أقلام ونجوم

هذه هي أنا

أيعقل أنني كنت قاسية القلب، أيعقل أنني بالغت بالأمر؟ أيحق لي أن أرفع صوتي وأقسو بهذه الطريقة.. أين أنا؟ أنفد صبري، أم كان لابد أن أواجه بكامل قوتي؟

أين الخطأ.. غضبي أم تمرده؟ أكره تهوري، ولكنه هذه المرة مختلف؛ لأنه امتزج بالدموع لشدة قهري أن أكون أنا.. أن أكون مجبرة على شيء لا أحبه، ويطلب بكل هدوء مني، وعليّ أن أتقبل ما يدور ببساطة، أين الخطأ؟ أن يكون العدل دون ميزان..

أن أحقق رغبة الجميع وأصاب بالهذيان؟ لا داعيَ لأعرف الخطأ، فتلك الصرخات كانت صادقة.. عفوية، ربما يغفرها لي وربما لا، ولكن.. يومًا ما سيفهم صرختي تلك.

ويبتسم لي.. هذه هي أنا، وأعلم أنه يفهمني جيدًا

هدى كريم - السعودية

 

 

خرافية العمق

لأجل عينيك الجميلة.. قلبك ألحاني.. روحك الدافئة! لأجل تفاصيل الأيام التي جمعتنا معًا.. وذاكرتك الممتلئة بي، وصدرك الذي يحفظني بصدق..

لأجل الشموع التي انصهرت من طول الغياب. والزهور الذابلة بين يديّ لهفة للقياك.

لأجل أصوات الأغنيات التي تصدح بالمكان؛ لكي تربطني في كل ثانية بك..

وقلمي الذي لا يجيد الكتابة إلا إليك.. لأجل اللقاءات العاطفية التي بيننا..

والسنوات الثلاث التي تسطر وجودك في حياتي.. والمشاعر العميقة التي تصلني بك.

لأجل سكون الليل.. ضوء القمر.. الظلام الدامس.. الذي يتجسد فيك!

الصور الرمادية التي تشبه روحي.. الذكريات التي تأبى الرحيل.. ملابسي التي تحتفظ برائحة عطرك..

لأجل كلمات فيروز التي تصفك.. وخرافات عشق نزار.. وصورتي الجميلة في المرآة..

لأجل اختناق صوتي.. تراجف أطرافي.. احمرار وجهي.. قطرات الندى التي تداعب الزهر..

لأجل الصباحات السعيدة بك.. وخيبات الأمل التي كسرتني. وصوتك الممتلئ بالحب. و«فلسفة الحب» التي أغرمتني في تفاصيلك..

لأجل الغموض الذي يعتري تقاسيمك.. وأحلامنا التي في المنام.. وتمتمات العشق التي تحرسنا. والضحكات والدموع.. التي امتلأت بوجوهنا؛ لأجل الأحاسيس العميقة التي تغمرنا. وكنزتك الصوفية التي تحميني في الشتاء..

لأجل أبواب النسيان التي نكره طرقها.. وغيرتي الفاسدة عليك/ عاطفتي المترفة بك/ حنيني إليك..

لأجل كل هذا سأظل (أحبك).. ولو جفت الأنهار وتوقفت الأمطار وتصدعت الجبال وتشققت الأرض.. أعدك

غدير العطاء

 

 

قلبي ينبض آخر نبضات

في عينيك ملايين النجمات تطاردني فأطاردها

يدق القلب بالنبضات

وفي جفنيك ملايين النظرات تقتلني فأقتلها

تزيد القلب بالنبضات

وفي أذنيك صدى كلمات أرددها

لكنها ليست كالكلمات

والشعر الأسود أهداني منه مشنقة أعلقها

تقطعني آلاف القطعات

ويداك ترسم أيامي فارسمي دنيا أعشقها

وزيدي الحب بصباح إشراقة طفل أذكرها

جمالك أسطورة حب أكتبها

لأنك الأجمل بين الفتيات

وكلامك أنغام أسمعها

 كم آه أسمعتني تلك الكلمات

وفيك أنت سيدتي أجمل ذكرى أتركها

فيك قلبي ينبض آخر نبضات

جميل محمد فؤاد مجبور

رد عام

 

 

إليك حبي مع التحية

يقال كلما كثرت الألوان تغطت الملامح وتباعدت تقاسيم الصورة، وغدا البرواز بلا عنوان. وأنا حينما أعصر فكري وأنزف من قلبي لأكتبك فإني أكون قد حكمت على نفسي بحكمين لا ثالث لهما؛ أولهما أني قد كتبت شهادة وفاتي في حسنك، وثانيهما أن الإدمان في هواك إدمان أبدي لا علاج له.

منذ الوهلة الأولى التي رأيتك كانت ملامحك من تحت الحجاب تقول إنك مهاة أو ظبي البوادي، ولماذا أذهب بعيدًا وقد سميت نفسك بـ«ريم الفلا»! حقًا إنه اسم على مسمى. حقًا لا أدري من أين أبدأ.. فأنت من منبت شعرك وحتى أخمص قدميك قد أبدع فيك الخالق، فأين أنا من تصويره لحسنك الفتان، سبحانه حين شكل العينين سحرًا فتانًا، والخدين وردتين، والشفتين توتًا ورمانًا.

أين أنا من صوتك العازف بحروف تغادر بيانو أعماقك لتسكن الأسماع برقة وشجن. وأنا معك أجد مسافات لا يجب أن تكون بيننا، وأحس بحروف يجب أن تقال، وأشعر بهمسات تريد الولادة، ونظرات تكاد أن تجهض من كثرة شوقها.

ما أجملك كزهر الربيع! ما أروعك كألوان الطيف! ما أهدأك كأجنحة الفراش! ما أنصعك كبياض الثلج! ما أزكاك كريح الخزامى! ما أطيبك كشذى الياسمين! ما أزكاك كاحتراق العود! ما أصدقك كقلب الطفل! ما أشقاك كبراءة الصغار! ما أشهى جنونك حين تتذوقه عيناي من بريق نظراتك! ما أحوجني للدفء الذي بكفيك! ما أعطشني للماء الممتلئ بسحائب عنفوانك! ما أتوق إلى الارتماء على وسادة صمتك، والتلحف برداء أحاسيسك، وقطع تذكرة سفر لدنيا الأحلام!.. فلا نعود للواقع حتى تداهمنا الشمس فتوقظنا من نومنا الهانئ السعيد.

طاووس الحب تزهين به كلما عزفت خطاك فتصير ألحانًا، وتتبخترين في رونق ودلال فتصير كلماتك شجنًا، وهمسك طربًا، وألوانك المغطاة بالكامل تكون كألوان قوس قزح، فتصير الخدود حمراء، والشفاه وردية، والعيون كحلاء، والجفون زرقاء، وخيوط ثوبك خضراء، وصفراء، ويكون فيك الجمال مكتملاً زاهيًا لأصفق لك يا زهرتي البيضاء. يا نرجس الورد، يا زنبقة الحب البريء.

كم عاشقًا للقمر ولكن لمن هو القمر (يا قمري)؟ ياه.. كم هم في الحب صرعى.. مجنون ليلى ولبنى، وعاشق جولييت! كم هم طالبو حق اللجوء العاطفي لحدود مملكتك؟ ومن هم الراغبون في العيش في أماكن حكمك الذاتي؟ ترى من قد أصيب بسهم عيونك؟ وكم هم قتلاك؟

إن الركض على مضمار مسافاتك يجعلني مسابقًا ضمن الآخرين، لا تهمني طول المسافة ولا ترتيب المتسابقين. فلا أسعى لميدالية ذهبية. لا يهمني سوى الوصول إليك حتى لو كنت الأخير، وتكفيني منك قطرات تطفئ ظمئي. فأنا في العشق قانع بالشيء اليسير.

 

 

آخر الكلام:

للأسف كلمة «وداع» ليست بقاموس حياتي، فدنياي كلها لقاء في لقاء، مهما تباعدت المسافات بيني وبين من أحب.. يكفي أن تتقابل أفكارنا، وتتحادث مخيلاتنا كلما سافرت بنا الذكرى، وأضنانا الشوق، وداعبنا الحنين، قد أخذت من الأيام أربعاءً أسعدني بلقائك، وسبتًا واصلني بقربك، وأربعاءً آخر قربني لقلبك أكثر، وبت متحملاً يومين، هما فيهما البعد أصعب، ليكون السبت سبتًا مؤلمًا وموسمًا خاصًا، فيه الدمع خريف من البكاء، مع أن الخريف أوشك على حزم حقائبه والرحيل إلا أن خريف بعدك قد بدأ؛ لذا سأوقد أول الشموع من عيني، وأجعل بكائي نارًا تزيد من دموعي، ومن خدي سأسيل شمعًا يتأجج كلما ثارت احتضاراتي، وأوشكت ذاكرتي على موادعة سحر عينيك يا قاتلتي الجميلة.

أمنية: كم أجيل الشروق في عينيك! ، وما أجمل الغروب بأعماقك دون رجوع!. فإن أكون حصريًا لكِ.. فذلك يجعل حقوقك في الامتلاك محفوظة.

مع السلامة: وكلما طرق الشوق نافذة قلبك خذي صفحة بيضاء وابدئي بـ: إليك عاشقي مع التحية...

عوض بن مولد آل نصيب – صلالة

 

 

قرار

حينما تتوجع وتضيق أنفاسك وتختنق بعبراتك ولا أحد حولك، يأتيك صمت رهيب يقتل سحر ابتسامتك وروعة نظراتك.. يبعثرك غضبك إلى قطع يصعب جمعها.. تضيع بالدروب وتتوه وتبحث عن مخرج، وتأبى الخطوات والكلمات وتحتار!!

ما العمل؟.. ما الحل؟.. ما المطلوب؟

تفكر بمفاجأة الجميع، وتفكر مليًا وأمامك فقط بضع ثوانٍ لتنساق وراء قرارك

فتفاجئ نفسك بالسكوت والانصياع وراء الواقع المر الذي لا مفر منه

فرغم المسافة بينك وبين الهروب تتحدى نفسك وتخسر كل مرة

لم يظل في جسدك أي مشاعر، تغامر بأحاسيسك وترسم انتصاراتك في مهب الريح

فتنتثر... تنتثر... تنتثر

فاطمة السراء - الرياض