"سيدتي" بصحبة نجم الكوميديا حسن مصطفى في أسواق جدة

هو أحد أهمّ نجوم الكوميديا في العالم العربي. أضحك الجمهور كثيراً ولا يزال من خلال أعماله المسرحية. وقدّم العديد من الأعمال السينمائية والدرامية الراقية. إنه الفنان حسن مصطفى، ناظر «مدرسة المشاغبين» وبطل «العيال كبرت». التقيناه في جدة ورافقناه في جولة تسوّق زار خلالها العديد من المعارض التجارية الراقية. تخلّلت الجولة دردشة صحفية في الحوار التالي: 

 

قلت سابقاً في حوار فني إنك حزين لما وصل إليه حال المسرح. هل مازلت حزيناً، ولماذا؟

بل زاد حزني. فحال المسرح في تدهور مستمر. فهو يعاني منذ بداية عام 2000م من انصراف الجمهور وتناقص عدد النجوم. ولا بدّ من التأكيد على أن الأمر لا يقتصر على المسرح المصري فقط، بل يشمل المسرح العالمي أيضاً. وأعتقد أن الفضائيات هي السبب الأهمّ في انهياره. كما أن اختفاء العمالقة من العمل المسرحي يعدّ سبباً آخر لما وصل إليه حال المسرح، أضف إلى ذلك أن جمهور وعشّاق المسرح انصرفوا عنه بسبب تسارع وتيرة الحياة والزحام الذي يرهقهم. كما أنه أصبح مكلفاً من الناحية المادية، وبالتالي أصبحت الأسر غير قادرة على ارتياده. كل هذه العوامل، بالإضافة إلى اختفاء نجوم الكوميديا ساهمت في تدهور حاله.

إذاً، هل تتوقّع انتهاء المسرح؟

لا أعتقد أنه سينتهي. نحن في مصر لدينا هيئة خاصة بالمسرح تعمل بكل جهد لإنقاذ المسرح المصري. وفي الوقت ذاته، لابدّ أن يتدخّل مسرح القطاع الخاص ليعيد للمسرح ازدهاره، لأن اختفاءه يؤكّد أننا نعاني من ركود مسرحي. وأعتقد أن العمل الجيد وتسهيل العقبات عاملان يمكن أن يساهما في إعادة الجماهير للمسرح.

 

من يضحك فنان الكوميديا حسن مصطفى؟

كل من يقدّم دوراً جيداً في مسرحية جيدة أو فيلم جيد أو عمل درامي جيد.

ومن يبكيك؟

كثيرون. هم من أضحكوني حتى البكاء. لدينا محترفون في الضحك. ولكن السؤال: ماذا يقدّمون؟ في العالم العربي هناك حسين عبد الرضا وخالد النفيسي، الموهوب الذي يمتلك كاريزما أدوات الضحك، ويقدّم عملاً جيداً يضحكني حتى البكاء.

 

المسرح العربي المشترك

على ذكر حسين عبد الرضا وخالد النفيسي، أين المسرحيات الكوميدية العربية المشتركة؟

أحبّذ وأشجّع الأعمال الكوميدية العربية المشتركة. لقد شاركت في مسرحية «الدنيا دولاب دوار» للكاتب فارس وياكيم وحسن علاء الدين (أبو الشوارب) وعرضت في بيروت لمدة ستة شهور. كما عرضتُ العديد من المسرحيات في الدول العربية. أستطيع أن أؤكد أن العمل العربي المشترك لم يأخذ حقه في المسرح. قد يكون الغناء المناسبي أفضل حالاً والدراما والسينما كذلك. لكنّ المسرح، وللأسف، مازال بعيداً كل البعد عن الأعمال العربية المشتركة.

هل تتذكّر أول أجر تقاضيته؟

بالطبع. كان 30 جنيهاً عن دور في فيلم «الزواج على الطريقة الحديثة» مع سعاد حسني وفريد شوقي ومحمد رضا وحسن يوسف. وكنت ألعب فيه دور رجل في الستين، رغم أن عمري لم يكن يتجاوز 25 سنة.

وماذا عن أعلى أجر؟

لا أحب المغالاة في الأجور. وأجري ارتفع نتيجة اجتهادي وما حققته من جماهيرية وشهرة.

 

ومن هنّ بناتك؟

لدينا ثلاث بنات: سمية خرّيجة كلية الآداب، نورا ونجلاء (توأمان) خريجتا اقتصاد وعلوم سياسية وتجارة. جميعهن متزوجات ولا يعملن ولديّ 7 أحفاد.

هل كانت لديهنّ ميول فنية؟

لله الحمد، لم يكن لديهنّ الرغبة في التوجّه نحو الفن. ميولهنّ كانت مختلفة تماماً.

هل كنت تتمنى أنت ووالدتهنّ أن يتوجّهن نحو الفن؟

لم نتمنَ، ولم نكن نمانع. لقد تركنا لهنّ حرية الاختيار، فكان توجّههنّ مختلفاً تماماً، ولله الحمد.

إجابتك توحي بأنك لم ترغب في عمل بناتك في مجال الفن؟

نعم. فأنا ضد عمل المرأة إلا في مجالات محدّدة. المرأة ليس لها إلا بيتها وأبناؤها.

هذا يعني أنك متناقض، زوجتك فنانة، وبناتك لا تحبّذ العمل لهنّ؟

ليس تناقضاً. لقد تعرّفت على الفنانة ميمي جمال على خشبة المسرح وعشنا قصة حب جميلة، تكلّلت بالزواج. تزوجتها وهي فنانة. ولم أكن أرغب في أن أجبرها على ترك الفن الذي تحبه. وفي بداية حياتنا الزوجية، وضعت لها خارطة طريق (الممنوع والمسموح) والتزمت ولله الحمد بهذه الخارطة.

من يطربك؟

محمد عبد الوهاب، كارم محمود، محمد عبد المطلّب، عباس البليدي، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، نجاة، صباح فخري، فيروز، وديع الصافي، ميادة الحناوي، شادية، وردة، هاني شاكر ومحمد ثروت. بعد هؤلاء لا أجد من يطربني.

وماذا عن الجيل الجديد؟

محمد ثروت هو آخر المطربين الذين يمكن أن تستمع إليهم وتفهمهم وتطرب لأعمالهم. الجيل الجديد لا أفهمهم، وبالتالي لا أستمع إليهم.

 

وإليسا، هيفاء ونانسي؟

إليسا حلوة، ونانسي ظريفة، وهيفاء

لا أستمع إليها.

هل كنت تتمنى العمل في مجال آخر؟

والداي تمنيا أن أكون ضابطاً. ولكن، لم أحب العمل الأمني. فتوجّهت لكلية التجارة. ولأنني أعشق الفن، درست في كلية الفنون دون علم والدي، فأنا أعشق الفن منذ الصغر. ولو لم أكن ممثلاً لتمنيت أن أكون ممثلاً.

المرأة والكوميديا

بماذا تفسّر سيطرة الرجال على الكوميديا؟ وأين المرأة الكوميدية؟

المرأة حقّقت نجاحاً كبيراً ولافتاً في عالم الكوميديا. زينات صدقي، ماري منيب، شويكار، إسعاد يونس، ميمي جمال وسهير البابلي، كلها نماذج نسائية كانت لها بصمة واضحة في فن الكوميديا. سؤالك يمكن أن ينطبق على الجيل الحالي، حيث لا توجد على الساحة الفنية كوميديا نسائية. عبلة كامل كانت ممثلة كوميدية جيدة في بدايتها. ولا أدري لماذا ابتعدت عن هذا الفن الجميل؟

 

ماذا قال عن غادة عبد الرازق؟ وما رأيه في محمد هنيدي، هاني رمزي ومحمد سعد؟ وسمية الخشاب؟ والدراما التركية وتفاصيل إضافية في مجلة سيدتي في المكتبات