في العدد الفائت، فتحت “سيدتي” ملف المسلسلات الرمضانية للعام 2009 بعيون بعض النقّاد والفنانين العرب. وفي هذا العدد، تستكمل هذا الملف بجولة أخرى على مجموعة جديدة منهم. قلّة هي الأعمال التي استحوذت على إعجابهم، وبعضها طالها النقد اللاذع، في حين سقطت أخرى في التجاهل ولم يأتِ أحد على ذكرها. من جهة أخرى، وبعد أن استعرضنا آراء النقاد والنجوم العرب بالأعمال الرمضانية على عددين متتاليين، هل ستتوافق آراؤهم مع آرائكم التي تشاركون بها عبر استفتاء “سيدتي” الرمضاني من خلال موقعها www.sayidaty.net أو عبر الـ sms أو بملء القسيمة الموجودة في المجلة. تابعوا التصويت وتبيّنوا النتائج في أحد أعدادنا المقبلة لتتأكدوا من ذلك.
الأثر السلبي
الممثل محمد بخش شارك في ثلاثة مسلسلات عرضت خلال شهر رمضان، وهي “هوامير الصحراء” و”طاش
16 “ و”بجد هوّز”، وهي نفسها التي تابعها بالإضافة إلى “أم البنات” و”صدق وعده”. ويضيف قائلاً:”هذا الكمّ يعتبر تخمة درامية، ممّا يؤثّر سلباً على اختيار المشاهدين”.
أما عن إيجابيات الكمّ الكبير من المسلسلات، فيقول:”هناك مسلسلات قدّمت موضوعات اجتماعية وتربوية، مثل “أم البنات” و”صدق وعده” و”أبجد هوّز”، وبعض حلقات “طاش 16” خصوصاً حلقة تطوير التعليم. ولا شك أنه يوجد غيرها لكنني لم أتابعها”.
الإيجابية الوحيدة
الممثل والمخرج المسرحي عمر الجاسر يقول:”الإيجابية الوحيدة هي كثرة الإنتاج، لكنه إنتاج تجاري، والمستفيد الوحيد هو القنوات الفضائية التي تستقطب المعلنين السعوديين تحديداً. وإذا اعتبرنا أن كثرة العدد من الإيجابيات، فمن السلبيات أن هذا العدد أُنتج بطريقة تجارية”.
تشتّت اهتمام المشاهدين
الممثل عماد اليوسف ركّز متابعته اليومية على المسلسلات “بيني وبينك 3”، و”طاش16” و”المصراوية 2”. ويضيف:” تابعت أيضاً “عوانس سيتي” و”شر النفـوس” و”هواميــــر الصحراء”. وإيجابيات الوفرة الإنتاجية تكون في صالح شركات الإنتاج، ولكن، من سلبيات العدد الوفير تشتّت اهتمام المشاهدين، فلماذا يتمّ عرض كل هذا العدد (حوالي 150 مسلسلاً) على المشاهدين في ثلاثين يوماً؟.
نهايات مخيّبة للآمال
الإعلامية والممثلة رانيا محمد تقول:” رسوت على المسلسلات “طاش” و”بيني وبينك” كأعمال كوميدية، و”كلام نسوان” و”باب الحارة” كأعمال درامية اجتماعية. الإيجابيات من وفرة هذا العدد إكتساب الخبرة وظهور مواهب جديدة، ومن سلبياتها أن معظم المسلسلات جاءت نهاياتها مخيّبة للآمال، ولم تناقش القضايا العصرية للإنسان المعاصر، بل اعتمدت في معظمها على الإسقاط والتاريخ”.
تشابه في الأفكار
الإعلامي فهد سعود مدير تحرير مجلة “إيلاف” الإلكترونية يقول إنه تابع المسلسلات “أم البنات”، و”فنجان الدم” ـ بحكم الضجة التي أثيرت حوله ـ و”خاص جداً”. ويرى أن من السلبيات كثرة الأعمال المعروضة، والتي وصلت إلى حدّ التخمة. أما الدراما السعودية، فقد فشلت فشلاً ذريعاً هذا العام بسبب المبالغة في الطرح والسطحية في المعالجة، ما يؤدّي إلى تشابه الأفكار والطرح وأماكن التصوير.
أما عن الإيجابيات فيقول فهد سعود: “ بشكل عام، لا توجد إيجابيات كثيرة، إلا إذا اعتبرنا أن مشاركة الفنان في أكثر من عمل في رمضان تعتبر إيجابية له، وذلك من خلال المردود المادي والشهرة للممثل نفسه، أو الممثلة نفسها”.
إكسترا
“هوامير الصحراء” في الطليعة
الناقد الفني يحيى زريقان أبدى رأيه في دراما رمضان 2009 وقال: “برأيي، إن تحويل رمضان إلى موسم درامي، قد أضرّ بالدراما العربية على نحو عام. وأنا أقول إن هناك أربعة فصول في السنة، ويجب أن يكون الإنتاج متواصلاً على مدار السنة وليس في رمضان وحسب. وفي هذا العام، حقّق مسلسل “هوامير الصحراء” صدارة السبق في الفوز بالإهتمام الجماهيري والإعلامي، وهو المسلسل الرمضاني الذي تابعته.
وأخفق مسلسل "بيني وبينك" بصورة لافتة للنظر وعزّز من تكريس صورتنا السلبية عند الغير، ما عدا الممثل عمر الديني بدور مامادو الذي ساهم في جعل المسلسل يحظى بالمتابعة.
أما "طاش 16"، فقد عاد أفضل حالاً من قبل وبدت الخبرة في إدارة العمل مهنياً بمستوى جيد. عالج العمل عدداً من القضايا الهامة مثل التعليم والمتاجرة بالدين وإسلام الأجانب، وما يجري باسم الدين من التفافٍ على الدعوة وتوظيفها في إطار المصالح الشخصية.
ولفت نظري مسلسل "قلوب للإيجار"، فهو عمل جدير بالإحترام والمتابعة، لكنه ظلم في العرض وسط هذه الزحمة الكبيرة من الأعمال. وكذلك مسلسلات "رسائل من صدف"، و"هدوء نسبي"، و"بين العزلة والخوف".
والأجمل في الموضوع، ولادة نجم الكوميديا المقبل في الدراما السعودية الممثل أسعد الزهراني بطل مسلسل "أم الحالة".
تابعوا المزيد من تعليقات وآراء النقاد في العدد 1493 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق، وخصوصاً الفنانين أبو بكر سالم بالفقيه وخالد عبد الرحمن وحسن العسيري والإعلاميين حامد الغامدي ومحمد الشهر وسامي حسون.