استضافت الإعلامية هالة سرحان النجم الكوميدي أحمد آدم، في برنامجها الحواري «ناس بوك»، والذي يعرض على قناة روتانا مصرية. ومن بداية اللقاء عرضت على آدم مقالاً نارياً كتبه الكاتب والسيناريست وحيد حامد، يهاجم فيه الرئيس الحالي دكتور محمد مرسي؛ بسبب الفوضى والشغب الموجود في شوارع مصر.
ومن هنا اتضح مسار حلقة سرحان، ورغبتها في توجيه آدم لينتقد حكم مرسي والإخوان. ولكن ثقافة الضيف وسعة إدراكه أفحمت هذه المحاولة، عندما استشهد آدم بجملة من رواية شهيرة «لا تستطيع قوة في العالم أن تحتل أي حضارة، إلا إذا كانت الحضارة تأكل نفسها من الداخل». واستمرت سرحان في توجيه الضيف، وأخبرته أن الظواهري جعل نفسه وسيطاً بين الغرب وبين الجماعات الدينية. وما كان لآدم إلا أن يستشهد بالدين بطريقة راقية، قائلاً إن دين الإسلام لغة الوساطة ما بين العبد وربه، ونصح المشاهدين بالبحث في أي فتوى دينية، وعدم الاكتفاء بالثقافة السمعية. وحاولت سرحان استثارة غضبه أكثر قائلة: إنه يوجد مخططات حالية لتقسيم الدول العربية. وأجابها بخفة دمه المعتادة بأن الدول قسمت وانتهى الأمر. واستشهد بالسودان كدليل على ذلك.
وبدل أن تستوعب سرحان قوة شخصية وسداد رأي ضيفها، الذي لا يوجه، استمرت في محاولتها قائلة: إن الثورة قامت لتعيد للشعب المصري حقوقه، وأنه لم يتم إلى الآن استرداد الأموال المنهوبة. قاطعها آدم بسخرية قائلاً: إن الشعب يعتقد أن هناك من «سيخبط على منزله ويحضر له شيكاً ويقول له هذا نصيبك من حساب أحمد عز!». وربما هذه المقولة أحرجت الإعلامية بشكل كبير، لدرجة أنها توقفت بعدها عند سؤال بسيط جداً وهو: ما هو المليار، والترليون؟ وما هو الرقم الذي يليه؟
ونحن نقول للإعلامية هالة سرحان: إن الجميع يقدر حبها لوطنها ورغبتها في الإصلاح السياسي لبلدها مصر، ولكن دورها كمذيعة في برنامجها يتطلب منها طرح آراء الضيوف أكثر من توجيههم حسب وجهة نظرها الخاصة.