mena-gmtdmp

أنا وست الحبايب

أنا وست الحبايب


سيدتي أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما، مشكلتي يا سيدتي هي مع أمي، التي دائما تهاجمني، وتُسمعني ما هو قبيح من القول في كل الأوقات أمام إخوتي الأولاد والبنات وأمام أبي،

جميعهم يقفون بجانبها؛ لكنها لا تسمعهم بعضًا من كلامها الجارح.  ذنبي عندها هو أنني أحببت في أحد الأيام شخصًا حين كنت في سن المراهقة وأنا في السادسة عشرة، حيث تعرفت عليه وأحببته وأحبني كثيرًا، ولكن بما أنني أدري أن أمي لن تتقبل هذه الأمور، فكانت العلاقة سرًّا من دون علم أحد إخوتي، وحتى أمي؛ لأن إخوتي كانوا دائما «يوسوسون» في رأس أمي لخلق المشاكل، لم تكن بيني وبين إخوتي علاقة متينة، وكنت دائمة الغيرة من كل أخت وأختها تتبادلان أسرارهما فيما بينهما،

لقد مرت الأيام لأصبح في العشرين من عمري، ومازلت على علاقة بالشاب الذي منحني ما افتقدته مع أهلي.

 هذا الشاب تقدم لخطبتي قبل سنه ، ولكن أهلي رفضوه من دون أن يستمعوا لوجهة نظري، لم ألق إلا الصراخ والتوبيخ؛ لا أنكر أنني حاربت أهلي قليلا، لعلهم يوافقون على زواجي بالرجل الذي أحببته 4 سنوات، لكن الأمر محال، ومنذ أن تقدم لخطبتي وأمي دائما تعايرني أمام إخوتي وأبي بأنني أحببت وتقول لي، أنت فاسقة من دون إخوتك، أنت ذهبت لتحبي هذا الشخص، لماذا لم تحبي أحدًا صاحب أموال ونقود، وغيره من الكلام، وكانت كلما قلت لها: لا أريد الزواج حاليا، بدأت القول إنني فعلت الفاحشة مع من أحببت، لقد اتهمتني بما لم أفعله، والله يعلم، وإلى يومي هذا تعاملني وكأني خادمة في المنزل، إن ضحكت اتهمتني بأنني رجعت له أو أنني في حب جديد، وإن بكيت اتهمتني بأنني أبكي عليه، وإن رن هاتفي الجوال تسألني من يهاتفني، وإن كانت صديقة سألتني: ولماذا تكلمك صديقتك؟ لقد وضعتني في مواقف محرجة أمام كثير من صديقاتي، ورغم أني فعلت أشياء كثيرة؛ لكي يكرهني من أحب ويبتعد عني؛ لأن أمي ليست موافقة عليه ولم أعد أكلمه، ورغم أن تضحيتي مازالت، إلا أنها لا تحبني، ودائما تقول لي: كنت أتمنى أن تكوني ميتة منذ أن ولدتك، لقد أصبحت أبحث عن أي شاب لأتزوجه، وأخرج من المنزل ساعديني أرجوكِ، أصبحت حزينة، أشعر بأنه ليس لي أحد في هذه الدنيا.

 

المعذبة جيلان

 

 

 

عزيزتي هل أنهيت دراستك؟ أنت في أمس الاحتياج لإنجاز شخصي يشعرك بقيمة مستقلة عن وضعك الأسري الحالي، الإنجاز هو الحل وليس البحث عن عريس غني على النت.

من دواعي الأسف أن تكون والدتك من نوع الأمهات الخائفات من اللائمين إذا شذت إحدى بناتها عن القاعدة، فالبنت منسوبة لأمها في المجتمعات المحافظة، وأنا لا أنكر قوة المشاعر، وأنت في السادسة عشرة، ولكن رغم حبك للشاب يجب أن تعترفي بأنك في تلك المرحلة لم تمتلكي الأدوات التي تؤهلك لحسن اختيار الشريك، والحمد لله أنك تعقلت في العلاقة، ولم تتنازلي عن عفافك، والحمد لله أن الشاب تقدم لخطبتك مما يثبت أنه كان حسن النوايا.

إذا كانت العلاقات داخل الأسرة متوترة أنصحك بالبحث عن صديقات في مثل عمرك للمشاركة في الاهتمامات والهوايات والمذاكرة، ولا تتصوري أن أمهات الصديقات لا يضربن حصارًا حول البنات من مراقبة وتعنيف وخلافه، تلك هي الجوانب السلبية من ثقافتنا الاجتماعية في الوقت الحالي، كلما اشتد ضيقك تذكري أن المستقبل آتٍ، وأن الحياة بحلوها في انتظارك لو صبرت، وتعاملت مع الموقف بعقلانية وهدوء، إذا عنفتك أمك فلا تردي ولا تنفعلي، اتركي الغرفة إلى أخرى إلى أن تهدأ واستغفري لها، وأكثري من الدعاء والتقرب من الله حتى يفرج همك.

 

كيف أنتقم

سيدتي أنا سيدة في نهاية الأربعينيات من عمري، تزوجت وأنا في السابعة عشرة زواجًا تقليديًّا، وأنجبت خمسة أولاد وبنات، منذ الأيام الأولى في الزواج عاملني زوجي بقسوة شديدة، لم يكن يفوت فرصة لانتقادي وتعنيفي والإقلال من شأني؛ حتى فقدت الثقة بالنفس تماما،  وكثيرا ما أهانني وعايرني بأنه صاحب المال وصاحب النفوذ، وبأنني لا أزيد عنده على أي مستخدم، وجاء الأولاد واحدًا تلو الآخر، وأنا أدعو أن يصلح الله حاله، ولأني أخاف ربي لم أسمح لفكرة الطلاق بأن تسيطر عليَّ، وكنت إذا حاولت أن أتفاهم مع زوجي اشتدت ثورته عليّ، واتهمني بأنني أنا السبب في عنفه، تدريجيا تدهورت صحتي إلى أن وصل بي الحال لفقدان التوازن والإغماء بدون أسباب واضحة، كنت أسترد الوعي في ظرف ثوانٍ إلى أن فقدت الوعي، وطالت المدة فنقلت إلى المستشفى؛ ليكتشف الأطباء أنني مريضة بالقلب، وأن حياتي مهددة، كنت أرى بكاء أولادي وثورتهم على أبيهم، فأقول لهم: لا تتدخلوا فيما لا يعنيكم، احترموا أباكم، وطالت إقامتي في المستشفى بضعة أسابيع، وعدت إلى بيتي محملة بالأدوية، وبتوصيات من الطبيب بالابتعاد عن كل انفعال.

الحقيقة هي أن زوجي لم يقصّر في الإنفاق أثناء مرضي، وبعد عودتي إلى البيت لاحظت أنه كفّ أذاه عني، وأصبح الخدم ينوبون عني في الكثير من الشؤون المنزلية.

 باختصار تغير كل شيء حولي، وكنت أتصور أن هذه التغيرات سوف تشعرني بالسعادة، غير أنني أشعر برغبة في الانتقام، هذه الرغبة لا تبرح مخيلتي ليلا ولا نهارًا، أريد أن أقدم على فعل يرد لي اعتباري ولو لبضع دقائق، أفكر في ترك البيت والجلوس وحدي في مكان بعيد؛ لعلني أسترد نفسي وأسترد ما فقد من شبابي، ومن صحتي بسبب زوج لم يراع الله فيَّ، حين يصل تفكيري إلى هذا المنعطف أفكر في أولادي الذين لا ذنب لهم، أتمنى أن أجد نصيحة تخرجني من دائرة الظنون والصراع الذي أتعبني كثيرا.

أم حيدر

 

عزيزتي الانتقام رخيص والعفو أفضل، كما أن زوجك لا يعلم شيئا عن الصراع الذي يعتمل في صدرك، فأنت أيضًا لا تعلمين ما يوحي إليه ضميره حين يخلو إلى نفسه ليلا، أليس من الممكن أنه ندم على قسوته؟ ألا يقبل الله استغفار المذنب؟ أنا لا أدافع عن قسوة الأزواج، ولكني أترك الباب مفتوحًا لاحتمال التوبة وطلب المغفرة، والدليل على ذلك أن زوجك حين فطن إلى حالتك الصحية لم يقصر معك، بل واستقدم الخدم؛ لكي يعفيك من الأعمال المنزلية الشاقة، وهذا يحسب له.

أعتقد أنك ستتخففين من العبء النفسي كثيرا لو اخترت وقتا مناسبا؛ لكي تصارحي زوجك بأنك رغم عرفانك بالجميل له؛ لأنه اهتم بأمر مرضك إلا أن رواسب الماضي تلاحقك، وأنك لا تطلبين منه سوى تفسير لسوء معاملته لك في الماضي، ولا تخافي أن تواجهيه بأنه لو أراد المغفرة من الله فلابد أن يطلب منك السماح؛ لأنك تحملت قسوته بصبر جميل إلى أن ساءت صحتك وأصابك المرض.

هذه النصيحة لا تخلو من مجازفة؛ لأن رد الفعل قد يريحك، ولكن إذا كان زوجك من نوع الناس الذين لا يعترفون بخطأ فسوف يتهرب من الأجوبة، ولكن تهربه لن يحرره من عذاب الضمير، ربما تهرب ثم عاد إليك لطلب السماح، حاولي ولن تخسري شيئا، تأكدي أن الله لا يظلم أحدا، وسوف يثيبك على صبرك وقوة احتمالك.

 

ابنتي في خطر

 

سيدتي أنا امرأة مطلقة منذ حوالي 11 سنة، وعندي بنت من زوجي السابق، ولم أتزوج بعدها؛ لخوفي من الزواج ولخوفي على ابنتي أيضا، ابنتي عمرها 13 سنة، ومشاكلها النفسية تزيد كلما تقدم بها العمر، إلى الآن هي ممتازة في دراستها، وشخصيتها لطيفة مع الكل خاصة مع زميلاتها وصديقاتها، ولكنها في البيت تتعامل معي بمزاجية شديدة، وكنت أعلل تصرفاتها بأنها تصرفات كل المراهقين، ولكن الحالة تسوء، وأعتقد أنها مرتبطة بغياب الأب وعدم سؤاله عنها، إلى الآن أنا أتحمل جميع مسؤوليات ابنتي من جميع النواحي، ولكن عندما أطلب منه أن يأخذها معه أو يسأل عنها لا يرد على مكالماتي، حاليا يصعب عليَّ ابنتي أن تتقبل بخل أبيها عندما تزوره أو تطلب منه شيئا، لقد ترسخت عندها فكرة أنه شخص لا يتحمل المسؤولية، وأنه يمارس الكذب ولا يقدر على ضبط النفس؛ لأنه يصرخ أمامها، وفي الفترة الأخيرة أصبحت لا تحب أن تخرج إلا نادرًا،  مؤخرًا أصبت بمرض يمكن أن يهدد حياتي، فأخبرت ابنتي، وحاولت أن أتكلم مع أبيها بخصوص مستقبلها، ولكنه تجاهلني ولم يرد عليَّ بشيء، فكيف أتعامل مع ابنتي؟ حالتي الصحية الحمد لله، ولكنى خائفة على مستقبل ابنتي وحالتها النفسية. أرجو المساعدة!

 

 الحائرة نادين

 

 

عزيزتي قرأت ما بين السطور، وشعرت بالحدس أن حالة الانطواء التي مسّت ابنتك تتعلق بالصورة التي رسمت لأبيها، البنت تتأثر بكلام الأم بقوة، وقد شعرت من رسالتك بأنك مازلت ناقمة على زوجك السابق، ولابد أنك إما بقصد أو بدون قصد عبرت لابنتك عن تلك النقمة أو أوحيت لها بأنه مقصر كوالد، أو أنه بخيل، وقد يكون بخيلا وقد لا يكون، ولكن النتيجة هي إحساس البنت بحالة صراع أكبر من أن تستوعبه في تلك المرحلة العمرية، البنت تحلم بأب حنون كريم قادر على حمايتها إذا نظرت إليه شعرت بأنها ملكة متوجة في قلبه، ولكن ابنتك حرمت من تلك التجربة الإنسانية الهامة.

خوفك على مستقبلها ليس في محله؛ لأن الله يرعاها، إلحاحك على زوجك السابق بأن يتحمل قدرًا مضاعفًا من مسؤولية الرعاية والإنفاق لن يجدي؛ لأن الشد والجذب أصبح طابع العلاقة بينكما.

إن كان في استطاعتك أن تصلحي الصورة التي ارتسمت في خيال ابنتك عن أبيها فافعلي؛ إكراما لها وحماية لحالتها النفسية، انظري إلى الصورة الكبرى تجدي أن الفتاة المراهقة في هذا الثلاثي هي الطرف الوحيد الذي لم يخطئ، فهي متفوقة دراسيًّا ومحبوبة اجتماعيا، ولكنها منطوية ربما لأن أقرب الناس إليها وهما الوالدان يتقاذفانها، وكأنها كرة في ملعب.

الأعمار بيد الله، وإن كانت رعايتك لابنتك كلفتك الكثير فثوابك عند الله، وإن كنت راغبة في زواج ثانٍ فهذا حقك، ولكن أحسني الاختيار، لو تزوجت رجلا تقيًّا قد تتحسن أحوال ابنتك؛ لأنها ستعيش في جو أسري مستقرّ.