فن إدارة الوقت!

أحمد العرفج


يشتكي الجميع من ضيقِ الوقت، ولكن بعد الدراسات التي قرأتُها؛ عن طُرق المحافظة على الوقت، والممارسات التي أتَّبعُها في حفظ وقتي، وجدتُ أن الوقت ليس ضيِّقاً، بل يتَّسعُ لكل عمل، ولكن المشكلة تَكمُن في: «إدارة الوقت»، أو ما يُسمِّيه أهل الغرب Time Management!


لقد تأملت تعامل الناس مع الوقت، فوجدتُ أن ممارساتهم الخاطئة تُهدر أوقاتهم، ولن نستطيع حصر الممارسات الخاطئة في مقالٍ واحد، لذلك دعونا في كل مرَّةٍ؛ نستعرض واحداً من مبادئ حفظ الوقت، لذلك سأتحدَّث اليوم عن مبدأ الانسحاب!


مبدأ الانسحاب، أو كما يُسمِّيه أهل السهر «الانسحاب التكتيكي»، هو أن تسحب نفسك من المكان الذي أنت فيه، في الوقت المناسب، مهما كانت المغريات والضغوطات والملذَّات.. وهذا الانسحاب لا يمارسه ولا يستطيعه إلا أُوْلو العزم من الرجال والنساء!


إن عدم الانسحاب؛ يجعل الإنسان يُؤخِّر أعماله، ولكم أن تتصوروا هذا المثال:


كنتُ ذات مرَّة معزوماً في البحر في جُـدَّة –(بضم الجيم)- وكان من المفترض أن أنسَحب؛ في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، لأنني مرتبط بعملٍ في صباح اليوم التالي، ولكن إلحاح الأصدقاء ورجاءاتهم، وإغلاق الباب دوني، وإخفاء مفاتيح السيارة، جعلني أستمر في السهر، وأتمدَّد حتى مطلع الفجر، وبالتأكيد خسرتُ الموعد الصباحي، الذي كان فيه خيرٌ كثير لي،

واستمر النوم في السيطرة على جسدي حتى الظهيرة، وبالتالي خسرتُ الحصص القرائية الصباحية، مما جعلني أستخدم وقت العصر للتعويض، وهذا الاستخدام أضرَّ بالمشي المُقرَّر كُلّ عصريَّة، فتم ترحيله إلى ما بعد المغرب، وذلك الوقت كان مقرراً لزيارة صديق... إلخ!


في النهاية أقول: هذه بعض أخطار عدم التقيّد بمبدأ الانسحاب؛ لأن الذين لا ينسحبون في الوقت المناسب، يُثبتون أنَّهم من ضعاف النفوس من جهة، كما أنهم -من جهةٍ أخرى- يُربكون جدولهم اليومي، الذي «يتكركب» ويكون عاليه سافله!!