شارك الفنان الأردني الشاب خالد الغويري في أهم الأعمال العربية الدرامية وتتلمذ على أيدي أبرز المخرجين العرب حيث بدأ الجمهور يعرفه منذ عرضت أعماله، وحقّقت له شهرة واسعة بدءاً من "الاجتياح" و"نمر بن عدوان" وانتهاءً بأعماله الثلاثة التي عرضت مؤخراً "بيارق العربا" مع المخرج إياد الخزوز و"توق" مع المخرج شوقي الماجري و"الحسن والحسين" مع المخرج عبد الباري أبو الخير، حيث أدّى فيه أولى بطولاته المطلقة، وجسّد بأسلوب طبيعي حاز على تقدير وإعجاب الجمهور والنقّاد شخصية سيّد شباب أهل الجنة وحفيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الإمام الحسن رضي الله عنه.
ورغم أنه في مطلع الثلاثين من عمره، إلا أنه بعد عرض الحسن والحسين الذي حقّق أعلى نسبة مشاهدة عربية، صعد ليصبح أحد نجوم الصف الأول عن جدارة. "سيدتي" التقته في الحوار التالي:
مضى على عملك في الفن أكثر من ثماني سنوات إثر تخرّجك من جامعة اليرموك الأردنية وتفوّقك في الفنون الأكاديمية، ألا تعتقد أن نجوميتك تأخّرت كثيراً عن زملائك الذين سبقوك؟ وإلى أي حدّ لعب مسلسلك "الحسن والحسين" دوراً في صنع نجوميتك الجديدة؟
تأخر نجوميتي لليوم شيء طبيعي في الأردن بحكم ندرة الإنتاج المحلّي، وتتحمّل مسؤوليته شركات الإنتاج التي تمنح أدوار البطولة أو الأدوار المهمة بمقاييسها التجارية والفنية الخاصة بها. أما شهرتي ونجوميتي العربية فلم تتحقّقا لي إلا مؤخراً، بعد عرض مسلسلي التاريخي "الحسن والحسين" الذي عرّف الجمهور المصري والعربي عليّ عن قرب من خلال شخصية هامة حاضرة في تاريخنا الديني لليوم، ونجاحه في العالم العربي، أثبت أنه يدعو للوحدة بين المسلمين ولا يخشى منه.
أحقاً كان هذا الدور أول بطولة تلفزيونية لك؟
نعم. وأنا مدين له بالكثير وأعتبره صاحب الفضل الأول بنجوميتي العربية التي حقّقتها مؤخراً من خلاله.
كيف تمّ اختيارك لتجسّد شخصية تاريخية حسّاسة لما قد تثيره ضدك من أقاويل وتهجّم من متشدّدين دينيين، حيث خشي كثير من علماء الدين العرب أن يجدّد عرضه الفتنة بين السنّة والشيعة؟
حين تلقّيت أول اتصال من شركة الإنتاج، تردّدت فعلاً وشعرت أنه عليّ التريّث قبل اتّخاذي قرار الموافقة أو الرفض، وطلبت قبل مناقشة الموضوع النص حتى أقرأه جيداً وأعرف توجّهه الفكري والتاريخي، وليطمئن قلبي أنه لن يثير أي خلاف أو فرقة بين الناس. وخلال قراءتي له، استشرت أسرتي ووالديّ. نصحني الجميع بعدم التسرّع بقبوله، خوفاً منهم عليّ وخاصةً والدتي، لكن بعد قراءتي الكاملة للنص وأبعاد الشخصية، أحببتها وتعلّقت بها، وشعرت أنه إذا أدّاها أحد غيري فلن يجسّدها مثلي أبداً، ولم أبالِ بخوف أهلي عليّ من هذا الدور واعتراض كثيرين على مسألة تجسيدها على الشاشة. ووافقت فوراً وبحماس.
لم تكن أول فنان يعرض عليه دور الإمام الحسن، أليس كذلك؟
هذا صحيح، عرض الدور على نجمين سوريين معروفين أجريا اختباراً وماكياجاً له، لكن المخرج في النهاية لم يتحمّس لأن يقوم به فنان معروف يحفظ جمهوره العربي صورة ذهنية سابقة له. وأحبّ أن يختار فناناً شاباً غير مشهور كثيراً بأدوار مناقضة لهذا الدور ما يجعل مهمة إقناعه للجمهور بشخصية الإمام الحسن ممكنة، وليست صعبة، فوقع اختياره عليّ من حسن حظي.
وصديقك المقرّب الفنان محمد المجالي الذي شاركك بطولته بأدائه شخصية شقيقك الإمام الحسين رضي الله عنه؟
عرض دوره قبله على الفنان السوري سامر المصري الذي آثر السلامة من المشاكل ورفضه، فآل الدور لصديقي محمد المجالي وأدّاه باقتدار.
والدتي شعرت بالقلق
من كان أكثر الناس قلقاً عليك من أدائك لهذه الشخصية الحسّاسة دينياً بعد تزايد اعتراض المؤسسات الدينية على تجسيدها درامياً، ومن بينها الأزهر الشريف في مصر والهاشميون في الأردن؟
والدتي بحكم أني أصغر أبنائها، والتي بالرغم من أنها ربّة منزل وغير متابعة للحركة الفنية، إلا أنها شعرت بالقلق بعد ظهور معارضين للعمل من هنا وهناك، وسماعها تحذير إخوتي لي من قبوله خشية تعرّضي للمتاعب، فأصرّت عليّ أن أتريّث حتى تصلّي لي صلاة استخارة بمشاركتي كي يطمئن قلبها عليّ. وبالفعل صلّت، وانفتح قلبها خلال الصلاة للعمل ومشاركتي فيه خاصةً بعد أن وثقت من أن النص يوحّد المسلمين ولا يفرّقهم ويبيّن أن عبدالله بن سبأ هو محرّك الفتنة الرئيسي.
رفض الدور نجمان سوريان خوفاً على نفسيهما. فهل تمّ إغراؤك مادياً بأجر عالٍ حتى توافق عليه؟
(ضاحكاً) بل العكس هو الصحيح، استغللت مادياً باعتبار أنهم يعطوني أول بطولة مطلقة لي كفنان شاب.
من كان أجره أعلى، أنت بدور الحسن أم محمد المجالي بدور الحسين؟
مع أن مشاهدي أكثر من مشاهد محمد المجالي بمائة مشهد تقريباً، إلا أننا تقاضينا الأجر نفسه بحكم أننا شقيقان في العمل. وتغيّر الأمر بدخولنا العام الثاني من تصويره حيث طالبت بإنصاف جهدي وتمّ ما طلبت وغيّروا لي عقدي وأعطوني حقي المالي والمعنوي الذي أستحقّه فعلاً.
أعلى أجر تقاضاه، والأعمال التي ساهمت في صناعة نجوميته، احتدام المنافسة بينه وبين محمد المجالي خلال تصوير العمل، المخرج الذي توقّع له على بياض، موقفه من تجسيد الصحابة على التلفزيون والرسائل التي تلقاها لثنيه عن تجربته المثيرة للجدل، وغيرها من التفاصيل في العدد 1596 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.
