دعنا نفترق

محمد فهد الحارثي

 

دعنا نفترق، فقصتنا أشبه بمسرحية لا تنتهي. طريق طويل من دون نهاية. فيلم جميل يترك المخرج فيه خيارات النهاية لاجتهادات المشاهدين. أمقتها. أكرهها هذه الأفلام المملة. أشعر بأن الحلول المفتوحة كالكذب المجاني. قصص وأحداث ومواجهات والنهاية اخترها أنت. هل يعقل أن يكتب المتهم حكمه قبل صدور حكم القاضي؟ المسائل ليست كما نحاول أن نقولها أو نتصورها، بل هي كيف تكون في حقيقتها.

الفراق ليس نهاية، بل ربما هو بداية. هو خيار حاد في وقته، جميل في نهاياته. الصور التي تبدو جميلة ليست بالضرورة مثلما تبدو. نحن حينما نخطو الخطوة الأولى ونتحمل تبعياتها، فإننا نفتح الباب على مصراعيه لأجمل فصول حياتنا.

كم من عمر ضاع، ونحن ننتظر قرار الخيارات، كم من زمن مضى ونحن نتوهم أنه منعطف صغير وسنتجاوز مرحلة البدايات. وهم عميق يكسو بألوانه الفاقعة كل ماعداه.

ما أجمل أن نصحو لواقعنا ونواجه حقائقنا. هؤلاء الذين يختارون أنصاف الحلول هم يختارون اللاحل. هم يغمضون أعينهم عن كل شيء واضح وحاسم ويتغلفون بوهم يصنعونه في مخيلتهم ويعيشون عليه.

قراري اليوم حاسم وواضح. فراق ورحيل. سوف أضع نقطة على نهاية السطر، وأقلب الصفحة. سوف أغلق الكتاب بأكمله. اختيار خاطئ أو دعني أقلْ: التركيبة ليست مناسبة. لا يهم التبريرات فالنتيجة واحدة. ربما نخدع أنفسنا بمحاولة خلق التبريرات؛ لكنه في النهاية مشهد واحد وجوهري سوف ينهي كل القصة.

ولمَ الانتظار وأنا أدرك سيناريو النهايات وقصص الختام؟ دعني آخذ المبادرة بنفسي وأحسم قصة أخذت أكثر مما أعطت. النهايات التي تكون بناء على قرار اتخذناه هي محطة فاصلة في حياتنا، هي تقوينا وتجعلنا أذكى وأكثر حكمة في القرار.

اليوم الثامن:

الأخطر من الكذب...

العيش في وهم تصديقه

@mfalharthi