mena-gmtdmp

رسالة أم

يا ولدي اشتقت إليك فلا تبعد عني كثيرا, أحتاج أن أروي عيني برؤيتك, أنت الفرح والسعادة بالنسبة لي. عالمي يتمحور حولك. وأتحاشى أن أكشف لك عن قلقي عليك, حتى لاتنزعج. ولكن قلبي لايطاوعني فهو دائما في حالة شوق إليك, بل وخوف عليك.

مازلت في نظري الطفل الصغير, مهما كبرت أو نجحت فأنت ذاك الطفل الذي يرتاح في حضن أمه, ويرتعش قلبها خوفا عليه. حينما أسمع صوتك يرتاح خاطري, ترفرف أغاني الفرح في محيطي. وتتحول حياتي إلى معاناة إذا غاب صوتك عنى.

كلما تأخر صوتك عنى لاحت في رأسي كل الأفكار, أنسى من حولي, بل وأنسى نفسي, وتصبح أنت شاغلي الوحيد. وحينما أطمئن عليك لا أعاتبك, بل أشكرك أنك جعلتني أطمئن عليك. الحياة في قاموسي هي اللحظات التي أجدكم يا أبنائي حولي, أتمنى أن هذه اللحظة تدوم إلي الأبد. ثروتي الحقيقية حبكم والتفافكم حول بعض وسعادتكم.  الحياة ما عادت تعنى لي الشيء في تفاصليها وأحداثها, أنتم الحياة والكون ينتهي عند حدودكم.

أتمنى أن العمر يطول لأعطيك جزءا من عمري, وأتمنى أن أحظى بالصحة لأهبك إياها. ولو كانت السعادة تمنح لما اكتفيت أن أهديك سعادتي, بل كنت طلبتها من الآخرين لكي تكون من رصيدك.

إذا أردت رضاي فاهتم بذاتك, أحتاج منك إلى أن أطمئن عليك, وأن أسعد بسعادتك. لاتنزعج من كثرة سؤالي عنك, استوعب إلحاحي فما يصلك هو الغيض من الفيض الذي اكتنزه في داخلي. يا ولدي عالمي كله بين راحتيك, وأنا اشتقت إليك فلا تطل الغياب.

اليوم الثامن:

أي فرح في العالم

بدون رضا الأم

هو وهم مسروق.

للتواصل مع الكاتب يمكنكم مراسلته عبر البريد الالكتروني [email protected]