مفاجأة العيد

محمد فهد الحارثي

 

يا أجمل أعياد العمر. يامن صنعتِ من عامي هذا رصيداً من الأعياد لا ينضب. أجمل عيد هو اليوم الذي ترتوي عيناي برؤيتك. وأجمل أفراح العيد حينما تغزل ابتسامتك ثنايا الوقت وتفاصيل الأيام. ماهو العيد من دونك. يوم يمضي يذكرني فقط بغيابك. احتفال باهت يفتقد بريقه. أستغرب كيف يمكن للابتسامات أن تتسلل إلى الوجوه، والكلمات تخرج للوجود وأنت غائبة. ياللعجب!.

عيدي هذا العام له لونه وطعم مختلف. العيد احتفاله ليس في مآدبه وتجمعاته، العيد الحقيقي هو حينما يشاركك من يستحق اللحظة، ويشعر بك ويحرص عليك. فرق كبير بين مناسبات تفرضها المجاملات وتجعلنا نردد كلمات منسوخة، وبين أوقات تحسبها هي العمر كله.

كان العيد بالنسبة لي يوماً اجتماعياً في ملامحه، التزامات ومناسبات، لكنه من دون شعور. في حين أن عيدي هذا العام مختلف، إحساس نبض وبدايات فرح وإشراقة تفاؤل. يا أجمل معاني العيد.. كيف استطعت أن تغسلي الأيام من شوائبها، وتنزعي عنها مللها، وتلبيسها أجمل الألوان؟. كلما نظرت إليك أدركت كم أنا استثناء في هذا الكون. وكم هي الحياة كريمة وسخية بعد طول انتظار.

في لحظات تقارب اليأس. أصبحت الأيام مسلسلاً متكرراً للروتين نفسه والانتظار. حتى شع ضياء نورك في حياتي فأدركت حقيقة أن لا يأس مع الحياة. وأننا لو منحنا أنفسنا قليلاً من الوقت، وبعض الهدوء، ستمنحنا الحياة ما نستحق.

معك الأشياء أكبر من أشكالها وأعمق من معانيها. فالكون يتشكل بين أطراف أصابعك، فما عاد هناك شيء يقلقني. فأنت الصدق في زمن تلونت فيه الأشياء. وأنت الحقيقة في عصر شحَّ فيه الوفاء.

الحياة جميلة ليست بما نملك أو نحقق، بل بالأشخاص الذين يشاركوننا لحظاتها، ويضفون عليها لمسة الحنان والطيبة. العيد مناسبة مهمة فقط لأقول لك: كم أنا محظوظ بك. وكم هي الحياة جميلة بوجودك. 

اليوم الثامن:

لا أدري هل تغير مسار الفلك أم ماذا؟
هذا العام احتفلت بالعيد 365 مرة.