mena-gmtdmp

ما قيل عن جمالك


أقول كما يقال، أو كما قال صديق لي (هو الشاعر حسين حمودة) في صباه:

أحلم أن أدخل يومًا

فندق عينيك الواسع

وأمر من الأهداب – الباب الدوَّار

وأقول كما يُقال، أو كما لم يُقل، أو كما قيل لكن المحبوب لم ينتبه: حين تصبغين أظافرك بدم الغزال، وتدثرين كتفيك بفرو الثعلب، لا تنظري في عينيَّ؛ لأنك مزيج من المكر والقسوة، لا تضيفي لخزانة الثياب فرو الأرنب، وتطلي شفتيك بدماء جديدة، ولا تجملي خديك بورد مستعار من دمي.

وأقول كما قيل وسيظل يُقال:

ليل عينيك صيفيٌّ وساج، في مزاج من الندى والأبنوس والضوء الرقيق، نظرة عينيك ولاء قديم يتجدد، وفداء للمحبوب لا ينفد.

قيل لي في بعض الأوساط الأدبية إن تسعين فراشة حامت حول نار شفتيك فانتشت واستنارت وسقطت سكرى مشعشعة بالضوء، لم تمت، عاشت إلى الأبد.

وأنا أقول تعليقًا على ما قيل: سنُّ الفيل عاج يديك، والقنديل في خديك..

مجنون من رآك ولم يجنّ..

نصف مثقف من لم يقرأك صباح مساء..

غبيٌّ من لم يتسولك من الوجود..

عديم الأهلية من لم يقبض على عينيك إلى الأبد..

قاتلٌ من لم يرتع، مستثارٌ ملتاثٌ من لم يحكم بجمالك والأصفاد الحلوة المؤبدة..

كاذب من حلف اليمين ولم يقل: أهواك.

قالوا ولم أقل:

مشاهدتك شرف، خطوتك حافية، على البلاط انفجار للزهر والعشب الوثير.

فقلت بل مشيك ما يهب الأرض اتزانها، وقرطك مختبر للأحلام تسافر فيه العيون عبر بوابة الذهب، فتتراءى لها بلاد، وتنام فيها حملان بيضاء، ولا يشذ على قاعدة الجمال إلا كافر بحسنك.

فاقرئي الصمدية يا أختاه حين ترين حبيبتي، وعوذيها برب الناس والفلق.

وافرحي لي كما تفرح الأم بوليدها الأول والأخير.

واحضنوني يا أصدقائي أطول فترة ممكنة، فإنني مخطوف منذ الآن، وستستدعيني ألحان ومعانٍ عجيبة ووشوشات منومة، ولن أعود إليكم إلا إذا عادت معي، يدانا مشتبكتان كعاشق ومعشوق، معشقتان كخشب الصندل في صندوق الجوهر.

قيل وسيقال سواء قلت أم لم أقل:

قطار الفرصة الوحيدة يقترب، قطار الفرصة الوحيدة على وشك القيام، وأنت فرصتي الوحيدة، فيا ويلي إن لم أتشبث ببابك المتفلّت من يدي، وأقنع بالكلام فيسحلني الحب متعلقًا بأعتاب باب القطار، يسحلني طوال طريق آخره البحر، وآخري بداية الطريق.