سعاد عبدالله: أنا ضد محاكمة مبارك بعنف وعادل إمام غيّر في "فرقة

نجمة بارزة في عالم الدراما الخليجية، ورقم صعب في الدراما الكويتية. استطاعت أن ترسم لنفسها خطاً مميّزاً وواضحاً على مدى سنوات طويلة، وأن تترك بصماتها الإبداعية في مختلف المجالات والأصعدة، بدايةً من الأوبريتات الغنائية التي جمعتها مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا والتي لاتزال تعرض حتى الآن، وتعدّ علامات فارقة في مسيرة الدراما الكويتية والخليجية، أو من خلال أعمالها الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية. لقّبت بالعديد من الألقاب، منها: "سندريللا الخليج" و"صائدة الجوائز" وكذلك "سفيرة النوايا الحسنة فوق العادة"، بعد أن تمّ اختيارها لهذا المنصب في بداية الألفية الحالية، وتحديداً في العام 2005، من جانب منظمة الأمم المتحدة. لكنها، أثناء هذا الحوار، رفضت الحديث حول هذه النقطة، وقد تكون أسقطتها من الذاكرة، خاصة إذا رجعنا للوراء وتذكّرنا كيف استقالت من منصبها في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، وكيف كان المجتمع الدولي صامتاً آنذاك. "سيدتي" التقت سعاد عبدالله في مكتبها في الحوار التالي معها:

بداية، أسألك عن شعورك بحصدك العديد من الجوائز في استفتاء "سيدتي" للأعمال الرمضانية 2011؟

- مهما بلغ الفنان من شهرة ونجومية، فإنه يظلّ دائماً في حاجة إلى الدعم الإعلامي، فما بالنا إذا كانت هذه الجهة الإعلامية هي مجلة "سيدتي" المنتشرة على مستوى الوطن العربي كله؟! بالطبع، أنا سعيدة بهذا الفوز.

"خوات دنيا"

ماذا في جعبتك من جديد الآن؟

- أصوّر مسلسلاً تلفزيونياً جديداً بعنوان "خوات دنيا"، وقد بدأنا التصوير في بيروت ثم في الكويت، وهو عمل اجتماعي يروي حكاية خمس صديقات هنّ: أنيسة، ماجدة، ميسون، ابتسام وسلوى. وتدور من خلالهنّ قصص مختلفة في الوسط الاجتماعي الذي يعشن فيه. ثم تتكشّف لنا من خلال جلساتهنّ ولقاءاتهنّ تفاصيل حياة كل واحدة منهنّ وأفراحهنّ وأحزانهنّ وأحلامهنّ وآمالهن وخيباتهنّ والمصاعب التي تواجههنّ ومحاولة تعايشهنّ معها. كل منهنّ مختلفة عن الآخرى في الآراء والتوجّهات وفي أسلوب الحياة، فلكلّ منهنّ إشكالاتها وطريقة تفكيرها. وتتشابك خيوط حياة هؤلاء النسوة. وكلما تشابكت، ازدادت علاقتهنّ ببعضهنّ تعقيداً. عموماً، يسلّط العمل الضوء على مشكلات المرأة العربية، لا سيما الخليجية. وينتقل بين تلك القصص في بانوراما استعراضية لأحداث ومشكلات كثيرة. إنهنّ صديقات قبلن بعضهنّ على علاّتهنّ تحت مبدأ: "لا نبحث عن الكمال فيمن نحب، ولكننا نبحث عن الصدق والعفوية". إنها قصة تعيدنا إلى زمن الصداقة الحقيقية، التي بدأت تتقلّص وتمحى في زماننا الحالي. وتشارك في بطولة هذا المسلسل مجموعة كبيرة من الفنانات من الكويت والخليج والوطن العربي كله، فمن مصر تشارك مها أبو عوف ومن الأردن عبير عيسى ومن الكويت زهرة الخرجي ومرام وعبير أحمد وصمود وزينة كرم، إلى جانب أسماء أخرى كثيرة. ولكن، أهم ما يحضرني الآن في العمل هو الحديث عن القضية المطروحة فيه، حيث الصداقة المخلصة رغم اختلاف الجنسيات والمذاهب الدينية.

أعتقد أن هذا هو التوجّه الذي تنتهجينه في أعمالك دائماً، أليس كذلك؟

- نعم، أنا أركّز في هذا العمل على هذا الاتجاه؛ وعلى سبيل المثال: عندما توفي أحد الأشخاص الفلسطينيين في العمل، أقمنا العزاء في الكويت،في رسالة واضحة مفادها أن لا حدود ولا فوارق بين الشعوب العربية كلها. وحتى على المستوى الشخصي، فقد كانت لي صديقة مقرّبة وكاتمة أسراري من إحدى الجنسيات العربية.

ولكن، أنت كمنتجة لهذا المسلسل، ألم تنتهجي هذا التنوّع في أسماء الممثلات من أجل تسويق العمل؟

- لا، ليس الأمر كذلك، فقصة العمل هي التي تحتّم علينا ذلك.

هل ثمة قناة معينة تمّ الاتفاق معها لعرض هذا المسلسل؟

- لا. ولكن، قد يتمّ الاتفاق مع محطة الـ "أم بس سي" أو التلفزيون الكويتي أو تلفزيون" الراي" الكويتي.

الربيع العربي


هل تقلّص الإنتاج الدرامي في مصر حالياً، والتوتر الذي يسود الكثير من البلدان العربية ، يعملان على زيادة وهج وحضور الدراما الخليجية؟

- "عمرنا ما فكرنا نطلع على أكتاف الآخرين". هذا السؤال يحمل بين طيّاته نظرة دونية لا أقبلها. الربيع العربي وما حدث في الكثير من البلدان العربية يلامسنا نحن ككويتيين وكخليجيين. وكلنا متعاطفون مع كافة الشعوب العربية، سواء فيما يحدث في سوريا الآن أو ما حدث في مصر وتونس واليمن وليبيا. ورغم ما تتحدّث عنه، تبقى الدراما المصرية هي الرائدة، وتقلّص الإنتاج فيها لمدة عام لا يقلّل من حضورها، وستبقى والدراما السورية في الصدارة.

ما أودّ التأكيد عليه هو أنني أتحدّث عن التسويق وليس الريادة أو الحضور أو الضعف. أعتقد أن ما يحدث يصبّ في خانة زيادة تسويق الدراما الخليجية بوجه عام، فالكل يعلم أن الدراما الخليجية أصبحت رقماً صعباً حتى قبل الربيع العربي.

- حتى لو أننا نتحدّث من ناحية التسويق كما تقول، فظهور مسلسل مصري في هذه الظروف الصعبة هو مدعاة لتسويقه قبل غيره، لأنهم صنعوه رغم كل شيء. واحتراماً لهم، يجب أن نُقبل على هذا العمل.

هذا الكلام ينطبق على مسلسل "كيد النسا" في شهر رمضان الماضي فهو كوميدي وخفيف. ولم يتعرّض للظروف القاسية التي عاشها الشعب المصري أيام ثورة "25 يناير"، وقد تابعه الجمهور بشغف ونجح بالفعل. أليس كذلك؟

- نعم، هذا صحيح، والظروف نفسها هي التي دعت فناناً مهماً مثل عادل إمام أن يعدّل في سيناريو مسلسله الجديد" فرقة ناجي عطا الله" حتى يتواءم مع الظروف الحالية.

كنا مخدوعين بشعارات

تساءلت في حوار سابق لك في الإذاعة المصرية مع الإعلامية آمال العمدة أثناء فترة الغزو العراقي لدولة الكويت وقلت: "هل أشعر بالعار لأنني عربية"؟ فهل هذا السؤال لايزال يراودك؟

- قلته في وقتها، وفي لحظة انفعال، والموقف نفسه هو الذي فرض ذلك عليّ. ولكن، هذا لا يعني أن ما أراه الآن، لا يجعلني أشعر بقوة الانتماء إلى القومية العربية. لقد كنا مخدوعين بشعارات لم تكن حقيقية، فالهدف العربي لم يعد واحداً، والوجع العربي لم يعد واحداً، بل أصبح لدينا ألف هدف وألف وجع وألف مذهب طائفي، وأضحى المال يتحكّم الآن، والكرسي له بريق، وباتت أولويات الشعوب في أدنى اهتمامات الكثير من الحكّام. كل ذلك يجعلك تعيد النظر في معتقداتك السابقة. ولا أخجل من القول إن الفنانين المصريين والشعب المصري والحكومة المصرية كان لهم موقف مشرّف خلال هذه الأزمة، وإذا لم أقل هذا الكلام أكون إنسانة جاحدة.

هل لهذا الموقف آنذاك، ومساندة نظام مبارك الشرعية الكويتية هو ما يدعو الكثير من الكويتيين إلى الحزن على محاكمته الآن؟

- قد يكون ذلك بالفعل. ولكن، أنا ضد العنف بشكل عام.

ولكن، المحاكمة تجري وفق القانون وليس هناك عنف، فالشعب المصري مثلاً لم يسحل رئيسه مثل الشعب الليبي؟

- عفواً، هذه وجهة نظرك أنت. وأنا لا أدخل معك في جدل. أنا أدعو دائماً إلى الاحترام والتقدير، وهذا الأمر يحدث في دول العالم المتقدّم عندما يحاكمون الطغاة، فإنهم يحاكمونهم محاكمة محترمة. ومن وجهة نظري، الكبير له احترامه حتى لو أخطأ.

أكثر من واحدة

من الفنانة الشابة التي ترين أن فيها روح سعاد عبدالله؟

- هناك أكثر من واحدة تقول إنها ترى نفسها فيّ. وأنا أتشرّف بذلك.

لو لم تجسّد سعاد عبدالله دورها في مسلسل "زوارة خميس" أو "أم البنات"، من الفنانة التي ترينها صالحة للدور؟

- لا أستطيع أن أحدّد واحدة بعينها؛ لأنني كنت أجسّد دور أم لديها أبناء كبار في السن، وكل الممثلات الصغيرات الآن لسن في نفس مرحلتي العمرية.

 الكتّاب الشباب

هل نستطيع أن نقول إنك أنت من أخذت بيد الكتّاب الشباب أم هم من أمدوّك بنَفَس جديد في النصوص والحكايات والرؤى؟

- عملت مع كتاّب كثيرين ليسوا شباباً. فالكاتبة وداد الكواري ليست شابة وهي من العناصر المخضرمة، أما في ما يتعلّق بالكاتبة الشابة هبة مشاري حمادة، فأعتقد أنني أخذت بيدها عندما عملت معي في ثلاثة مسلسلات، وهي: "فضة قلبها أبيض" و"أم البنات" و"زوارة خميس". وكل عمل كان أكثر نجاحاً من الآخر، أما بقية الكتّاب الشباب، فأرى أن لهم إنتاجات جيدة على المستوى الإبداعي، وأنصحهم بألا يعملوا بشكل استهلاكي، وعليهم أن يبحثوا عن الكيف وليس عن الكمّ. وفي هذا الصدد، هناك عمل جديد يجمعني مع الكاتب الشاب عبدالعزيز الحشاش بعنوان "غريب الدار".