هل أنت تسيطر عليها أو هي تسيطر عليك؟

 

 

مواقع التواصل هي مثل بقية الأشياء في الحياة لها حساناتها ولها إيجابياتها، وقد تحدث قوم كثيرون عن الإيجابيات وتناولوا أيضاً السلبيات، ولكن ما سأتحدث عنه هو بعض الآثار النفسية التي أرسلتها لي طائفة من المتابعين والمتابعات، وطلبوا تعليقي عليها؛ لكي يكون الناس على اطلاع بها، وهي تنحصر في أربع نقاط:

أولاً: أن هذه الوسائل بيَّنت الكثير من التناقض بين القول والعمل، فمثلاً: يقول أحدهم في حسابه على تويتر: إنه مع حرية الرأي واحترام الآخرين، ولكن إذا دخلت في حسابه وجدت الشتم والسب لكل من يخالفه الرأي، كذلك قد تجد حياة بعض المشاهير في السناب مليئة بالـ«فشخرة» والشو وادعاء المثاليات، وهم أبعد الناس عن ذلك.

ثانياً: قللت وسائل التواصل من قدرة الانسان على التحمل والصبر، في السابق كان الناس يستمعون الى أغنية أم كلثوم التي قد تصل مدتها إلى ساعتين، كانوا يستمعون إليها بكل فرح وسرور، والآن أصبح أكثر الناس بسبب وسائل التواصل لا يتحملون أكثر من دقيقة، وإذا طالت عن دقيقة بدأ التذمر والتسريع والقفز، وهذا الإيقاع السريع أثر في القراءة، وأصبح جَلَد الناس عليها ضعيفاً بعد أن كانوا يقرأون بالساعات.

ثالثاً: إن وسائل التواصل بمعروضاتها وأصحابها أفسدت طعم الحياة على الفقراء، وأصبح كل فقير يتمنى أن يعيش مثل هذا الشهير أو تلك.

رابعاً: إن وسائل التواصل جعلت مدة الفرحة قليلة، أتذكر في طفولتي أنني كنت أفرح بالحذاء لمدة شهرين، شهر قبل الحصول على الحذاء وشهر بعد أن أحصل عليه، أما الآن فإن الأشياء تأتي في الصباح وتنتهي الفرحة بها مساءً، أو كما يقول إخوتنا الإنجليز: «easy come easy go».

وفي النهاية أقول: يا قوم، إن وسائل التواصل أدوات، وبعض الأدوات تسيطر على البشر، وفي الجانب الآخر هناك طائفة من البشر هي التي تسيطر على الأدوات.
هل أنتَ أو أنتِ من الذين تستحوذ عليهم أدوات التواصل أم أنكم من الذين يستحوذون عليها ويتعلقون بها؟