mena-gmtdmp

اكتشاف الأولويات

كيف نرتب أولوياتنا في حياتنا؟ أين هي البداية وكيف أحدد المسار؟ أسئلة تتكرر وتصبح ملحة مع تزايد الالتزامات وتنوع الاهتمامات.  عالمنا لم يعد ما اعتدنا عليه. والوقت يركض ويجعلنا نلهث خلفه، نبحث عن موطأ بين ساعاته. وينتهي بنا الزمن ونحن في حالة تشتت، ما بين الممكن والأهم والطارئ.
هل المشكلة هي رغباتنا التي لا تنتهي. هل أصبحنا أكثر جشعا ونهما في الحياة. وبالتالي افتقدنا إلى متعة الطمأنينة والاستقرار؟ الحياة لا تتطلب منا الكثير، نحن الذين نعتقد أننا لكي نسعد لابد أن نحصل على الكثير. ونرى أشخاصا جعلوا همهم الأول والأخير أنفسهم، ليكتشفوا أن هذا لم يزدهم سعادة، بل العكس, يشعرون بالوحدة والفراغ الداخلي وفقدان الذات.
بناء الأولويات شرط لحياة ناجحة معتدلة. ولكن أيضا ترتيب الأولويات يجب أن يكون واقعيا. فالقضية ليست فقط في وضع البرامج، بل في القدرة على تنفيذها. والأهم تحقيق التوازن بين الجانبين الروحي والمادي. نتخيل أحيانا أن النجاح المادي أيا كانت صوره هو المفتاح للسعادة. ونكتشف وربما متأخرا أن القضية ليست فقط ماديات، بل هناك ما هو أهم وأكثر تأثيرا على حياتنا ومشاعرنا.
من يرغب في السعادة يجب أن يقدمها، فهي تأخذ مسارا دائريا وتعود إلى صاحبها. ومن يتعامل مع الهرم بالشكل المقلوب يغامر. فمهما كانت المغريات فالأولويات تبدأ من الدائرة الصغيرة وهي الأسرة. والعطاء والحب لمن يستحق. والمشاركة والاهتمام مع الآخرين. وبعد ذلك هناك أمور تأخذ نصيبها من الاهتمام، ولكن ليس على حساب الأساسيات.
من الممكن أن نغير الكثير في حياتنا، إذا استطعنا أن نعيد ترتيب أولوياتنا. وإذا أعطينا الحب والحنان لمن حولنا. الحياة ليست بهذا التعقيد، ربما نحن من يراها بهذا الشكل.  فلنبدأ بتغيير نظرتنا، لأن المبادرات الإيجابية تزرع الحب في مشوار الحياة.

اليوم الثامن:
 كل ما تحققه من إنجازات
وكل ما تكتنزه من أرقام
يذوب في أول لحظة مواجهة
مع حقيقة خسارتك من تحب.