يا لطيف ألطف بنا

من وقت لآخر يفاجئنا عالم الإنترنت بكل ما هو غريب في شتى المجالات، ويخرج علينا بتقاليع غريبة، وشاذة، وعجيبة من عجائبه، وفي كل مفاجأة له نسمع عن خلل أخلاقي جديد، فقبل سنوات عديدة كانت هناك كارثة بمعنى الكلمة، حين ظهرت جماعة عجيبة أطلقت على نفسها عبدة الشيطان، وكونوا لهم موقعًا ضم الآلاف من الشباب، وبعدها خرج علينا موقع يشجع على الانتحار، وهي دعوة إلى الانتحار والتخلص من الحياة بالطريقة التي يفضلونها، وهم على الشبكة وأمام عدسة الكاميرا، مستغلاً الفراغ الذي يعانون منه، وتورطهم في العديد من المشاكل، مما جعل الجو مهيئًا لقبول مثل هذه السخافات بمنتهى السهولة، وبعد الانضمام لهذا الموقع بالفعل انتحر بعض الشباب في بعض الدول العربية، ثم بعدها فوجئنا بموقع عجيب عن جمعية تنادي بتبادل الأزواج، وجماعة أخرى تنادي بالحرية الجنسية، ووضعت قوانين تحمي حقوقهم الشخصية، وتحمي العلاقة الغرامية بين الجنسين، حقيقي إنه استهتار ما بعده استهار، جماعة فقدت عقلها للدرجة التي تصوروا معها أنهم تجاوزوا الخط الفاصل بين الحلال والحرام، وبعدها فوجئنا بموقع، مع كل الألم والأسى، يخرج لنا بدين جديد، وهم عبدة «الجوجل»، و«الجوجل» طبعًا لا يحتاج إلى تعريف، فهو محرك البحث الشهير على شبكة الإنترنت، واعتنق هذه الديانة شباب في أوروبا وأميركا، أطلق عليها مسمى «الجوجليزم»، خصص لها موقع لاتباع هذه الديانة، وأصبحوا يقدسون هذا المحرك، ويعتبرونه إلها يستحق العبادة، على اعتبار أن «جوجل» هو الإله، أو الرب ـ أستغفرك ربي وأتوب إليك اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء مناـ والخطير في الأمر أن هناك أتباعًا لهذا الدين، والكارثة أن هناك جماعات أعلنت إيمانها الكامل بالدين الجديد، وتصل أعداد من انضموا بالمئات، والآن هناك موقع أعجب من العجب، وهو عبارة عن جمعية قام بتأسيسها الأبناء العاقون، وتدعو إلى قتل الآباء، وتقول نحن هنا لا نقتل آباءنا فقط، بل نحصل على حقوقنا المهدورة، فالأبناء لهم متطلبات، وشروط تعجيزية في حال عدم الموافقة عليها، وعدم تحقيق رغباتهم، ويحق لهم أخذ غرامة ألف دولار من آبائهم، أو يتم قتلهم، وغاب عن هؤلاء الشواذ في أفكارهم أن كل الأديان السماوية تحض على طاعة الوالدين، والمصيبة أن هناك العديد من الشباب انضموا لهذا الموقع وأيدوا هذه الفكرة المجنونة، ولم يستمعوا للحق تبارك وتعالى حين قال «وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا»، ومع شذوذ كل تلك الجماعات، وما خفي كان أعظم، فإن ما يفعله هؤلاء، أصحاب الأفكار الهدامة، جريمة بكل المقاييس، لأنهم يدعون لازدراء الأديان، ونشر الرذيلة، وشق عصا الطاعة الواجبة للآباء، ولابد من وقفة حازمة، وصارمة من الجهات المعنية، ومعاقبتهم جزاء إشاعة الفاحشة.. يا رب يا كريم يا لطيف الطف بعبادك المؤمنين.

 

 

أنين الأخلاق

إني أتساءل: كيف نظل مكتوفي الأيدي في مواجهة من يريد سرقة الأخلاق، واغتيال الأحلام واغتيال القيم؟ بل كيف نقف موقف المتفرج ممن يريدون اختطاف فلذات الأكباد، وإلقاءهم في صحراء الضياع؟ أين القائمون على عرب سات، ونايل سات؟ أين الحكومات العربية المسلمة المساهمة في تمويل وإدارة هذه الأقمار؟ أين المؤسسات التربوية والثقافية؟ أين المفكرون؟ أين حراس الفضيلة؟ أين الآباء والأمهات؟ إنه الغزو الفضائي الذي انتظرتموه من بوابة العقل، فجاءكم من بوابة العين، فماذا أنتم صانعون لمواجهته؟!

«خالد السليمان»