إيقاع حياتنا أصبحت تستحوذ عليه السمة المادية، ونحتاج إلى تغذية الجانب الروحي والعاطفي، وربما أنه الوقت المناسب لإحياء هذا الجانب والاهتمام بجوهر مشاعرنا وأحاسيسنا.
العيد هو موعد لهطول شلالات الفرح في صحراء حياتنا اليومية. هو باب مفتوح تتسلل من خلاله أيام معدودة للهروب من روتين الأيام العادية، لتلتقي مع الفرح في وضح النهار. اختزال مناسبة العيد في مناسبات احتفالية ودعوات لمآدب شكلية، اختطاف لمعنى العيد، وتحريف لمضامينه. نحتاج أن نجدد علاقاتنا مع أنفسنا، ومع من حولنا. نتعرف على أنفسنا أكثر، ونكون أكثر قربا لذواتنا. المسافة بين الإنسان وذاته منطقة خاصة من الصعب الدخول إليها. وكلما زادت الفجوة يشعر الإنسان بالغربة والحزن الداخلي.
الكلمة الطيبة مفعولها يتجاوز اللحظة، وتفتح بوابات التواصل والحب بين الناس. ونحتاج أن نراجع علاقتنا مع الناس القريبين منا، ونصحح أخطاءنا ونبين لهم محبتنا ومشاعرنا. ربما نعتقد أننا أصحاب حق، ولكن إعادة النظر ومحاولة وضع أنفسنا في مكان الطرف الآخر يجعلنا نرى الأمور بصورة جديدة ومختلفة عما كنا نعتقد. بث مشاعر الحب والامتنان وترجمة ذلك بالأفعال والأقوال يقربنا إلى أنفسنا، قبل أن يقربنا إلى الآخرين، ويجعلنا نشعر بجماليات الحياة وعمقها الروحي. الحياة جميلة والعيد مناسبة للاحتفاء بها.
اليوم الثامن:
منذ أن دخلت حياتي
تغيرت التقاويم وتسلسل الأيام
وأدركت أنني في هذا العام
احتفلت بالعيد 365 مرة.