| انفخ البلالين يا نجاتي، كانت هذه أيقونة المحروسة زكية زكريا، البلالين هذه الأيام منفوخة في سماء الوطن العربي الجميل، هناك بلالين سياسية في القمة، وهناك عند السفحِ بلالين لأسماء كبيرة خابية، وهناكَ بلالين تتلألأ في أفقِ الفضائيات، وتدمر أمجادَ الأمة، صناعُ البلالين، صناعُ نجاتي.
أكتب اليوم بين الهذر والجد عن هذه البلالين التي ملأت حياتنا، فمازلت أبحث عن إيجاد علاقة عضوية بين تزايد صلاحيات أي صاحب كرسي؛ وتزايد حجم الانتفاخ الذي يعاني منه، فهناك علاقة طردية بين اتساع دائرة الكرسي، واتساع حالة الانتفاخ لصاحبه، حالة الانتفاخ هذه جعلتني في حيرة من أمري لتتبع حالة الانتفاخ لدى المنتفخين في الأرض أو المنتفخين في الكراسي، فكنت، ومازلت، أتساءل: هل أعراض هذا الانتفاخ ناتجة عن سوء نوعية الكراسي أم سوء نوعية الذين يجلسون عليها؟!
إذا كان الأمر يتعلق بالكراسي فيمكن تغييرها، والتخفيف من انتفاخها عن طريق إعادتها للشركة المصنِّعة، ولكن المشكلة إذا كانت في أصحاب الكراسي، فلا توجد شركة مصنِّعة في العالم يمكنها أن تُخفف من انتفاخهم!
لذلك هم منتفخون، ولذلك نحن نعاني من انتفاخهم دون أن نكون سبباً في هذا الانتفاخ، فالعتب على الكراسي الرديئة والسيئة والشركات المصنعة التي نفخت الكراسي، أما المنتفخون فهم ضحية مثلنا، فهم ضحية انتفاخهم، وضحية انتفاخ كراسيهم، وضحية الناس الذين يسهمون في «نفخهم»، وانتفاخهم!
لدرجة جعلت منهم أكبر حزب غير معلن، من دون أن تكون لهم نقابة تعبر عن أحلامهم، أو انتفاخهم.
وإذا كانت قد طالبت في وقت سابق بتأسيس نقابة للمنافقين تحت مسمى «منافقون بلا حدود»، فمن باب الإنصاف والمعاملة بالمثل تأسيس نقابة للمنتفخين تحت اسم «منتفخون بلا حدود»، فهذه النقابة تشمل الجميع تحت مظلتها، فالمنتفخون في كل مكان، وليسوا حكراً على أصحاب الكراسي الرسمية، فكما أن هناك منتفخين «قطاع عام»، فهناك منتفخون «قطاع خاص»، وبين هذه وتلك هناك منتفخون في كل مهنة.
العامل المشترك بين كل هؤلاء المنتفخين أنهم غير منتفخين خارج نطاق كراسيهم، فانتفاخهم من «النوع البالوني» من نوع انفخ البلالين يا نجاتي.
بما يثبت أن الانتفاخ ناتج عن أعراض الكرسي، فبعيداً عن الكرسي؛ سرعان ما تزول أعراض الانتفاخ، لذلك العتب على الشركات المصنِّعة للكراسي أو العتب على الكراسي الرديئة!!
شعلانيات:
| لا أحد يتغير فجأة، كل ما في الأمر أننا في لحظة ما نغلق عين القلب ونفتح عين العقل، فنرى بعقولنا حقائق لم نكن نراها بقلوبنا!
| حياة الإنسان كتاب، لكن قلائل هم الذين يعرفون قراءة أكثر من صفحة منه!
| عيوب الجسم قد يسترها متر قماش، وعيوب الفكر يكشفها أول نقاش!





