حافظي على عواطف ابنتك المراهقة نقيَّة!

عندما تقع الفتاة الصغيرة في الحبِّ مبكرًا، تزداد على الفور أهميَّة التقارب بين الأم وابنتها المراهقة، إضافة إلى تدخل الأم السريع محمَّلة باستراتيجيات محدَّدة، الهدف منها حماية الابنة، وتوجيه عواطفها، والسمو بها حتى لا تنساق، وهي في مرحلة تتسم بالاندفاع وراء مغامرات غير مأمونة الجانب.

تنصح الدكتورة «ليليان هيرمس»، اختصاصيَّة الإرشاد النفسي، الأُم بأن تستخدم مع ابنتها المراهقة أسلوب المكاشفة التدريجيَّة، وبأن تظهر الأُم تفاهمهًا لعواطف ابنتها الرقيقة، وبأن ترشدها في كل لحظة إلى أنَّ مستقبلها العلمي هو أهم ما تهدف إليه. وتحذِّر الدكتورة «هيرمس» كل أُم من أسلوب الصدمات الكهربائيَّة الذي قد يدفع المراهقة إلى العناد، واختلاق الأساليب المبتكرة للهروب من قيود الأسرة. وبالطبع تكون النتيجة غير طيِّبة على الإطلاق، إذ تعتاد الفتاة المراهقة الكذب، وتهمل دروسها، وتصاب بالصداع والإنهاك.

كما يتعيَّن على الأُم، وهي تؤكد على استقلاليَّة شخصيَّة ابنتها، وإعلاء قيمة حريتها، أن تحيطها بالمناخ الأسري، وتشاركها في إدارة المنزل، وتأخذ رأيها في أمور الحياة الحقيقيَّة، مع تفويضها ببعض المهام، ومساعدتها على تنظيم وقتها، وإظهار المساندة لها في كل وقت، بحيث تشعر الابنة بأنَّها محاطة بالحبِّ الذي يمكنها أن تملأ به قلبها. ومن الجميل أيضاً وضع الفتاة المراهقة في مركز اهتمام ورعاية الأسرة، والحرص على عدم دفعها لخوض انفعالات شديدة، أو مواقف محرجة تجعلها تشعر بأنَّها ارتكبت أمراً يستوجب منها الاعتذار؛ لأنَّ حدوث ذلك يتسبب في زيادة مستويات الأدرينالين لديها، الذي تؤدي إفرازاته إلى إصابة الفتاة بالصداع والإنهاك.

كما يتطلب من الأُم أن تدرك أهميَّة الاحتفاظ بسرِّ ابنتها؛ حتى لا يصبح اندفاعها إلى إقامة علاقة حبٍّ ورومانسيَّة مجالاً للسخرية بين أفراد العائلة، وحتى لا تجد نفسها بين مخالب الاضطرابات النفسيَّة. وفي مثل هذه الحالة تلجأ بعض الأمهات إلى اختلاق القصص الوهميَّة عن وقوعهن في الحبِّ في سنوات المراهقة، واتضح لهن أنَّ الحبَّ وهمٌ وليس له أي معنى في تلك الفترة. وأنَّ الشيء الأكثر أهميَّة هو بناء المستقبل عن طريق التركيز في تحصيل الدروس، إلى أن يحين الوقت الذي تنضج فيه الفتاة بدنيًا وعقليًا، وتمثل مكانتها في المجتمع، ثم بعد ذلك يكون لها حق اختيار حبِّها الذي يشاركها حياتها المستقرة.

وحين تعبر الفتاة فترة مراهقتها بسلام ستدرك أنَّ أسرتها قد ساندتها، ووقفت إلى جوارها حتى وجدت نفسها على الطريق القويم الذي حفظ عليها عواطفها نقيَّة وقلبها دون صدمات.

 

أشياء أخرى..

 «الرجل رب الأسرة.. المرأة قلبها»