حذرت منظمة الصحة العالمية من موسم شتاء قاسٍ، بسبب فيروس الإنفلونزا A(H3N2)، والذي يشهد معدلات عدوى أسرع من الموسم السابق، لذلك علينا أن نعرف ماهية الفيروس وكيفية الوقاية منه.
اتفقت المصادر الصحية في العالم على أن الموسم الحالي قد يشهد حالات عدوى بالإنفلونزا على نحو متسارع، ربما أكثر من طاقة الأطقم الطبية، كما أن الفيروس المنتشر حالياً مختلف عن السنوات السابقة، لذلك هناك تساؤلات عديدة حول جدوى اللقاح.
ما هو فيروس A(H3N2)؟
إنفلونزا A(H3N2) هي نوع فرعي من فيروسات الإنفلونزا A التي تصيب البشر وتسبب موجات موسمية من عدوى الجهاز التنفسي. وبحسب ukhsa فإن أنظمة اللقاحات في أغلب الدول مصممة لتغطية ثلاثة أنواع رئيسية”متداولة، وعادة ما تضم : A(H1N1) وA(H3N2) والإنفلونزا B.
ورغم ذلك فإن فيروس A(H3N2) يشهد تحذيرات كثيرة بسبب سرعة انتشاره وآثاره الخطيرة، ما يشير إلى موسم شديد الخطورة والذي قد يشهد ارتفاع الوفيات، خصوصاً لدى كبار السن.

هل A(H3N2) فيروس خطير؟
إحدى معضلات السيطرة على الفيروسات، هي سرعة تطورها، ولذلك ينصح الأطباء بتناول لقاح الإنفلونزا كل عام، لأنه يتطور ولا يمكن أن يحقق الحماية لموسمين متتاليين مثلاً، وهذا العام وبحسب مصادر طبية، فإن الفيروس A(H3N2) شهد ما يسمى بـ "الانجراف المستضدي" ويعني حدوث تغيير في سطح الفيروس يجعل من الصعب على الجهاز المناعي التصدي له.
ورغم أن اللقاحات تتطور كل عام لتجاري تحور الفيروسات، لكن ما حدث هذا العام هو أن فيروس الإنفلونزا المنتشر تطور بعد اختيار سلالات اللقاح وتصنيع الجرعات.
هل لقاح الإنفلونزا يقي من فيروس A(H3N2)
وفقاً لما ورد في jamanetwork أن كون فيروس الإنفلونزا تطور هذا العام، فهذا لم يلغ دور اللقاح، فقد يمنحكِ اللقاح نسبة من الوقاية ولكن ليس وفقاً للمستهدف. وفقاً لدراسة أجريت هذا العام، خلص تحليلها إلى أن لقاحات هذا الموسم تقدم حماية فعالة ضد الإنفلونزا الشديدة، الأطفال الحاصلون على اللقاح تقل لديهم فرص الإصابة بنحو 70% إلى 75% ، أما البالغون فتقل لديهم فرص الإصابة بنحو 30% إلى 40%.
أعراض الإصابة بفيروس A(H3N2)
بالأساس A(H3N2) هو فيروس انجرف من فيروسات الإنفلونزا، من ثمّ الأعراض الأولية هي مثل الإنفلونزا الموسمية تماماً، وغالباً ما تبدأ الأعراض فجأة، وقد يشعر المصاب ببعض العلامات أو كلها في الوقت نفسه، وتشمل وفقاً لـ مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها:
- حمى وقشعريرة.
- سعال.
- التهاب الحلق.
- سيلان الأنف أو انسداده.
- آلام في العضلات أو في الجسم عموماً.
- صداع.
- إرهاق أو تعب قوي يجعل الشخص يشعر بالإنهاك ويحتاج إلى الراحة.
وأشار الأطباء إلى أن ليست جميع الحالات المصابة بفيروس A(H3N2) تشعر بجميع الأعراض، وخاصة الحمى، بينما قد تظهر بعض الأعراض فقط، ولكن ما يميز حالة الإصابة بـ A(H3N2) هو أن هناك تطوراً لاحقاً، حيث يعاني المصاب من القيء والإسهال. قد يجتمع أكثر من عرض لدى الشخص الواحد أو يقتصر على بعضها، لكن هذه هي العلامات الشائعة المرتبطة عادةً بالإنفلونزا وفق قائمة الخبراء.
كيفية الوقاية من فيروس الإنفلونزا A(H3N2)
مثل أي نوع من الإنفلونزا، يمكن تعزيز فرص الوقاية من خلال إجراءات يومية بسيطة، مثل:
- تجنب المخالطة القريبة للمرضى.
- البقاء في المنزل عند المرض وعدم العودة للأنشطة المعتادة إلا بعد مرور 24 ساعة على تحسن الأعراض واختفاء الحمى من دون أدوية خافضة للحرارة.
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس بمنديل ورقي والتخلص منه فوراً.
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو استخدام مطهر كحولي عند عدم توافرهما.
- تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم لأن العدوى قد تنتقل بهذه الطريقة.
- تهوية المناطق المغلقة.
- تنظيف الأسطح كثيرة اللمس مثل مقابض الأبواب بانتظام.
- دعم المناعة بعادات صحية مثل النوم الكافي، والنشاط البدني، وتخفيف التوتر، وشرب السوائل وتناول غذاء متوازن.
كيف يعالج فيروس الإنفلونزا A(H3N2)؟
علاج فيروس الإنفلونزا A(H3N2) لا يختلف كثيراً عن علاج الإنفلونزا الموسمية والتي تشمل مرحلتين:
- رعاية منزلية داعمة لمعظم الحالات.
- مضادات فيروسية بوصفة طبية للحالات التي تستدعي ذلك.
العلاج المنزلي
في الحالات الخفيفة والمتوسطة، يعتمد التعامل مع الإنفلونزا على الراحة وشرب السوائل وتخفيف الحمى وآلام الجسم بأدوية موصوفة. في هذه المرحلة يحاول جهاز المناعة أن يقوم هو بدور المقاومة مع الحدّ من الشعور بالإنهاك وتقليل الجفاف، وهنا يجب الانتباه جيداً لشدة الأعراض.
العلاج الدوائي
يوجد علاج دوائي مخصص للإنفلونزا يسمى مضادات فيروسية (وليست مضادات حيوية)، وهو يُصرف بوصفة طبية. وتشير إرشادات الأطباء إلى أن مضادات الفيروسات تكون أكثر فاعلية عندما يتم تناولها مبكراً، ويفضل خلال أول 48 ساعة من بدء الأعراض.
اقرئي أيضاً علاج الحساسية الموسمية بالأعشاب: إليكِ أسرار الطبيعة لمقاومة الأعراض
متى تستوجب زيارة الطبيب؟
هناك علامات إنذار لحدوث مضاعفات إنفلونزا تستدعي طلب مساعدة طبية عاجلة، خصوصاً عند الأطفال. من أبرزها:
- صعوبة أو تسارع التنفس.
- تحول الشفاه إلى اللون الأزرق.
- ألم بالصدر.
- جفاف شديد مثل عدم التبول لعدة ساعات.
- تشنجات.
- عدم اليقظة أو ضعف التفاعل.
- حرارة مرتفعة جداً لا تستجيب لخافضات الحرارة.
هذه العلامات لا تعني بالضرورة كارثة، لكنها تعني أنه يجب الذهاب إلى طبيب متخصص وإلا سيتطور الأمر لمضاعفات أكثر شدة.
ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.





