من تلاعب بصوت صابر الرباعي ومنع ظهوره في وسائل الإعلام التونسية؟ وما رأيه بمن وضع اسمه على القائمة السوداء للفنانين العرب؟ هل هو مطرب بلاطات وقصور أم هو مطرب للشعب؟ من استغلّ اسمه وماذا قال لليبيا؟ وفي المقابل، لماذا تمسّكت أصالة ببقائها في مصر ولم تخرج في مظاهرات الثوار؟ ماذا قالت لنقيب الموسيقيين منير الوسيمي عقب منعها الغناء في مصر؟ ولمَ ترى أن وضعها متقلقل؟ وهل تغني أصالة أغنيات سياسية في المرحلة المقبلة؟ هذه التفاصيل وغيرها في حوار خاص لنجمي الأغنية العربية صابر الرباعي وأصالة إثر مشاركتهما في الحفل الختامي لبرنامج «أمير الشعراء» على قناة أبو ظبي:
عندما غنّيا منذ سنوات خلت بالصدفة «عاللي جرى» قامت الدنيا ولم تقعد، وصارت الأغنية من كلاسيكيات الأغاني العربية. أصالة نصري وصابر الرباعي صوتان مميّزان. ماذا إن اجتمعا سوياً في «ديو» جديد يحكي عن الذي يجري الآن؟ سؤال يحمل في داخله أجوبة كبيرة «سيدتي» انفردت فيها...
صابر: أنا لا أغني لرئيس
ما رأيك بالأحداث الأخيرة التي تجري على الساحة العربية؟
هي حالة صحية، اكتشفت أنه لدينا شباب لا يرضون بالظلم ولديهم أصوات مسموعة وهو شيء إيجابي. الآن، لن يستطيع الغرب أن يعايرنا بأن الأمة العربية مرغمة على السكوت طالما أن هناك شباباً واعياً يعرف ماذا يريد وكيف يأخذ حقوقه.
وكيف ترى مستقبل تونس؟
أيّ تغيير حصل في تونس هو تغيير إيجابي، وأيّ شيء آخر يتعلق بتبعات النظام السابق أو يقترب منه أعتبره اليوم صفحة وانطوت من تاريخ تونس، وبداية عهد «الكلمة للشعب» بكرامة وعزة ومستقبل أفضل.
هل كنت أحد المتضرّرين من النظام السابق؟
بالطبع. مواقف كثيرة حصلت معي جراء ذلك النظام، أهمّها منع ظهوري على شاشات التلفزيون وحتى ذكري في وسائل الإعلام المحلية، و«سرقة صوتي» لأجدني فجأة قد تحدّثت عن الحاكم السابق متملّقاً ودون أن أدري، فهم كان لديهم أشخاص معيّنون للتأثير على الشعب، إذ في البيعة الأخيرة للحاكم السابق وجدتني قد صوّت موافقاً عليه ومباركاً وجوده حتى عام 2014. لقد استعملوا رأيي كواجهة للتأثير على الشعب التونسي وأنا لم أكن في تونس يومها، ولم أكن أستطيع أن أرفض ما يحصل. وأي شخص آخر لم يكن يستطيع الرفض.
"مقاطعاً" أنا لا أغنّي لرئيس... ولم أذكر اسم أيّ رئيس في أغنياتي، لست المطرب المخصّص للرؤساء، ولم أغنِِ يوماً لقصر حكومي أو رئاسي، ولا في القصور أو البلاطات أو الأماكن الخاصة بالملوك والزعماء، أنا أغنّي لنفسي، أغني لمن يحبني بصدق، وإذا ما غنيت مرة لبلد فأنا أغني لشعب وليس لشخص. وأنا أعتزّ بذلك.
ومن موقعك كفنان محبوب، ماذا تقول لمن سيقرأ حوارك؟
أقول للقراء إن الثورة التي حصلت في تونس ونسجت كل البلاد على منوالها، هي ثورة شريفة، وهي رسالة لكل الجبابرة والطغاة أينما كانوا. وأنا أقول للكبار الذين يخافون على أماكنهم ألا يخافوا على أرواحهم إذا كان شعبهم راضياً، ولكن كل من هو مقصّر بحق شعبه يجب أن يستبق الزمن ويصلح أخطاءه، فرئيس الدولة في النهاية هو موظف دولة يتصرف في أموال الدولة لصالح شعبها.
أصالة: فلنصمت وبلا أغنيات
أصالة، فضّلت عدم الخوض في أحاديث الفن اليوم؛ إكراماً لما يحصل في الساحة العربية من أحداث، وقلت إن لديك الكثير للحديث عنه غير الفن اليوم...
عندما تنظرين إلى شاشات الأخبار، ماذا يتبادر إلى ذهنك؟
أرى أننا اقتربنا كثيراً من أفلام الرعب والأكشن، وأصدّق حينها أن هناك مصاصي دماء لا يهمّهم كم سيسقط من ضحايا بريئة.
كيف ترين مصر اليوم؟
أعتقد أن الأمر تمّ في مصر بسلاسة رغم وقوع شهداء، لكننا مقارنة بما يحصل في ليبيا أحمد ربي أن الأمر تمّ وانتهى، أنا سافرت خارج مصر بعد بدء الثورة بأسبوع تقريباً نظراً لارتباطاتي، لكن عائلتي كلها ظلّت هناك وكنت أواكب التفاصيل كلها عبر الاتصال بعائلتي وشاشات الأخبار. مصر اليوم أفضل وأنضج، وأنا أنتظر التغيير، لكنني أرى أننا خرجنا من عنق الزجاجة بسرعة لأنها دولة مهمة، والحمدلله الوضع مازال في تحسّن، وسعيدة بكل الثوار وفخورة بالشباب الذين عبّروا بطريقة حضارية، رغم الجراح إلا أنهم استطاعوا إيصال الرسالة بأسلوب راق وواع.
أصالة، لو لم تكوني حاملاً، هل كنت خرجت إلى تلك المظاهرات وشاركت الفنانين الآخرين الثورة؟
لا. أنا لا أعرف كيف أشارك في الثورات، لذلك أفضّل أن تكون مشاركتي وجدانية. لكنني لم أنسحب، وذلك بناء على قصة صغيرة وبسيطة حصلت مع ابني خالد، إذ قال خالد للشخص الذي يحمي منزلنا «مشكوراً» ربما نسافر خارج مصر إلى أن تهدأ الأوضاع، فقال له ذلك الشخص «وهل تعيشون في مصر بأوضاعها الجيدة وتتركونها هاربين في هذه الأوضاع السيئة»؟ هذا السؤال أثّر في ابني وبي شخصياً، لذلك وجدتني أرفض الخروج وقلت في نفسي مثلي مثل أي شخص في مصر، وأعتقد أن هذا بحدّ ذاته موقف ومشاركة مني ومن أولادي وإخوتي وعائلتي بأكملها التي ظلّت رغم الخوف والرعب الذي خيّم لأيام متتالية على مصر. وشعوري تجاه مصر يعرفه المصريون ولا داعي للحديث عنه.
مـا دور الـفـنـان بـرأيـك فـي هـذه الظروف؟
فليصمت قليلاًً وبلا أغنيات. وللأمانة، أنا فكرت في أكثر من أمر، فكرت في أغنيات سياسية وفي خطوات أخرى، لكن وضعي «متقلقل» في مصر وطنياً.
اليوم، بعد تغيير النظام المصري وكل الموظفين الذين انتموا إليه، بمن فيهم نقيب الموسيقيين منير الوسيمي الذي منعك من الغناء في مصر، ماذا تقولين؟
شـاهـدت نـتـيـجـة قـراره عــلـى الـ «اليوتيوب». وأعتقد أن الناس أيضاً شاهدته مثلي تماماً، هو انتهى كنقيب بطريقة غير مشرّفة وهذا يكفيني. وأعتقد أنها إجابة واضحة.