mena-gmtdmp

فنون البقر

كل أسبوع، سننشر في هذه الزاوية، المقالات الفائزة في الجولة الأولى من مسابقة المقال الساخر التي اعلنت عنها «سيدتي» مؤخرا، وسيتناوب في النشر كتاب وكاتبات، فيما سنترك المجال لقرائنا، في نهاية كل شهر للتصويت على المقال الافضل، وتتيح «سيدتي» لأصحاب المواهب في كتابة المقال الساخر أن يشاركوا في الجولة المقبلة ويرسلوا مساهمتهم مع الإستمارة المرفقة، إلى ان يتم اختيار الكاتب أو الكاتبة المرشحين للانضام إلى عائلة كتاب «سيدتي» خلال العام المقبل.

 

يقال إن أي جنون لابد أن تسبقه حالة من الاكتئاب، ثم يتحول لاكتئاب حاد، ثم جنون، أما في حالة البقر فهو عبارة عن مرض تم اكتشافه في العصر العولماني الأول، واحتار العلماء في فهم الظاهرة ومسبباتها، ولكنهم بعد أن نفد صبرهم في البحث والتحري عن أسباب هذه الظاهرة، لجأوا إلى معالجة المرض، بأن يجمعوا كل البقر المجنون في مكان ويطلقوا عليه الرصاص ويرتاحوا من جنونه، ولم يكتفوا بذلك، بل أحرقوه بعد إعدامه، وقالوا لقد جنى عليه جنونه، ولو قبل بوضعه ما كانت هذه هي نهايته المشؤومة.

والحقيقة تقول إن البقر خاضع للبشر منذ الأزل، وأنه بما يؤمَر ينفذ، وقد تحمل الكثير في سبيل خدمة البشرية. لكن بعد أن نما إلى علمها أن البقر في العالم المتقدم يسمع موسيقى هادئة تريح أعصابه، فيعود بالنفع على بني البشر من كثرة للحليب، انتظرنا نحن، بقر العالم الثالث، أن نعامل بالمثل، ولكن لم يتم ذلك، بل الأنكى أنهم ـ البشر ـ يستخدموننا في أعمال شاقة، من حرث وجر وحمل، ونعامل معاملة غير حضارية، كالضرب والزجر وقلة العلف المقدم لنا أيضاً. وتحملنا أنظمة سياسية كثيرة، كالنظام الاشتراكي، حيث تكون لدى الرجل بقرتان، يعتني بهما بمساعدة الجيران، ثم يقتسمون الحليب بالميزان.

في النظام الشيوعي تكون لدى الرجل بقرتان، ويعتني بهما على مر الزمان، ثم تأتي الحكومة فتأخذ الحليب المجموع وتبيعه باشتراك غير مدفوع.

في النظام الديكتاتوري يكون لدى الرجل بقرتان، تأخذهما الحكومة وترميهما بالرصاص لينام باطمئنان.

أما في العصر العولماني المهيب، الذي لا يقيم وزناً للحوم والحليب، ويقتل الأبقار بدم بارد، مثيراً في نفوسها الدهشة والعجب. فهل يصح التساؤل بعد الآن عن الجنون الذي أصاب البقر والثيران! أوليست القضية صارت واضحة وجلية لمن لهم آذان وعيون يبصرون بها، أوليس جنوننا فنوناً.. أولم يعترفوا بأننا مجانين، أي أننا كان لنا عقل قبل الجنون.. أليس هذا أيضاً جنوناً؟!.

 

 

 

استمارة مسابقة المقال الساخر

- الاسم:

- العنوان ورقم الهاتف:

 

يرجى ملء الاستمارة وإرفاقها بالمساهمة على أن لا تتجاوز كلمات المقال 500 كلمة وإرسالها إلى موقع "سيدتي" [email protected]