بعضهم أكّد تعرّضه أيضاً للتحرّش على غرار الفنانات وآخرون اتهموهنّ باختلاق الشائعات لتبرير فشلهنّ

بعد أن اتهم عدد من الفنانات العربيات بعض العاملين بالوسط الفني من الرجال بمضايقتهنّ ومعاكستهنّ والتعرّض لهنّ بكلمات تمثّل تحرّشاً لفظياً، والنظر إلى الفنانة باعتبارها أنثى، جاء ردّ عدد من الفنانين عبر "سيدتي"، بعد أن كنا عرضنا في العدد الفائت آراء عدد من الفنانات بظاهرة التحرّش الجنسي في الوسط الفني:

كلام فارغ

رفض الفنان ماجد المصري بشدّة أي اتهام من هذا النوع للفنانين أو الوسط الفني المصري بشكل عام، موضحاً أنّ اتهام بعض الفنانات لرجال من الوسط الفني بمعاكستهنّ "كلام فارغ"، ولا يخضع للمنطق والعقل. ولا يصدر إلا من شخص غير محترم بالأساس، وأنّ الفنانين عند دخولهم موقع التصوير فهم يقومون بعمل إبداعي لا يتسق بالمرة مع مثل تلك المهاترات. مشدّداً على أنّ كل الفنانين الذين يعرفهم أو تعامل معهم محترمون جداً، مبيّناً أنه يرتبط بعلاقات مميّزة مع كل الفنانين تسودها الأخوة والصداقة و"الجدعنة" والشهامة الموجودة في كل المصريين.

المعاكسات موجودة


أكد الفنان العُماني إبراهيم الزدجالي أنّ المضايقات والمعاكسات للفنانات موجودة في الوسط الفني، وأنّ الفنان المحترم يظل محترماً، والفنانة المحترمة تفرض طبيعة تعامل الناس معها حسبما تريد، موضحاً أنّ علاقته بكل زميلاته الفنانات مبنية على المحبة والاحترام بالدرجة الأولى، مشدّداً على أنه من الضروري للفنان أن يتجنّب المشاكل والصراعات الشخصية لأنها مضيعة للوقت وتفقده تركيزه في عمله الإبداعي.

يتعدّون الخطوط الحمراء


فيما يرى الفنان السعودي هشام عبد الرحمن أنّ من يحترم نفسه لا يستطيع أي شخص آخر أن يقلّل من مكانته، والفنانة التي تحترم نفسها وفنها لا يمكن أن ينال منها أي أحد بسوء أو يتحرّش بها، إلا إذا لم تحترم نفسها وجسدها ولسانها، وقال: "في حال أظهرت الفنانة مفاتنها فإنها ربما تصبح عرضة للتحرش؛ فالفنان نفسه هو مقياس احترامه، كما أنّ الفنان الناجح هو من يضع خطوطاً حمراء بينه وبين الآخرين، ولكن بعض الفنانين والفنانات يتعدّون تلك الخطوط. وفي هذه الحالة، لا يمكن لها التراجع، ويدفع عدداً من ضعاف النفوس للتجاوز، مثل أن تدخل فنانة ما في نقاشات مفتوحة وجريئة مع الفنانين ثم تغضب لسماعها بعض الكلمات الجارحة، وهذا غير منطقي منها. وللعلم، بعض الفنانين يتعرّضون أيضاً لمعاكسات وتحرّش من بعض الفنانات أيضاً".

السبب دخول رأس المال


أما الفنان السوري ميلاد يوسف فقال: "التعرّض للمرأة بالمضايقات والمعاكسات موجود في عالمنا العربي بكل المجالات ومنها الوسط الفني بالتأكيد، وإذا كانت الفنانة محترمة، فإنها ستفرض احترامها على جميع من يتعامل معها من الرجال. وللعلم، مثل تلك الأشياء ليست موجودة بكثرة في الوسط الفني السوري. فكلنا ممثلون شبه أصدقاء، وتربطنا علاقات جيدة داخل وخارج مواقع التصوير. وبالنسبة إليّ، فإنّ علاقتي بكل الفنانات علاقة أخوّة وصداقة ومشاركة في النجاحات والإخفاقات، وأعتبر أنّ الفنان ليس مسؤولاً عن نفسه فقط في هذا الوسط بل هو مسؤول عن كل من حوله أو يتعامل معهم. وعموماً، فبين كل الفنانين وخاصة الكبار والمحترمين أخلاقيات عالية واحترام متبادل تحمي الوسط من أي فعل أو عنصر دخيل".

وأضاف: "أعتقد أنّ السبب في وجود مثل تلك الأفعال الغريبة تجاه بعض الفنانات دخول رأس مال ليس هدفه الفن بل له أهداف أخرى غير أخلاقية، فهناك عدد من المنتجين من محدثي النعمة والمشبوهين أخلاقياً، يحاولون إفساد بعض الفنانات بل وإدخال مجموعة من الفنانات الجديدات المشبوهات أخلاقياً أيضاً، ولكن الوسط الفني يفرز مثل هؤلاء ويطردهم حتى ولو كانوا من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة".

الجيد والرديء


بينما قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر:" الوسط الفني بشكل عام فيه الجيد والرديء، والفنان صاحب الأخلاق الحميدة والفنان معدوم الأخلاق، مثله في ذلك مثل أي مجال للعمل سواء في الطب أو الهندسة أو التدريس الجامعي أو غيرها من الأوساط التي يتمّ فيها الاختلاط، وتنشأ فيها علاقات متشعّبة ومتداخلة ومتباينة بين الرجل والمرأة، ولكن مشكلة الوسط الفني أنه تحت الضوء وأي مشكلة فيه يتمّ تضخيمها. فمن الطبيعي مثلاً أن تجد في أي مجال عمل مختلط تلك الأمور، كأن يعجب طبيب بطبيبة مثلاً ويغازلها. في النهاية، كل فنان يتصرف وفق تربيته وأصله واحترامه لذاته. وأنا بالطبع ضد التجاوزات الأخلاقية ضد الفنانات".

تعرّضت للمعاكسة


أوضح الفنان المصري أحمد زاهر أنّ المضايقات للمرأة تحدث في كل المجالات وليس الفن فقط، مبيّناً أنه تعرّض للمعاكسة خلال أدائه بعض الأدوار في مصر والعالم العربي، وأنّ مثل تلك الأشياء أمر طبيعي، وتحدث بين المرأة والرجل ولا ترتبط بمكان ما أو مهنة معينة، وأضاف: "الفنانة المحترمة تفرض احترامها على الجميع، من خلال تعاملها الراقي والملتزم، أما الفنانة التي تقلّل من أدبها فسوف يتعامل معها أغلب من في الوسط بنفس معاملتها وأخلاقياتها. وبالنسبة إليّ، علاقتي بكل الفنانات بالوسط تدور في إطار من الزمالة والاحترام، وأنا رجل متزوج وأحب زوجتي وابنتيّ، وليس لي أي علاقات نسائية، وغير مستعد نهائياً أن تكون لي نزوة مع فنانة أو أي امرأة، وأدعو الله أن يرزقني بالحلال، كما أنّ حضوري للمناسبات والحفلات الفنية والاجتماعية قليل جداً".

أين المضايقات؟


اعتبر الفنان السعودي سعيد قريش أنّ الخلافات والمشاكل التي كثرت في الأونة الأخيرة بين الفنانين شيء مؤسف، موضحاً أنه من المفترض أن يكون الرقي عنوان التعامل بين فنانين يتخذهم بعض الناس وخاصة الشباب مُثلاً وقدوة وأصحاب رسالة، مبيّناً أنه يرتبط بعلاقات احترام وودّ مع كل الفنانات اللاتي عمل معهنّ أو لم يعمل معهنّ بالوسط الفني السعودي والخليجي والعربي، مشدّداً على أنه وطوال مشواره الفني لا يحب الدخول في مشاكل أو مهاترات شخصية، مؤكداً أنه لم يرَ أمامه مثل تلك المضايقات التي تتحدّث عنها بعض الفنانات أو حتى سمع بها داخل الوسط.

إشاعات


نفى الفنان المصري محمد رياض أن يكون قد رأى طوال مشواره الفني أي شيء بتاتاً ممّا ذكرته بعض الفنانات عن وجود مضايقات لهنّ كإناث من رجال الوسط الفني، معتبراً أنّ هؤلاء الفنانات ليس لهنّ علاقة بالوسط، وأنّ مثل هذا الكلام يندرج في خانة الشائعات التي تطلق على الفنانين من حين لآخر، وتابع: "من الممكن أنّ تقول أي فنانة فاشلة مثل هذا الكلام، أما بالنسبة للفنانات الحقيقيات من زميلاتي بالوسط الفني فهنّ محترمات، ولا يصدر منهنّ هذا الكلام الفارغ، وبالطبع علاقتي بكل الفنانات علاقة زمالة وأخوة وودّ واحترام".

زمالة محترمة


بيّن الفنان السعودي الشاب طلال السدر أنه تعامل مع عدد كبير من الفنانات بالوسط الفني السعودي والخليجي والعربي. ولم يلمس وجود مثل تلك الاتهامات الأخلاقية، موضحاً أنه يرتبط بعلاقات زمالة محترمة يسودها الودّ والمحبة بعدد كبير من الفنانات تنتهي مع الخروج من موقع التصوير.

النجوم السعوديون والخليجيون يمتنعون

كان اللافت في هذا التحقيق أنّ عدداً كبيراً من نجوم الفن السعودي والخليجي كانوا متحفّظين في الحديث عن هذا الأمر، أو التعليق على كل ما ورد من اتهامات أخلاقية من قبل عدد من الفنانات العربيات تجاه بعض الرجال بالوسط الفني. وبالطبع، وبدون ذكر أسمائهم، رفضوا المشاركة بآرائهم، ولكلّ منهم أسبابه القوية سواء كانت واضحة أو خفية.

 

فضائح خليجية

انتشر في وسائل الإعلام والمنتديات ومواقع الإنترنت عدد من القضايا المتعلّقة بمضايقات ومعاكسات وصلت حدّ التحرّش، تعرّضت لها بعض الفنانات في الوسط الفني الخليجي، فقد رفضت فنانة خليجية العمل مع ممثل ومنتج خليجي من دولة أخرى وانسحبت من المسلسل الذي كانت بصدد تصويره مع المنتج لأنها اتهمته بالتحرّش بها. كذلك حدثت مشكلة كبيرة عبر وسائل الإعلام بين فنانة مبتدئة ونجم كبير حاول التحرّش بها في الكواليس، وأيضاً اعترافات فنانة شهيرة بتعرّضها للتحرّش اللفظي من قبل عدد من الفنانين بشكل صريح.

كادر

اعترافات مصرية بالتحرّش

تفاجأ الكثيرون بما أعلنته عدد من الفنانات بمصر منذ فترة باعترافهنّ بالتعرّض للتحرّش الجنسي، وروين تجاربهنّ في هذا الإطار دون خوف أو خجل، وانتشر ذلك عبر وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت بصورة كبيرة.

نجمات عربيات وتجاربهنّ في "المعاكسات"

شهدت صفحات الجرائد والمجلات وفضاء الإنترنت العديد من التصريحات التي أدلى بها عدد من الفنانات العربيات عن تجاربهنّ في التعرّض للمعاكسات والمضايقات من قبل رجال الوسط الفني؛ حيث أعلنت فنانة من بلاد الشام أنها اضطرت للزواج العرفي من أحد المنتجين بعد حصاره لها بالمضايقات والمعاكسات الجنسية، فيما اعترفت أخرى بأنها تعرّضت لمحاولات تحرّش جنسي من قبل بعض المؤلفين والملحنين مقابل التعاون معها في بداية مشوارها الفني، والأمر ذاته تكرّر مع ممثلة ومطربة شامية أكّدت أنها تعرّضت للتحرّش على يد المنتج الذي أنتج لها في بداياتها بعد رفضها الزواج منه.

 

التحرّش في الحفلات

تعرّض عدد من المطربات والفنانات والراقصات للتحرّش من قبل بعض الجماهير في مناسبات فنية عدة خلال السنوات القليلة الماضية؛ حيث حدث ذلك مع ممثلة وراقصة شهيرة في افتتاح فيلم جديد لها في إحدى دور العرض السينمائي وخلال رقصها في حفل لإحدى المدارس، كما تعرّضت مطربة وممثلة للتحرّش من بعض الجماهير أثناء حفل غنائي لها، وهو ما تكرّر مع مواطنتها بعد ذلك.

التحرّش في الثورات

من المخزي أن تتعرّض فنانة كبيرة ابتعدت سنين عن عالم التمثيل وعادت للظهور في موقف خلال ثورة 25 يناير بمصر من قبل قلة من الشباب غير المنضبط أخلاقياً في ميدان التحرير للتحرّش، وهو ما تكرّر مع فنانات أخريات، وأيضاً ناشطات، والأدهى مراسلات وصحفيات أجنبيات حضرن من بلادهنّ لتغطية الثورة.