قبل أسبوع من دخولها المستشفى، وفي جلسة فنية إعلامية جمعت الفنان فادي عبود والإعلاميين علي العلياني وياسر الشمراني وعدداً آخر من الأصدقاء، بدأ فادي بالعزف على غيتاره والغناء. ثم غنّى موالاً عراقياً بعنوان «أصد عنّك»، فقال له علي العلياني: «جميل ما غنيت، لكن أتريد أن تسمع الموال من صاحبته»؟ واتصل العلياني بالفنانة رباب ليتضح أنه أيقظها من نومها. لكنها رغم ذلك رحبت بالاتصال، فطلب منها العلياني أن تستمع للموال بصوت فادي الذي غنّاه كما سمعه بصوت غيرها، أنصتت رباب ثم قالت: «جميل.. جميل.. إسمعه الآن مني» وغنته، فصمت الكل. ثم طلب العلياني منها أن تسمعنا أغنية أخرى، وصمت الكل مرغماً لسطوة الصوت، فعرّفتها عن نفسي وسألتها أن تغني لي أغنيتي المفضلة «عاطفي» والتي كنا نتفق أنا وإياها أنها إحدى أجمل الكلمات التي غنت. وغنّتها. ثم قالت لعلي: «اتصل بي في أوقات أخرى أريد التحدث معك وليس فقط في لحظات سعادتك». ووعدها علي بالاتصال بها. فبادرت أنا بالاتصال بها بعد يومين وسألتها عن أحوالها فتجيب وبدماثة «بخير الحمدلله»، وحمدت رباب ربها وهي تطمئنني عن حالها وأحوالها، وسألتها أن نشرب القهوة سوياً خلال أسبوع لنجري لقاءً صحفياً. لكننا وكغيرنا، فوجئنا بعد ذلك الاتصال بخمسة أيام، بخبر دخولها المستشفى إثر إصابتها بنزيف حاد في المخ أدى إلى دخولها غرفة العناية المشددة، ثم وفاتها التي كانت أكثر قسوة على قلوبنا لأن الرحيل مؤلم. وقد علمت «سيدتي» أن المذيع علي العلياني الذي كان قد اتفق معها على موعد للقاء لم يتم بسبب رحيلها المفاجىء، صعق لدى بلوغه خبر وفاتها، وبكى بشدة أثناء وجوده حينها في المغرب.
تجاهل الوسط الفني
وكانت الفنانة رباب قد أُصيبت قبلها بجلطة دخلت بسببها المستشفى دون أن يسأل أحد عن غيابها، وعندما خرجت أعربت عن أسفها لتجاهل الوسط الفني أزمتها الصحية، مؤكدة أن أحداً لم يتصل بها باستثناء الفنان عبد الكريم عبد القادر الذي اطمأن على صحتها، وكان يودّ حقاً زيارتها لولا وجود ظروف إجبارية بعضها صحيّ منعته من المجيء.
والغريب أن كل الذين خذلوها في حياتها حضروا مأتمها. وكنت أحد العارفين بهذا الأمر لأننا كنا دائماً على اتصال معها. رباب التي كانت تقول دائماً في اتصالاتنا المتكررة: «أريد منهم أن يروني ويسمعوني وأنا حية. لا أريد منهم أن يتذكروني في موتي»، كأنها كانت تعلم أن كل الذين يرفضون الإجابة على اتصالاتها، سيكونون في مأتمها ويتذكرونها بمحاسنها، وكأنها كانت تعلم أن كل وسائل الإعلام التي طمست معالمها الفنية ستستيقظ يوماً على خبر وفاتها لتتناقله كسبق صحفي. لذلك، تسابق الجميع على خبر الموت قبل التأكد منه، وكأنها كانت تعلم أنها عندما غنت «عاطفي»، كنا سنهديها لكل الناس الذين خذلوها ابتداءً من وسائل الإعلام مروراً بالفنانين وانتهاءً بشركات الإنتاج.
ولدت رباب عام 1947، في البصرة في العراق. وبعدها، غادرت مع عائلتها عندما كان عمرها ستة أشهر إلى الكويت حيث نشأت وتــرعــرت. وفـي عـــام 1977، تقدمت إلى برنامج موهوبين في تلفزيون الكويت ونجحت كأفضل صوت واعد. بعدها، شاركت في كورال مسرح التلفزيون الكويتي عام 1978. ونالت جائزة أفضل كورال. وبعد ذلك، تهافتت عليها شركات الإنتاج لينتجوا لها ألبوماتها. واستقرت في شركة فنــون الجزيــرة وأنتجت لهـــا الشركة أغلب ألبوماتها. توفيت في 3 يوليو 2010 في الشارقة في الإمارات حيث كانت مستقرّة إلى تاريخ وفاتها.
ألبوماتها:
إجرح 1980 لاتنادي 1981 رباب 1981 جبرني الشوق1982 البارحة 1982 لاتحاسبني 1983 متعنين 1984 الحب الأول 1984 لا تستغرب 1985 اش معنى انا 1985 احتمال 1986 اهات رباب ومزعل 1987 احتمالاتك خطا 1987 الاطلال اتت الظروف غيرت عنواني 1988 رباب 1988 ياسيدي ارتاح1989 سالنا عليك 1990 فدوة 1991 لايهمك من يقول1992 قلبي عفا 1993 لا تقدم عذر 1993 لا للحب 1994 تعال اعتب 1995 الكلمة ميزان 1999 رباب 2000 جرح الزمن 2002 رباب 2004 أغلى ناسي 2005 آخر قراري 2007.