الفاشلة

الفاشلة


سيدتي السلام عليكم, أنا فتاة فاشلة، ليس لي أي قيمة في هذا المجتمع، تخرجت منذ2004  دبلوم إدارة أعمال، مع إن تحصيلي الثانوي يؤهلني لأدخل الجامعة، كان مجموعي %81 لكن ظروف أهلي لم تسمح، وكنت أحب دراسة الأدب الإنجليزي، فلم يكتب لي النصيب أن أحقق حلمي، بعدها كنت من الأوائل في إدارة الأعمال، بعد الدراسة تزوجت وأنجبت طفلة، تقدمت لوظائف كثيرة، وكل ما أتقدم لعمل أفشل، ولم أعمل حتى الآن، وشخصيتي ضعيفة، ولا أستطيع العمل بالأماكن البعيدة أو الراقية؛ لأنني لا أثق بشكلي ولا قدراتي مع أن الجميع يمدحونني بقدراتي إلا أنا.. ساعديني.

الفاشلة

 

عزيزتي إذا اتخذت لنفسك لقب الفاشلة فمن يمكن أن يناديك بغيره؟! النجاح والفشل حالة ذهنية، وليس معنى أنك لم تدرسي الأدب الإنجليزي أن ينصب غضبك على الدنيا والناس وتقدرين لنفسك الفشل، يا ابنتي الأدب الإنجليزي ليس حكرًا على من يدرسونه، سجلي نفسك في دورة دراسة اللغة الإنجليزية، ثم اقرئي ما شئت من الأدب عملا بنصيحة من علمك، ابدئي بالسهل وتدرجي إلى أن تصلي لأفضل الكتب واجعليها هوايتك.

أما إدارة الأعمال فاقترح عليك عمل موقع إنترنت لنفسك، وظفي مصمم مواقع محترف لتقدمي خدمات إدارة الأعمال لصاحبات الأعمال الصغيرة مثلا، واطبعي أوراقًا باسم الشركة التي تبدئين، وبدلا من مواجهة عملائك وأنت في هذه الحالة النفسية الهشة انتظري حتى تكبر ثقتك بنفسك ثم وسعي دائرة عملك، هناك آلاف من الشركات التي تديرها نساء وفتيات على النت، حاولي لأن المحاولة جرأة، وهي حتمًا جزء من النجاح، أنا لا أعترف بالفشل، ولكني أعترف بأن من زرع حصد.

 

 

 

صمت الحبيب

سيدتي كان عندي مشكلة وأرجو منك الرد..

تقدم لي شاب كثير السكوت، قليل الكلام أحببته جدًّا، لكن عندما سار الموضوع إلى طريق الجد ترددت كثيرًا في اتخاذ القرار، لا أعرف لماذا هذا التردد، فأنا أعرفه منذ 3 سنوات ولكني كالفراشة أحب الطيران وأشعر بأنه يقيدني ببطء تحركاته وردوده إلى أن شعرت بالملل كثيرًا، لكن استمر إحساسي نحوه بالحب؛ ولذلك فأنا مترددة جدا في اتخاذ القرار أفيديني أرجوك.. وأرجو الرد.

المترددة

 

 

عزيزتي الكلام الجاهز الكثير ليس دليلاً على الحب، ولا سكوت الخطيب عن الكلام الكثير سبب في أن تشعري بالقيد، فالخطبة والزواج اتفاق على المشاركة، وليس اتفاقًا على أن يصبح الواحد صورة طبق الأصل من الآخر، إذا كان خطيبك قليل الكلام فاحترمي صمته إلا حين تكون هناك أسباب للكلام، مارسي حبك للحركة والكلام مع صديقاتك، ولا تتصوري أن الزوج الذي لا يتعامل معك كأنه صديقة حميمة هو زوج سيئ الرجال يختلفون عن النساء، وربما خلق الله فينا حبنا للكلام والحركة؛ لأن الطبيعة تكلفنا بتنشئة الأطفال وتعليمهم الكلام والأخلاق القويمة، وهذا لا يتأتي بالصمت، أما الرجل فهو مكلف بالعمل الشاق أحيانًا، وهو ليس بحاجة لمهارة الكلام؛ لكي يتحمل نصيبه من التكاليف.

اسألي نفسك لماذا استمر حبك له، وقد تدهشين حين تسمعين الإجابة في أعماقك: لأنه إنسان له صفات أخرى جميلة، فكري في الأمر بعقلك وبقلبك معًا تتخذين القرار السليم.

 

 

هل أخطـأت؟

سيدتي السلام عليكم.. عندي مشكلة تؤرقني جدًّا، وأتمنى أن أعرف رأيك فيها، أنا كنت مخطوبة فترة سنتين، وكان لدى خطيبي قد مشاكل في الشغل، يعني تقريبا لم يكن يعمل، وأنا انتظرته سنين مع العلم أنه كان خطبني على هذا الوضع، ثم سافر إلى دولة عربية وطال غيابه عامين كاملين لم نلتق خلالهما، واقتصر التواصل على رسائل الإنترنت، منذ ثلاثة أشهر حصلت مشاكل بين أهله وبين أبي بسبب التأخير في الإعداد للزواج والشقة والتجهيزات المطلوبة، وهم لم ينفذوا مما اتفق عليه أيَّ شيء، وأثناء الأزمة التي استمرت ثلاثة أسابيع لم يتصل بي مطلقًا، وفي النهاية أعدنا لأهله الشبكة والهدايا؛ لأن بابا كان فاقد الثقة في كلامهم ووعودهم، ومازال أمامه عام آخر قبل أن يتمكن من الحضور بنفسه، إلى جانب أنه صرح بأنه لن يتمكن من اصطحابي معه بعد الزواج، المشكلة أني تعبت جدًّا مما حصل، خصوصا  أن الشبكة أعيدت من دون أن نتواصل معًا، أشعر بأنني لم أستوعب ما حدث وكأنه حلم، ومع ذلك أعجب من أنه لم يحاول الاتصال بي، أسأل نفسي إن كنت أخطأت أو ظلمته بدون أن يمنح فرصة للدفاع عن نفسه؟ أنا متعبة من ثقل تلك التساؤلات، وأتمنى أن تردي على مشكلتي، هل من مساعدة؟

الحائرة

 

عزيزتي أشكرك على ثقتك برأيي، الحقيقة هي أنني بعد أن قرأت رسالتك شعرت بأن هذا الخاطب لا يعتمد عليه كزوج، من المؤكد أن أهله أخبروه بأمر المشاكل بينهم وبين والدك، ومع ذلك ظل أسابيع لم يتصل بك، ومعنى ذلك أنه قبل بوجهة نظر أهله بدون قيد ولا شرط، وكان الأجدر به أن يتصل بك ليستفهم عن وجهة نظرك، ووجهة نظر أهلك، ويطمئنك بأنه باق على العهد، لكنه لم يفعل حتى حين أعدتم الشبكة والهدايا.

ثم إنك قلت إنه بعد الزواج لن يصطحبك معه إلى مقر عمله، وهذه ليست بداية صحية للعلاقة الزوجية.

أعرف أن فسخ الخطبة سوف يترك في قلبك فراغًا، وسوف تفتقدين الكلام معه والتواصل على النت، لكن صدقيني هذه المشاعر سوف تتراجع إذا فكرت بعقلك، ثم إن التواصل بهذا الشكل قد يخفف عنك مشاعر الوحدة، لكنه في النهاية لا يكون بديلا لعلاقة متكاملة، هل تعرفين المثل الشعبي الذي يقول:«اللي ما تصبحه وتمسيه ما تعرف إيه جرى فيه؟»

أتمنى أن تكون هذه التجربة قد أضافت إلى مهاراتك شيئًا هامًّا وهو أن اختيار الخطاب لا يكون بالقلب فقط، انتظري من يسر قلبك ويسر عقلك، ولا يعرضك لمثل هذا الصراع النفسي، لا أنصحك بالاتصال به؛ لأن الاتصال يجب أن يكون منه هو، وإن اتصلت به تهدرين كبرياءك، وتوهمينه بأنك نادمة على فسخ الخطبة، وإذا ظن أنك نادمة يمكنه هو وأهله التأجيل والتسويف إلى مالا نهاية.

 

 

الحب الضائع

سيدتي أنا فتاة في العشرين.. أعيش حاليًا أزمة داخلية طاحنة أقساها أنني معترفة بالخطأ ولا أجد من يمكنني أن أتواصل معه خوفًا من الشماتة، لقد أحببت ابن جيراننا لمدة أربع سنوات، وأعترف بأنني أخطأت بحق نفسي حين كنت أخرج لألتقي معه خلسة، كنت أثق به ثقة عمياء، ولا أشك مطلقًا في نواياه نحوي، كان هو من يبادر بالاتصال ويحدد مواعيد وأماكن اللقاء، وكنت لا أستعجله في موضوع التقدم لطلب يدي، ظنًّا مني أنه ينتظر الوقت المناسب، وفجأة وبدون مقدمات كف عن الاتصال بي، وبعد شهر سمعت أنه خطب ويستعد للزواج، كاد الخبر أن يذهب بعقلي، وكم بكيت وحزنت وحدي، وكنت أرى نظرات الشماتة في عيني أختي الكبرى التي لم أكن صارحتها بشيء، لكنها خمنت ما حدث.

يوم عرسه اسودت الدنيا في عيني، وشعرت بأن المستقبل يتلاشى وأنني أصبحت كالآلة الخربة التي لا فائدة منها، والمصيبة أنني جليسة البيت لا أعمل ولا أدرس ولا حياة لي، الندم والملل يلازمانني، ولا أشعر بعطف أهلي عليَّ أو تعاطفهم مع حالي، لا أكلم أحدًا ولا يكلمني أحد.. أليس الموت أهون؟!

اليائسة رنيم

 

عزيزتي الألم هو خير معلم، وإن لم تكن أحلامك بالحب تحققت فقد اكتسبت درسًا من تلك التجربة الفاشلة، وهي أن القفز على أسوار الأعراف المجربة خطر يهدد كل ما تعتبرينه عزيزًا، لم يعدك ابن الجيران بخطبة، لكن استمر قفزك على أسوار العرف كل مرة وافقت فيها على خداع أهلك بالخروج للقائه، لم تحترمي ثقة أهلك فكيف توقعت أن يحترم هو ثقتك بنواياه؟

حين فكر في خطبة وزواج لم يخطب فتاة خرجت للقائه بدون علم أهلها، ولم يمنحك ما يكفي من احترام مشاعرك بإخبارك بأنه يأسف لعدم إكمال المشوار معك؛ لأنه يفضل أخرى عليك. 

ولكن أن تستمري في جلد الذات بلا هدف سوى التعبير عن غضبك على الدنيا وعلى أهلك الذين تتهمينهم بعدم العطف عليك فهذا افتراء.

أنت جليسة البيت، ولكنك سليمة العقل والبدن والدنيا مليئة بالاحتمالات والفرص، وما عليك سوى اختيار ما يسرك ويثريك، من داخل البيت يمكنك القراءة وممارسة الرياضة وتعلم مهارات وممارسة هوايات، وحتى عمل بعض الأشياء بيدك ومنحها كهدايا للأقارب والصديقات أو بيعها على الإنترنت، أعدي نفسك لدور الزوجية في المستقبل بمساعدة والدتك في إدارة شؤون البيت، أو سجلي نفسك في دورة دراسية إن شئت.

المستقبل أمامك والأمر بيدك، إن كنت تفضلين حالة اليأس فهذا اختيارك، وإن كنت تحترمين حياتك التي وهبك لك الله فأعيدي التفكير فيما آلت إليه شؤونك، ولا تفكري بأن أختك تشمت بك، الشماتة بغضاء رخيصة، أحسني الظن بنفسك وبأختك، والأهم هو أن تحسني الظن بربك، وتتوجهي له بالاستغفار والدعاء بأن يصلح حياتك.