عندك مشكلة عاطفية أو عائلية؟



مال الزوجة

 

سيدتي

أنا سيدة في السادسة والثلاثين، تزوجت منذ عامين، أثق بزوجي وأغار عليه في حدود، وأساعده كثيرًا في تكاليف الحياة، وقد رزقنا بمولود والحمد لله، كنت أطلع أمي على كل ما يدور بيني وبين زوجي، بحكم علاقتي القوية بها، ولكنها للأسف تعاملت مع الموقف بعصبية شديدة، ونصحتني بعدم المشاركة في مصروف البيت، وعدم إطلاع زوجي على مرتبي، ثم نصحتني بالتوقف عن العمل، حين أخبرتها أن زوجي يرسل نقودًا لأخواته المتزوجات ولأبنائهن أيضًا.

أحيانًا أشعر أنه لا يشتري أشياء ضرورية للبيت، أملاً في أن أشتريها أنا من مالي الخاص، ومؤخرًا فكرت في العودة إلى الدراسة، وحين عرضت عليه الأمر، لم يعترض، وسألني إن كنت بحاجة إلى مساعدته في تسديد المصروفات. المشكلة أنه صامت أبدًا، لا يكلمني ولا يعبّر عن عاطفة، ومع ذلك فهو بيتوتي، يحب البيت ويجلس معي في صمت، ثم فاجأني بأنه قد يترك العمل، لأنه تعرّض لمشاكل مع رئيسه، وحين أخبرت أمي، قالت إن عليه أن يتحمل مسؤولياته، ولا يترك عمله إلا بعد الحصول على وظيفة أخرى، وأن ما يعتزمه، دليل على محاولاته لأن أتحمل أنا المسؤوليات المادية، حتى الآن لم يترك زوجي عمله، ولكني أعيش في قلق وعدم ارتياح، لا أعلم كيف أتعامل مع الموقف بأكمله، وكيف أحافظ على بيتي بدون التعرض للأزمات؟

الحائرة أحلام

 

عزيزتي

الخطأ الأول هو أن تنقل الزوجة إلى أمها كل ما يجري بينها وبين الزوج، لأن الأم تختزن السلبيات من باب القلق على ابنتها، ما تتذكره الأم مرة بعد مرة، يكبر، حتى يصبح جبلاً من الهموم التي تحملها الأم على زوج ابنتها، فتحل البغضاء محل المودة بينهما! الزوجة يجب أن تحفظ أسرار بيتها كما تحفظ الأسرار الحربية تمامًا.

أكاد أجزم أن زوجك ليس بخيلاً كما تتوهمين، فمن غير المعقول أن يكون الرجل بخيلاً وهو بار بأخواته على هذا النحو، البار بأهله بار بزوجته أيضًا، إلا إذا استشعر منها ميلاً إلى إنكار البر!

زوجك هو وطنك وما دام الحب يربط بينكما فلا عيب في التعاون على البر، كثيرًا مع نصحت النساء بخصوص مال الزوجة العاملة، فأنا لا أحبّذ أن تسلّم المرأة مالها كله للزوج، ولكن عليها مع ذلك أن تتطوّع بجزء منه لصالح الشراكة الزوجية، فهي تقتطع من عملها كزوجة وربة بيت بعضًا من الوقت والمجهود الذي تنفقه خارج البيت، وتتقاضى عنه أجرًا، وأتصور أن زوجك أخبرك بأنه ينوي الاستقالة من عمله، لكي يمتحن إخلاصك واستعدادك للتضحية.  ورد في رسالتك ما يدل على أن والدته كانت قاسية عليه، وضنينة بالحنان، ولذلك أعتقد أن قلبه كالإسفنجة المتعطشة لامتصاص الحب لكي تسترد الليونة والطراوة، ومثله يزدهر إذا منحته الزوجة حبًا وتفانيًا وتأكيدًا للرضا بحياتها معه، فعبّري عن محبتك، يلتصق بك، ويخلص لك، ورغم أنه لا يعبّر عن مودته بالكلام، فمثله يبهر زوجته بالأفعال الدالة على الحب عند اللزوم.

بقي أن أسألك عن هدفك من استئناف الدراسة وأنت في سن السادسة والثلاثين وأم لطفل يستحق كل رعايتك، لو كان هدفك الثقافة، فالثقافة ملك للجميع، وهي موجودة في الكتب، إن كنت حاصلة على درجة جامعية، فكفاك دراسة، واستمتعي بأمومتك، وفكري في أن تكتمل أسرتك بطفل آخر، واجعلي من بيتك فردوسًا يمنحك إحساسًا بالاكتمال وبأن نعمة الله كبيرة، ولا تستكثري ما ينفقه زوجك في أوجه الخير، هذا السلوك سوف يحبب فيه أخواته، ويحببهم فيك وفي ابنتك، وسوف يرتد عرفانهم بالجميل يومًا ما، صلة الرحم واجبة ولها ثواب كبير عند الله، ولذلك أنصحك بتشجيع زوجك على أن يصل رحمه.

 

زوجي خائن

 

سيدتي

أنا يا سيدتي متزوجة منذ أربع سنوات، أعرف زوجي منذ ست سنوات، حيث عشنا قصة حب قوية، لمدة عام، ثم تقدّم لخطبتي، وكافحت معه حتى نكوّن أنفسنا ونتزوج، وبعد زواجنا بفترة، انتقل للعمل خارج البلد، فانتقلت معه، وأنجبنا طفلة جميلة، وأنا، لم أحب أحدا غير زوجي طوال حياتي، المشكلة أنني اكتشفت خياناته المتكررة لي، حتى في فترة الخطبة، اكتشفت عن طريق الرسائل الهاتفية، أنه أقام علاقة حميمة مع فتاة أخرى، وصمت لبضعة أشهر ثم واجهته، فبكى، وأكد لي أنها كانت نزوة ولن تتكرر، وسامحته، لأننا لم نكن متزوجين، وأقنعت نفسي أنها كانت فعلا نزوة بسبب الحرمان!

بعد الزواج، اكتشفت أنه يراسل فتاة على النت، وحين أعلنت احتجاجي، أكّد لي أنها علاقة عمل لا أكثر، ولكني راقبت المراسلات، فاكتشفت أن بينهما علاقة، فثرت عليه وعليها، ولكنه أقسم أنه يحبني أنا، ولا يمكن أن يستغني عني وعن الطفلة، ودعا تلك الزميلة إلى البيت، وكرّر هذا الكلام على مسمع منها، وسمح لي بطردها من البيت، وظننت أن هذه هي نهاية الأمر، ولكن العلاقة استمرت، وحين واجهته، اعتدى عليَّ بالضرب والسباب، وهددني بعدم رؤية ابنتي مرة أخرى لو تركته! أنا يا سيدتي لا أعمل، وأخاف أن يأخذ ابنتي مني، فكيف يمكنني العيش في هذا الجحيم الذي دمر ثقتي بنفسي علمًا بأني لا أقصّر في حق زوجي أبدًا؟!

ساكنة الجحيم

 

عزيزتي

لو صدق كل ما جاء في رسالتك، فأنتِ لم تحسني اختيار الزوج، لقد استسلمت لمشاعر الحب دون أن تتعمقي في تقييم شخصية زوجك، هذا الرجل يفتقر إلى النضج العاطفي الكافي لتحمل مسؤوليات الأبوة والزواج، وما أقترحه عليك، هو أن تتعاملي مع الموقف بهدوء تام، لفترة، بدون مواجهات أو تجسس على هاتفه، حتى يعتقد أنك تكيّفت مع الأمر، وبعد ذلك، اطلبي أن تعودي للوطن في إجازة أسرية، وفي الوطن يمكن إعادة تقييم الموقف، فإما أن تقبلي به كما هو، وإما تحاولي تصفية المشكلة بوساطة الأهل، وفي كل الأحوال، لابد من التفكير بحكمة، لأنك لا تعملين، وليس لك دخل يؤمّن لك ولابنتك حياة كريمة، ومعنى ذلك أن الطلاق لن يحقق لك الاستقرار، وإنما سيحرم البنت من أبيها.

المشكلة أن زوجك لا يكرهك ولا يقدر على فراقك، ولكن سلوكه يدلّ على أنه مدمن وغير قادر على الخروج من هذا الفخ، أنتِ على علم بعيوبه، فإما تتكيفي معها، لأنك اخترته منذ البداية، وإما تفكري في بناء حياة جديدة لك ولابنتك.

 

أحاديث ليلية

 

سيدتي

أنا فتاة في السادسة والعشرين، موظفة وطالبة في الجامعة على وشك التخرج، تعرفت على شابٍ في مثل عمري عن طريق الإنترنت، طلب مني الزواج، ولكني لم أقتنع تمامًا لأن المعرفة بيننا لم تزد على 3 شهور، ومن المؤكد أن سلبيات هذا النوع من العلاقات أكثر من إيجابياته، المهم هو أنني أبلغته عدم ارتياحي لموضوع الزواج، فقال إنه لن يفرض نفسه عليّ، واستمر الحوار بيننا على الماسنجر والهاتف، لم يناقشني في أسباب رفضي، ولكنه طلب صورتي أكثر من مرة، ورفضت. وفي أحد الأيام سألني عن الأشياء التي تثير مشاعري عاطفياً، فانزعجت جدًا، فاعتذر وقال إنها مواضيع قد تفيدني في المستقبل، وبأنه يحترم رأيي، ولا يفرض عليّ شيئًا، ثم ختمنا الاتصال، وبعد دقائق تحدث إليّ، وسألني إن كنت نائمة، فقلت له إنني أتأهب للنوم، فاعتذر وقال لي إنه تعرّف على صديقة خليجية جديدة، في الثانية والعشرين، وسألني إن كنت أريد أن يضيفها على الماسنجر لكي أتحدث معها، وقال لي إنه يمكنني رؤية ما تكتبه له إن شئت، ما أريده منك هو المشورة، كيف أتصرف معه؟ أنا لا أشعر بالارتياح من ناحيته، ولكني بحاجة إلى الكلام مع شخص من الجنس الآخر، ولا أدري لماذا أشعر بالتوتر حين يتكلم عن علاقاته السابقة والحاضرة، أشعر بأنني ضائعة، وأتمنى أن تردي عليها، أريد أن أرسم خطًا لحياتي.

المخلصة هالة

 

عزيزتي

مشكلة مثل هذه العلاقات، أنها تؤدي إلى نوع من التعود، فالشاب يضرب حصارًا محكمًا حول الفتاة، بكثرة الاتصالات والتساؤلات، إلى أن تتعود انتظار مكالماته، وبعد ذلك تضعف مقاومتها تدريجيًا لمداخله في الحديث، وفجأة تجد أنها دخلت في حوارات مخلة، وإن كانت مقنعة، فالبنت بشر، ومهما كانت قناعاتها يمكن أن تضعف مقاومتها في لحظة ما، وبما أن الحديث يبدأ ويستمر بموافقة ضمنية منها، فالشاب يعمل على أساس أنه لم يجبرها على شيء، وعند اللزوم يُذكّرها بذلك، ويوهم البنت بأنه في حكم الخاطب، وأن من حقه تحديد مسارات الحديث، الدليل على سوء خلق هذا الشاب، وسوء نواياه، أنه عرض عليك أن يكشف لك مراسلات تدور بينه وبين فتاة مسكينة، ربما تتصوّر أنه فارس أحلامها!

ثم إنه سألك ماذا يثير مشاعرك عاطفياً، فهل هذا حديث إنسان شريف؟ هل يرضى بأن تُسأل شقيقته مثل هذا السؤال؟

أنتِ في خطر، ولكنك مازلت على البر، فغيّري عنوانك الإلكتروني، وأرقام هاتفك، واقنعي من الغنيمة بالإياب، قبل أن تقعي في الفخ!

جزء أساسي من السلامة، هو إدراكك أن الشاب الذي يتواصل معك هو ابن المجتمع، ومشارك في صنع ثقافته، وأي تساهل معه، يُحسب عليك، مهما كان بسيطُا، ونادرًا ما يتزوج هؤلاء الشبان فتيات تعرفوا عليهن من النت، المسألة هي رغبة مشتركة في قطع الوقت، ولكن ما إن ينفذ الشاب إلى البنت، حتى تصبح تحت رحمته وتتعرض لكافة أشكال الخسران، فهل التعرض لمثل تلك المخاطر يوازي أوقاتًا تقضينها في التسلية وقطع الوقت؟ الجواب عندك، فاطلبي الرحمة واطلبي الرزق الحلال من الله سبحانه وتعالى في صورة خاطب، يأتي من الباب وليس على الماسنجر، لأن مثله يتمنى أن يحصل على كل شيء بالمجان!!

 

ردود

 

إلى مأمون ص ـ دبي

الأزمة الحالية مؤقتة، ودوام الحال من المحال، ولكن لا تعلّق مستقبلك في الزواج بهذا الموضوع توكل على الله.

 

إلى إيمان ع ـ السودان

لا تعلقي آمالا كبيرة على حلول فورية، الموقف بحاجة إلى دراسة متأنية.

شاركوا عبر موقع «سيدتي» من خلال البريد الإلكتروني [email protected]