوس عبد الحميد مسيرتها الفنية بعد حصولها على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وانطلقت من خشبة المسرح القومي في عدد من المسرحيات، ثم قدّمها المخرج كمال الشيخ لشاشة السينما لأول مرة من خلال فيلم "على مَن نطلق الرصاص" في منتصف السبعينيات.
- انطلقت فردوس عبد الحميد وقدّمت العديد من الأعمال المميزة في الدراما، وحققت شهرة كبيرة، لعل أبرزها: ميزو، صيام صيام، أبنائي الأعزاء شكراً، أنا وأنت وبابا في المشمش، عصفور الجنة، ليالي الحلمية، وغيرها.
- أما في السينما؛ فقدّمت أعمالاً بارزة، منها: "الطوق والأسورة"، "الحريف"، "في مهب الريح"، "طالع النخل"، "ناصر 56"، وغيرها من الأعمال المميزة في تاريخ السينما المصرية.
- يُشار إلى أن فردوس عبد الحميد حصلت خلال مشوارها على العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها: قلادة العنقاء الذهبية الدولية ضمن مهرجان العنقاء الدولي، وتكريم جوائز الأفضل عربياً للدراما، بالإضافة إلى تكريم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
قد يعجبكِ يوسف شاهين: حدوتة مصرية لا تنتهي
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».





