محمد منير لـ "سيدتي": شاركني حياتي الكثير من النساء

 

لماذا غنّى محمد منير مؤخراً في دبي؟ وكيف يرى مصر بعد الثورة؟ لماذا يرى أن الجيل الجديد تربّى بشكل خاطئ على مدى ثلاثين عاماً؟ وهل سيصبح هناك توجّه آخر للغناء في العالم العربي بعد المرحلة الراهنة؟ ممّ يخاف محمد منير؟ ولماذا يشعر بالوحدة؟ وهل سيدعونا إلى زفافه؟ كل هذه التفاصيل خلال اللقاء الذي أجريناه معه عقب حفله الأول في دبي:   

راهن البعض أن حفله سيحضره المصريون فقط، وراهن البعض الآخر أن وجود حفل آخر لـلمغني العالمي snoop dogg سيضعف جمهوره، لكن حفل محمد منير جاء عكس كل التوقعات. أكثر من عشرة آلاف شخص من مختلف أنحاء الوطن العربي، تجمّعوا في ساحة برج دبي ليستمعوا إلى "حدوتة مصرية" بصوت محمد منير أو "فنان الشعب" كما يلقّبه الجمهور. ورغم الرطوبة والحر الشديدين، ظلوا يهتفون له على مدار ثلاث ساعات. بدأ منير حفله بتحية لدبي ولكل من حضر. غنّى فيها "علّي صوتك"، "جاي من البلاد البعيدة"، "الكون كله بيدور"، ثم توقّف ليقول: "اسمحوا لي أن أحكي لكم حدوتة. الحمدلله، انتهت الآن، لكن القادم أجمل"، ثم غنّى "حدوتة مصرية"، وسط هتافات وبكاء الجمهور، أتبعها بـ "إزاي" التي غنّاها معه الجمهور كلمة، كلمة. وسألناه:

* "الشعب يريد محمد منير"، وغيرها من الهتافات، كيف شعرت؟

تفاعل الجمهور شيء رائع.

* أكثر من عشرة آلاف شخص من مختلف الجنسيات جاؤوا ليشاركوك زيارتك الأولى لدبي، التي تعتبر متأخّرة قياساً بالفنانين العالميين والعرب الذين سبقوك. لماذا اليوم أنت في دبي؟

ليست هناك أسباب معيّنة، تمّ الاتفاق على هذا الحفل بالشكل الذي يتناسب ومحمد منير، وهذا ما حصل. أما بالنسبة للرقم الذي ذكرته، فأريد أن أنوّه أنه أقلّ عدد جمهور غنيت له في حياتي. ولكن، في النهاية، لا أرى الحفلات أرقاماً وإنما أناساً أمتّعهم وأشحنهم بالفن والأغنيات. أنا أغنّي فقط ولا أتقن لغة الأرقام.

 

الثورة والفن

* أغنية "إزاي" التي ارتبطت بالثورة كنت قد قدّمتها منذ زمن تعدّى العشر سنوات وليس اليوم. هل هذا يعني أنك كنت ترمز إلى اليوم عبر أغنيتك هذه؟

الثورة هي نتاج أحلام وتراكمات. وأنا، منذ بدأت الغناء، حلمت بحياة أفضل، وكانت مهمّتي كفنان هي التحريض الإيجابي، وهذا الفعل هو بمثابة الحلم المباح لمجتمع أفضل نستحقه. لكن، ليست "إزاي" فقط، بل"علّي صوتك" و"حدوتة مصرية" وكل أغنياتي كانت تبعث للتفاؤل بشيء أجمل.

* وكيف ترى مصر بعد الثورة؟

أرى أن مصر كانت بمثابة الجسد العليل لكنها بدأت تتعافى، ولا خوف عليها.

* برأيك، هل سيكون هناك تحوّل في دفّة الغناء والموسيقى عقب المرحلة التي يمرّ بها الوطن العربي بشكل عام ومصر بشكل خاص؟

أثق بأن الصوت العالي والذي لديه جذور أصيلة سيبقى عالياً، لا أؤمن بمقولة صوت جيد وآخر "وحش" أو سيئ. هناك صوت قوي وآخر ضعيف. لكن المرحلة القادمة ستكون للفن الجيد والأصيل.

*لكنك تردّد دائماً أن الجيل الجديد من الفنانين تربّى لأكثر من ثلاثين عاماً بشكل خاطئ، ماذا قصدت بهذه المقولة، وكيف نستعيد ثقتنا بهذا الجيل؟

مصر عاشت سباتاً طويلاً يقارب الستين عاماً بلا تقدّم وفجأة، استيقظت. هذه الأعوام الطويلة جعلتها تضمر في كل المجالات. لذلك، آخر ثلاثين عاماً كانت قد أفرزت جيلاً لديه أخطاء كثيرة، غير واع للجيد والسيئ، لكننا سنستعيد ثقتنا به عندما نفتح المجال للإنسان المتحضّر القادر على العطاء والحرية. ثورتنا المصرية كانت هبة للشعب المصري ولكل فرد منه لديه طموح أو حلم. الآن، المجال مفتوح لإصلاح الأخطاء وللدفع الإيجابي.

* قدّمت أغنيات للثورة على مدى سنوات، لكنك تردّد دائماً أنك لست مطرب ثورة، وأن هناك فرقاً بين أغنيات الثورة والحرب. ماذا قصدت؟

أغنيات الحرب تكون لحظية، يدفع الحماس والرغبة بالمقاومة والانتصار بالفنانين للإبداع السريع، ففي حرب أكتوبر كان الفنانون يبثّون أجمل إبداعاتهم عبر الراديو للتواصل مع الشعب، بينما تبقى أغنيات الثورة تمهيدية لما سيحصل لاحقاً، أيّ الحلم. ولا أخفيك أن للفنان دوراً كبيراً في الثورة كما كان عبد الحليم حافظ وصلاح جاهين وكمال الطويل وعبد الرحمن الأبنودي رموزاً مؤسّسة للثورة، ولكن بشكل فني بحت.

* بمناسبة الحديث عن الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، سبق أن قدّمت أغنية "عدّى النهار" لمسلسل يتناول سيرة عبد الرحمن الأبنودي، وكنت قد قرأت سابقاً أنك كنت تخشى الغناء لعبد الحليم في الوقت الذي قدّم فيه فنانون أغنياته ألبومات كاملة.

أنا لا أخاف من شيء أحبه. تربّيت على التراث المصري وعلى رموز مهمّة مثل شادية وعبد الحليم، وهي مرحلة، كما السنوات التي مضت، الخطّ واحد لكن التفاصيل مختلفة، ولكل فنان خصوصيته كما لكل جيل ملامحه ومفرداته التي يعبّر عن نفسه من خلالها.

 

ماذا قال عن المرأة في حياته ماذا عن كواليس اللقاء وما هي علاقته بالثورة وبالتراث الفني المصري؟ كل هذا وأكثر في مجلة سيدتي في المكتبات