mena-gmtdmp

إنه يحكي عنا.. حكاية فيلم تسجيلي عن السيناريست أحمد عبد الله بتوقيع ابنه

السيناريست أحمد عبد الله وابنه علي - الصورة من حساب الأخير على فيسبوك
السيناريست أحمد عبد الله وابنه علي - الصورة من حساب الأخير على فيسبوك
قبل نحو أربعة أعوام، كان السيناريست أحمد عبد الله، أمام تجربة فنية جديدة، كان هو البطل فيها للمرة الأولى، رغم وقوفه طوال حياته الفنية في صفوف "الجنود المجهولين"، وندرة ظهوره عبر وسائل الإعلام والصحافة، إذ كان يميل إلى الانشغال بأعماله والتعايش مع أفكاره، دون صخب أو ضجيج وبعيدًا عن الأضواء، ليخرج هذه المرة عن قناعته ويُصبح بطلًا لفيلمٍ تسجيلي بعنوان "إنه يحكي عنّا"، فالمختلف في تلك التجربة، أنّ ابنه البكر هو من يتولى تنفيذ هذا المشروع برمته.

"أنّ يحكي عنا" فيلم تسجيلي عن أحمد عبد الله

المخرج والمصور السينمائي الشاب علي أحمد عبد الله، قرر قبل نحو 4 أعوام، وقت العمل على مشروع تخرجه بالسنة النهائية له بالجامعة، أنّ يكون والده هو بطل الفكرة، وأنّ يُقدم فيلمًا تسجيليًا يروي سيرته ومسيرته، باعتباره واحدًا من أبرز الكُتّاب في الألفية الجديدة، خاصة وأنّ أعماله السينمائية والتلفزيونية توثق محطات مهمة من وجدان المواطن المصري البسيط، وبمثابة مرآة عن واقعٍ أليم، ويحكي عن الناس بلسانهم، لذا اختير "إنه يحكي عنّا" اسمًا لذلك الفيلم.

تأثير نشأة أحمد عبد الله في "بين السرايات"

يبدأ الفيلم الذي تتجاوز مدته عشر دقائق بثوانٍ معدودة، بصوت الفنان صلاح عبد الله الدافئ، ليتحدث عن رحلة صديقه، حيث يُشير إلى أنّ أحمد عبد الله كان مهومًا بالناس وقضاياهم، وربما ذلك بسبب نشأته في "بين السرايات" تلك المنطقة الشعبية البسيطة، إذ عاش وسط البسطاء لسنواتٍ طوال، ليُترجم هذه البيئة بكل عوالمها وتفاصيلها وشخوصها إلى تجارب فنية واقعية في كلّ أعماله سواء في السينما أو التلفزيون، منذ رحلته التي انطلقت مع بداية الألفية الجديدة.

موهبة فنية مختلفة منذ الطفولة

الفيلم استعرض شهادات بعض أهالي المنطقة وجيرانه، للحديث عن ذلك الطفل الموهوب، الذي كان يتتبع حلمه منذ نعومة أظافره، وكان مختلفًا واستثنائيًا عن أبناء جيله من "بين السرايات"، حيث مارس موهبته من داخل مدرسة الناصر الابتدائية، وكان يكتب عروضًا مسرحية ويتولى إخراجها أيضًا.
ظهور أحمد عبد الله، وسط جيرانه البسطاء رغم ما حققه من شهرة ونجومية لاحقًا، ليس غريبًا عليه، إذ كان يعتبر نفسه دائمًا وأبدًا جزءًا أصيلًا من تلك المنطقة، لم ينفصل عنها رغم خروجه منها بعد ذلك بطبيعة الحال، ولم يضع حاجزًا بينهم، خاصة وأنّهم جزء من ذكريات طفولته أيضًا.

الانطلاقة الأولى لرحلة السيناريست أحمد عبد الله

رحلته مع عالم الفن، أخذت مسارًا مُحددًا مع بداية دخوله كلية الحقوق بجامعة القاهرة، حيث شهد مسرح الكلية انطلاقته الأولى، وكان من أبناء جيله خالد صالح، خالد الصاوي، طارق عبد العزيز، محمد سعد، محمد هنيدي، المخرج خالد الحجر وغيرهم.

أغنية أحمد عبد الله مع ذكرى

موهبة أحمد عبد الله، لم تقف عن حدود الكتابة فحسب، بل كان شاعرًا موهوبًا وصدر له ديوانًا شعريًا، وتعاون مع بعض المطربين، لعل أبرزهم الراحلة ذكرى، حيث كتب لها أغنية "عارف"، ألحان ممدوح الجبال، وتوزيع أشرف محروس.

سبب ابتعاد أحمد عبد الله عن الأفلام الكوميدية

رغم الواقع الأليم الذي كان يُسيطر على أفلام أحمد عبد الله على مدار العِقدين الماضيين، إلا أنّ بداية رحلته الفنية كانت مع الكوميديا، مثل "عبود على الحدود"، و"الناظر"، و"اللمبي"، و"فول الصين العظيم"، و"غبي منه فيه" وغيرها، إلا أنه كان يواجه معاناة نفسية بداخله لم يبح بها لكل من حوله وقتها، ولم يهتم بحالة النجاح الساحق التي حققتها تلك الأعمال، وكانت انطلاقة حقيقية لأبطال هذه الأفلام.
يقول أحمد عبد الله: "رغم هذا النجاح، لكن كانت هناك أزمة نفسية، لأنني لم أحصل على جائزة واحدة، ولم يكتب عنّي ناقد فني بشكلٍ إيجابي، لذا قررت الدخول إلى عالم الأفلام التراجيدي والاجتماعي، وأنّ أغيّر جلدي تمامًا، والمنتج أحمد السبكي كان الداعم الأكبر في تلك المرحلة، وقدّمنا وقتها فيلم (كباريه) وحقق نجاحًا ضخمًا، وتوالت الأعمال بعد ذلك، مثل (الفرح) و(ساعة ونص) وغيرها".
مع بداية انتقال أحمد عبد الله إلى هذه النوعية من الأفلام، توالت النجاحات وتوالت الجوائز أيضًا، إذ حصل على جائزة أفضل سيناريو من مهرجان جمعية الفيلم السنوي في دورته الـ35 عام 2009، وبعدها جائزة أفضل سيناريست عن فيلم الفرح من مهرجان المركز الكاثوليكي، ثم جائزة أفضل سيناريو عن فيلم "ساعة ونص" عام 2012 من مهرجان جمعية الفيلم، وغيرها من الجوائز، قائلًا: "أدركت أن وجهة نظري كانت صحيحة".

زوجته.. شريكة نجاح

زوجته السيدة "سحر أنور" كان يعتبرها "شريكة نجاح" وكانت سببًا مهمًا في نجاح أعماله الفنية، حيث كانت تسعى دومًا أنّ تُهيئ له الأجواء داخل المنزل حين يشرع في كتابة مشروع جديد، وتوفر له الهدوء، حيث تُسيطر على أبنائهم الأربعة، مما تُساعده على الإبداع وتُبعده عن أي ضغوط نفسية ومادية، كما أنها كانت بمثابة مقياس لنجاح "إفيهات" أفلامه، حيث كان يقيس مدى نجاح الإفيه من عدمه، بمعرفة رد فعلها، وإنّ كانت ستتفاعل معه بشكلٍ إيجابي أو سلبي.

ماذا قال وحيد حامد وأحمد السبكي؟

الكاتب الراحل وحيد حامد، كتب عنه قبل شهورٍ قليلة من وفاته، "إنه يحكي عنّا، وينقل لنا الحوار من أفواه شخصياته، ويُعتبر من أبرع الحكائين بل أقربهم إلى عامة الشعب، ويعبر عن البسطاء من الناس، وعن بسطاء الشعب المصري".
أما المنتج أحمد السبكي، كان يرى أحمد عبد الله امتدادًا للأديب الراحل نجيب محفوظ، قائلًا: "هو بيكتب عن الشارع والواقع بتاعنا، كل أفلامه فيها رسالة تمس الناس.. ولو في مرة جاب لي ورق فاضي هعمله".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».