خرجت من داري

خرجت من داري

 

سيدتي أنا سيدة متزوجة.. دام زواجي أكثر من 21 عامًا، وأثمر عن أربعة أولاد تتراوح أعمارهم ما بين السابعة والعشرين، لا أدري من أين أبدأ ولكن سوف أختصر حكاية 21 سنة في سطور قليلة، وأود في النهاية إعطائي النصائح إذا تكرمتم.

كانت بداية حكايتي عندما قرر والدي إرسالي إلى القاهرة لإتمام دراستي الجامعية، تعرفت على شاب من غير بلدي، ولكنه عربي ومسلم، المهم صار النصيب وتزوجنا وعشنا في السعودية، واكتشفت بعد الزواج أنه يتعاطى الحشيش، وعند مناقشته أصرَّ على أن  التعاطي لا يؤثر على حياته، وأن هذه مسألة شخصية خاصة به فقط، ومع مرور السنين ازداد تعاطيه، وازدادت عصبيته ومشاكله في العمل، حتى أنه في النهاية طرد من العمل بسبب سوء السلوك، اضطررت بعد طرد زوجي من عمله، ومن أجل ألا تتعطل دراسة أولادي، اضطررت إلى الذهاب إلى القاهرة؛ حيث يمتلك أهلي شقة يمكننا أن نستقر فيها إلى أن يعثر زوجي على عمل جديد، لم تكن أوضاعنا مستقرة؛ لأنني كنت مع أولادي في القاهرة وزوجي باق في السعودية للبحث عن العمل، واستمر الوضع 7 سنوات والزوج يلتحق بعمل ويخرج منه، والوضع المالي غير مستقر، وكنا نذهب إليه في الصيف وهو يزورنا مرتين في السنة، لم يكن قرار بقائي في القاهرة قراري وحدي، بل شجعت عليه أم زوجي التي تعتبر الحاكم والناهي في العائلة، ولم أكن مستريحة للوضع، خاصة أن زوجي يبقى مع الخادمة وحده في البيت أثناء غيابي، فطلبت منه أن يغير الوضع، ولكن أمه أصرت على بقائها لخدمته، بعد سنتين من بقائي في مصر لاحظت تغيرات في زوجي، وأيضا في الشغالة عندما أذهب في الصيف، كان اهتمامها بنفسها، واهتمامها بتفاصيل كل شيء يطلبه زوجي غير عادي، فساورني الشك ولكنني فضلت السكوت؛ الحال وبدأت علاقته بي تتغير، كان عندما يأتي لزيارتنا يتحجج، وعند وصوله لزيارتنا يختلق أي مشكلة حتى ينفر مني، فبلغت والدتي وقالت لي لقد استغنى عنكِ لأن عنده غيركِ، رغم شكوكي دافعت عنه وقلت لها إنه لن يرضى بالحرام، المهم ازداد الشك وقررت أن أرجع وأعيش في السعودية، وأضعه أمام الأمر الواقع، ولم أطلعه على قراري حين سافرت إليه لقضاء عطلة، وعندما فتح موضوع الرجوع إلى مصر قلت له لن أرجع فجن جنونه، وأصررت على أن أبحث عن عمل لمساعدته، وفعلاً وجدت عملاً ولكنه حاربني، وكان يختلق المشاكل معي، أما الشغالة فكانت تبحث عن أي شيء لكي تتخلص مني، مرة وضعت لي مزيل الشعر في البلسم، في النهاية كلمتها، وواجهتها، وضربتها، وأصررت على مغادرتها المنزل، ولكنه أصر على بقائها، ورد بأن هذا المنزل منزل والده، والشغالة شغالة أمه، ولكنني هددته بأن أبلغ أمه بالذي حدث، وفي النهاية أخذ الشغالة وأرسلها إلى صديقة أمه، ورفض أن نبحث عن أخرى، وأصر بأن تكون هي أو ما في غيرها، استمر الحال شهرًا ونصفا، وكل يوم يبحث عن عذر ويهددني بأنه سوف يرجعها، وأنا مُصِرَّة على  ألا ترجع، وعند إصراره قلت له إن هذا البيت بيتي وبيت أولادي ولن تدخل، فضربني وطردني من المنزل، فاتصلت بأهلي في بلدي وأصررت على أن أرجع بيت أهلي، ورجعت، وفي اليوم التالي لرحيلي أعاد الشغالة، ولم يوافق أن آخذ ابني الصغير 7 سنوات.

بلغت أهلي بما حصل وقرروا ألا يتصلوا به حتى يبادر هو وأهله بالاتصال؛ لأنه هو الغلطان، ومر عام كامل ولم يتصل إلا ليقول تحبي ترجعي مثل ما هو الوضع؛ الشغالة نفسها لن تتغير، والبيت ليس بيت أبيكِ، أو ما تحبي خلاص خليكي ما في مصاريف ولا شوفة الأولاد، أعتقد أنه تزوجها سرًا.

 ولا أدري ماذا أفعل، رفض الطلاق، ورفض يحل المشكلة، أرجوكم ساعدوني، أنا أريد أن أعيش مع أولادي.

المظلومة

 

 

 

عزيزتي رسالتكِ مليئة بالألغاز، لكني أعتقد أنكِ ساهمتِ في صنع هذا الوضع القبيح، ولننظر إلى أسلوبكِ في عودتكِ إلى السعودية وفرض الواقع على زوجك، والتعبير عن غيرتك من الخادمة، أنا لا يمكنني الجزم بأن شكوككِ في محلها، ولكن يمكنني الجزم بأن ما أثار حفيظة زوجكِ هو محاولتكِ لفرض إرادتكِ فوق إرادته، وربما كان اهتمامه بأمر الخادمة شفقة، أو اعترافًا بأنها خدمته ولا تستحق أن تطرد بلا سبب.

إذا كان أكبر أولادكِ في العشرين، وأنتِ تزوجتِ بعد التخرج في الجامعة فأنتِ سيدة متوسطة العمر على مشارف الخامسة والأربعين وما بعدها، كيف سولت لكِ نفسكِ التصرف وكأنكِ زوجة في أول مراحل الزواج، بحيث تركتِ بيتكِ وعدتِ إلى أهلكِ؟ كيف تركتِ أولادكِ باختياركِ وأنتِ تحملين بذور الشك في أن الأمور قد تسوء؟

أنا لا أدافع عن زوج يتزوج خادمته سرًا؛ لأنه لو واتته الشجاعة الأدبية لأن يفعل ما فعل، فعليه أن يتحمل مسئولية القرار، ويعلن للعالم أنه اختار، ويتحمل نتائج الفعل، ولكني أدافع عن زوج قد تكون زوجته واهمة فترمي بالاتهامات يمينًا ويسارًا، بحيث تقوض استقرار البيت، وتبتزه لكي ينفذ ما تريد.

إذا أردتِ العودة عودي وابحثي عن عمل، وحكِّمي عقلكِ هذه المرة إلى أن تنكمش الفجوة بين الخيال والواقع، لو كان زوجكِ كارهًا لكِ فلماذا لم يفضل أن يطلقكِ وتنتهي العلاقة بينكما تمامًا، ثم ينصرف لزوجته الأخرى إن كان حقًا تزوجها؟

رسالتكِ لم تقنعني بأنكِ الضحية أو بأنكِ لم تسهمي مساهمة فعلية في المشكلة، إن شق عليكِ أن تعودي ارفعي أمركِ للقضاء ليفصل بينكما، ويؤمن لكِ التواصل مع أولادكِ.



هل أعصي أمي؟

 

سيدتي أرسل هذه الرسالة ولا أعرف هل لديكِ وقت للرد أم لا.. لكن سأرسلها أملاً في الجواب، أنا خُطبت من فترة لإنسان فاضل والحمد لله، لكن أمي اختلقت المشاكل لتفرق بيني وبينه،

حتى أرحتها وتركته إرضاءً لها وخوفًا عليه منها، لكنه رفض أن يتركني، وأصر على أن يحاول مرة أخرى.. مشكلتي هي أنني لا أعرف هل أتمسك به أم أرفضه لإرضائها خوفا من غضب ربي عليَّ، علمًا بأنه لا توجد طريقة حوار بيني وبينها ولا أكلمها إلا قليلاً، وهو كل حياتي وأملي.. فهل يحق لي أن أرفض رأيها وأتمسك به؟ أرجو الإفادة ولو بكلمة قليلة.

 

 

 

عزيزتي الجواب يقرأ من عنوانه، فأنتِ تجاهلتِ كافة التفاصيل التي تمكنني من فهم المشكلة وتحليلها، والإجابة عن تساؤلاتكِ بشكل منطقي اختزلتِ الأمر كله في خوفكِ من غضب الله لو أنكِ عصيت أمكِ، لم تذكري شيئًا عن والدكِ أو إخوانكِ أو أي كبير في أسرتكِ يقوم مقام الأب، لو كان الأب قد فارق الحياة، ولم تذكري الأسباب التي جعلت أمكِ تختلق المشاكل لكي تفرق بينكِ وبين الخاطب، لم تذكري عمركِ لكي أعرف إن كنتِ في سن الثبات والنضج، مما يؤهلكِ للاختيار بصرف النظر عن أي اعتراض، لم تذكري عمر خاطبكِ ووضعه الاجتماعي والوظيفي.

ولذلك لا يمكنني أن أعطيكِ إجابة حاسمة، إلا أن أقول لكِ لابد من أن تفهمي وجهة نظر أمكِ، لو كان الحوار بينكما مستحيلاً استعيني بوساطة أحد من أهلكِ تثقين فيه أو فيها، ولو أجبتِ على تساؤلاتي بخصوص مرحلتكِ العمرية، وظروف الخاطب، والأسباب التي تجعلكِ تفضلينه على غيره يمكنني إفادتكِ، وأخيرًا لا يكفي أن تقولي إنكِ متلهفة على الزواج به لأنكِ تحبينه، الحب وحده لا يبني بيوتًا، إن لم تكتمل في الزوج والزوجة مقومات الكفاءة والقدرة على الزواج واستمراره.