mena-gmtdmp

جنون القيادة!!

مبارك الشعلان
سُئل رجل حاز على جائزة أفضل قائد مركبة على مستوى الدولة كيف حزت على هذه الجائزة؟ وما الطريقة التي تنتهجها عند قيادتك للسيارة؟ فأجاب: أنا أقود السيارة مثلي مثل بقية الناس، الفرق أنني عند قيادتي للسيارة أقنع نفسي بأني أنا الوحيد العاقل، وكل من عداي ممن يقودون السيارات في الشوارع الرئيسية والفرعية مجانين. الواقع يقول إن الشارع أصبح معركة جنون يومية يذهب إليها البعض، وهو على درجات عالية من التسلح بكل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، من كلمات نابية، ومضايقات لعباد الله. المشكلة الحقيقية أن ثقافة الشارع هي انعكاس حقيقي لثقافة البيت، وثقافة المدرسة وثقافة العمل. فما ننتظر من مجتمع يدرب أبناءه على ثقافة عدم احترام القانون، وأن التجاوز في الشارع هو«فهلوة» وذكاء وشطارة، فإذا أردت أن تعرف ثقافة أي بلد فما عليك سوى أن تتجول في شوارعها؛ لتعرف حقيقة ثقافة هذا البلد؛ فالشارع مدرسة تتعلم فيها كل يوم، وهي مدرسة نأخذ فيها حصصاً يومية، وهي معركة يومية جعلت حتى وزارة الداخلية تكتب شعراً وأدباً، فشعاراتها تقول إن القيادة فن وذوق وأخلاق؛ لكثرة ما رأت من عدم الذوق والفن والأخلاق، فالشارع هو الذي يعلمك الأخلاق والفن والذوق، ويعلمك كيف يفكر الناس، الشارع أصبح هو المصنع الحقيقي لثقافة وسلوكيات أي شعب. في بعض الدول هناك أناس لديهم سيارات صغيرة وضيقة، ولكن تصرفاتهم كبيرة... وصدورهم واسعة، وهناك أناس لديهم سيارات راقية جداً، يقابلها تصرفات ليست راقية، من نوع تعليم عال، وتربية متدنية جداً. الشارع يعطيك رسالة واضحة جداً، ويعلمك التسامح، ويقول أيضاً: إن هناك ناساً لا يتحملون بعضهم، ولا يعرف التسامح طريقاً إلى قلوبهم. خلاصة الأمر أن الشوارع الواسعة أصبحت أماكن ضيقة للذين يحترمون أنفسهم. شعلانيات: . هكذا الأصدقاء: كثيرون ثم قليلون فقليلون، حتى لا يتبقى معك إلا من كان الأصدق بينهم. . أصبح الناس كصناديق البريد المقفلة، متجاورين؛ لكن لا يعلم أيٌ منا ما بداخل الآخر. . الناس مثل حسابات تويتر، السيئ يقودك للأسوأ، والجميل يقودك للأجمل..